ينقسم المشهد الليبي إلى عدة فاعلين محليين ودوليين، يصطفون بين داعم للحكومة الشرعية في العاصمة طرابلس، وبين مؤيد للجنرال الانقلابي خليفة حفتر، في حين هناك فئة ثالثة اختارت الحياد، ويدخل ضمنها المتأرجحون بين هذا وذاك.
– الداعمون للحكومة الليبية الشرعية:
الجيش الليبي: والذي يضم 70 بالمئة من العسكريين النظاميين من مختلف الرتب، ويقوده قائد الأركان محمد الشريف، ومعه ثلاث قادة نواحي عسكرية؛ اللواء محمد حداد قائد المنطقة الوسطى (مصراتة)، واللواء عبد الباسط مروان قائد منطقة طرابلس، واللواء أسامة جويلي قائد المنطقة الغربية (الزنتان)7.
كتائب مصراتة: تعد أكبر قوة عسكرية في المنطقة الغربية، وتضم جيشا صغيرا مشكلا من 17 ألف مقاتل و35 ألف جندي احتياط، بالإضافة إلى دبابات ومدفعية وطيران وآلاف السيارت المسلحة.
كتائب الزاوية: وتعتبر ثاني أكبر قوة عسكرية داعمة للحكومة الشرعية، ولعبت دورا رئيسيا في منع سقوط طرابلس وحماية الجناح الغربي للعاصمة.
المجلس العسكري الزنتان: والذي يتزعمه أسامة جويلي، قائد المنطقة الغربية في الجيش الليبي، والذي قاد عدة عمليات عسكرية ناجحة لتحرير عدة مدن غرب طرابلس وفي الجبل الغربي، بالإضافة إلى دوره في تحرير قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية.
كتائب طرابلس: على غرار قوة الردع الخاصة والأمن المركزي أبو سليم، وكتيبة النواصي، والتي تركز دورها في حماية الأمن داخل العاصمة ومواجهة الخلايا النائمة، بالإضافة إلى التصدي لمليشيات حفتر عندما زحفت نحو قلب طرابلس.
كتائب الأمازيغ: خاصة من زوارة في الساحل، وجالو وكباو ويفرن ونالوت في الجبل الغربي.
كتائب تحرير الجنوب: بقيادة اللواء علي كنة، وتضم وحدات مسلحة صغيرة من قبائل الطوارق والتبو وقبائل عربية.
مدن الساحل: من مصراتة شرقا إلى زوارة وزلطن غربا مرورا بالخمس والقره بوللي، وطرابلس والزاوية وصرمان وصبراتة، بالإضافة إلى المدن المجاورة للساحل مثل زليتن ومسلاتة والعجيلات والجميل.
مدن الجبل الغربي: غريان عاصمة الجبل، والزنتان بعد هزيمة حفتر، بالإضافة إلى المدن والبلدات الأمازيغية.
مدن الجنوب: مثل مرزق التي تم تحريرها بإمكانيات محودة لقبائل التبو، بالإضافة إلى أوباري وغاو، التي وإن سيطرت عليها مليشيات حفتر ظاهريا، إلا أن الحكومة الشرعية لها نفوذ قوي في هذه المناطق التي يقطنها الطوارق.
سياسيون: الحكومة مدعومة من 5 أعضاء من المجلس الرئاسي على رأسهم فائز السراج، بالإضافة إلى عدة أحزاب من تيارات مختلفة مثل العدالة والبناء (مقرب من الإخوان)، حزب التغيير، حزب الوطن..
مجلس النواب في طرابلس: ويضم أكثر من 70 نائبا، ويترأسه حمودة سيالة، وينعقد في طرابلس، منذ مايو/أيار 2019، بسبب انفراد عقيلة صالح بقرارات المجلس دون الرجوع إلى النواب.
المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري): ويضم 135 عضوا كلهم مؤيدين للحكومة الشرعية، ويترأسه خالد المشري، من حزب العدالة والبناء.
تركيا وقطر، وبدرجة أقل مالطا.
– الداعمون لحفتر:
مليشيات الشرق الليبي: وتضم عسكريين على كتيبة الصاعقة، وكتائب أخرى مثل الكتيبة 204 دبابات والتي تم تفكيكها بعد انحياز قائدها المهدي البرغثي إلى الحكومة الشرعية.
مليشيات الغرب الليبي: وأغلبها من مدن الزنتان والرجبان وترهونة، ولكنها بعد تحرير الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية معظم المنطقة الغربية، إما فرت إلى الشرق أو الجنوب (على غرار ترهونة) أو احتمت بقبيلتها حتى لا تتعرض للهجوم (الزنتان مثلا).
