طرح توقيع اتفاقية عسكرية من قبل أنقرة مع دولة النيجر في هذ التوقيت بعض التساؤلات حول دلالة الخطوة.
وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، توقيع بلاده اتفاقية للتعاون العسكري مع النيجر، بعدما ناقش الجانبان تأثيرات الوضع الليبي على المنطقة، وذلك خلال لقائه رئيس النيجر، محمد يوسفو، في العاصمة نيامي، مشيرا إلى أن “النيجر أيضا تشعر بتأثيرات الوضع في ليبيا”.
“فشل عسكري”
وأكد الوزير التركي، الذي يقوم بجولة أفريقية الآن، أن “تركيا ستدعم الدول الأفريقية والمنظمات في أفريقيا، خصوصا دول الساحل، لتكون أكثر فعالية في موضوع حل المشكلة في ليبيا، وإرساء وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي”، مضيفا: “الذين فضلوا الحل العسكري في ليبيا حتى الآن هزموا في ساحات القتال، ولم يتمكنوا من تحقيق النجاح، ولن يتمكنوا، والحل سياسي وفقط”، وفق تصريحاته.
“تحجيم فرنسا”
من جهته، رأى الضابط الليبي السابق وعضو مجلس الدولة الحالي، إبراهيم صهد، أن “هذا الأمر كان متوقعا، خاصة أن دولة النيجر كانت تبحث عن حليف يقيها التهديدات والضغوط الإماراتية لإقامة قاعدة عسكرية إماراتية على أرضيها كما تحاول أبوظبي مع موريتانيا الآن”.
وأوضح أن “دولة النيجر تعاني كثيرا على كل الأصعدة من توقف علاقاتها مع ليبيا، خاصة الاقتصادية، ومن هنا فإن تركيا ستكون حليفا وسندا لهذه الدولة الأفريقية من ناحية، كما يمكن هذا الاتفاق الحكومة التركية من النفاذ إلى القلب الأفريقي”، وفق تقديراته.
لكنه استدرك: “لا أرى أن هذا الأمر يعد تطويقا لليبيا؛ لأن حدودها مع النيجر لا تشكل حجما لحدودها الأخرى مع ستة دول أفريقية وعربية، لكن يمكن أن تمهد هذه الاتفاقية العسكرية إلى تحجيم النفوذ الفرنسي، وتقليل فرص التهديدات العسكرية الفرنسية”.
“توسع تركي في أفريقيا”
في حين أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة “سكاريا” التركية، خيري عمر، إلى أن هذه الخطوة تأتي “ضمن توسيع تركيا لعلاقتها الدبلوماسية مع الدول بشكل عام، وتطبيق الدبلوماسية النشطة في أفريقيا، وقد يأتي الملف الليبي ضمن ذلك أو لا يأتي، لكنه ليس هو العنوان”.
وأكد أن “وصف الخطوة بأنها “تطويق” هو أمر غير دقيق، هو حراك نشط في أفريقيا، وستتبعه خطوات مع دول أخرى في الساحل والصحراء، خاصة أن هناك قواسم مشتركة الآن بين عدة دول لتشجيع الحل السياسي في ليبيا ومنها تركيا”.
وأضاف: “كما لم يعد مرجحا الآن الصدام العسكري على الأراضي الليبية؛ لأنه مكلف أكثر، وخطوة تركيا مع النيجر تؤكد رسم السياسة التركية أنها ضمن الحلول السياسية، ومن ثم لم يفضل أوغلو الحلول العسكرية في ليبيا من داخل النيجر”.
“تشاد القادمة”
الناشط السياسي من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة، أشار من جانبه إلى أن “توقيع اتفاقية للتعاون العسكري والأمني في هذا التوقيت سيصب في مصلحة الطرفين، تركيا تستفيد بتوسعها في الداخل الأفريقي، والنيجر في لعب دور أكبر في ملف الدولة الجارة ليبيا، وكذلك فوائد اقتصادية كبرى”.
وأضاف أن “وجود تركيا في دول الساحل والصحراء أصبح قاب قوسين أو أدنى، وهي تستفيد من تصاعد الرفض الشعبي للتواجد الفرنسي في المنطقة، لذا ستجد تركيا ترحيبا واسعا رسميا وشعبيا”.
وبخصوص الدولة القادمة، توقع بازنكة أن “تكون دولة تشاد التالية في توقيع اتفاقيات التعاون العسكري والأمني، خصوصا أن التعاون الاقتصادي والدبلوماسي في تطور مستمر بين البلدين، ويجب على تركيا أن تعمل على مشاريع تنموية؛ حتى تكسب ثقة شعوب المنطقة، ولا تراهن على حكومات تتغير دوما” .
,
المصدر/ arabi21