أنصار النظام السابق: حيث انضم معظم ضباط وجنود الكتائب الأمنية التابعة سابقا لنظام القذافي إلى حفتر، وكذلك بعض القبائل والمدن والمناطق المحسوبة على النظام السابق.
التيار المدخلي: تنظيم متطرف يتبع أنصاره ربيع المدخلي، أحد شيوخ السعودية، وأبرز قادته:ق محمود الورفلي، المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، وطارق درمان (الزنتان) وأشرف الميار (بنغازي)، ويوسف التيباوي (من قبائل التبو بالجنوب).
قبائل برقة: وعلى رأسهم العبيدات (أكبر قبيلة في أقصى الشرق)، والعواقير (ثاني أكبر قبيلة في الشرق)، والمغاربة (ينتشرون في مدينة أجدابيا والموانئ النفطية) والزوية (ينتشرون في أجدابيا والحقول النفطية، والكفرة أقصى الجنوب الشرقي)، وقبائل صغيرة مثل البراغثة والبراعصة والحاسة والدرسة والعرفة..
قبيلة ترهونة: وعلى رأسها صالح الفاندي، رئيس مجلس مشايخ ترهونة، الذي فر إلى شرق برقة تطارده تهم المقابر الجماعية التي ارتكبتها مليشيات اللواء التاسع (الكانيات)، والذي نصب على رأس المجلس الأعلى للقبائل الليبية رغم معارضة بعض قبائل الشرق، وألقى كلمة في القاهرة يحرض فيها النظام المصري على التدخل عسكريا في ليبيا، رغم تبرؤ المجلس البلدي ترهونة منه.
المرتزقة التشاديون: وينتمي أغلبهم للمعارضة التشادية المسلحة، على غرار الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد، المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية التشادية.
المرتزقة السودانيون: وينتمون لحركات المعارضة المسلحة في دارفور، على غرار حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان بجناحيها (أركو ميناوي وعبد الواحد نور)، بالإضافة إلى الجنجاويد (الخرطوم تنفي مشاركة قوات الدعم السريع كمرتزقة للقتال في ليبيا)، وشباب جندتهم شركة “بلاك شيلد” الإماراتية للقتال في ليبيا دون علمهم بوجهتهم.
مرتزقة فاغنر الروس: ويضمون عناصر مدربة من روسيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا وصربيا، ومؤخرا بدؤوا في تجنيد سوريين موالين لنظام بشار الأسد للقتال في ليبيا.
سياسيون: على غرار رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، ومعه نحو 26 نائبا من إجمالي 200، وعبد الله الثني، رئيس الحكومة غير المعترف بها دوليا، وتحالف القوى الوطنية، الذي يضم عدة أحزاب صغيرة لكن دوره يكاد يتلاشى، خاصة بعد وفاة مؤسسه محمود جبريل، وعضوين من إجمالي 9 أعضاء في المجلس الرئاسي هما: علي القطراني، وفتحي المجبري.
دول: على غرار الإمارات ومصر والسعودية والأردن وروسيا وفرنسا وتشاد وإسرائيل.
– المحايدون:
قبائل ورفلة: تسعى أن لا تكون طرفا في الصراع لكن مجلسها البلدي يتبع الحكومة الشرعية بينما ساند بعض مسلحي القبيلة حفتر.
قبيلة القذاذفة: بعد سقوط نظام معمر القذافي وهزيمة قبيلته أيضا، تفضل قبيلة القذاذفة أن تبقى بعيدة عن أي صراع على غرار قبائل ورفلة.
الجزائر: تؤكد دوما أنها على مسافة واحدة من طرفي الصراع وأنه لا حل سوى الحل السياسي، تربطها حدود مشتركة مع ليبيا تقدر بنحو ألف كلم بالإضافة إلى قبائل مشتركة وأخرى ليبية من أصول جزائرية.
تونس: لها حدود تقدر بنحو 500 كلم، وموقفها متناغم مع الموقف الجزائري.
إيطاليا: على الرغم أنها أقرب إلى الحكومة الليبية إلا أنها تحافظ على علاقات هادئة مع حفتر.
الولايات المتحدة الأمريكية: موقفها رمادي ومتأرجح، ففي بداية الهجوم على طرابلس كانت أقرب إلى حفتر، وبعد هزيمته في المنطقة الغربية ودخول فاغنر الروسية إلى جانب حفتر، أصبحت أقرب إلى الحكومة الشرعية.
ألمانيا: نظمت مؤتمر برلين حول ليبيا، وتحاول الانخراط شيئا فشيئا في الملف الليبي، عبر إعلان مشاركتها في عملية إيريني الأوروبية البحرية، وأيضا أعلنت رفضها التدخل العسكري المصري في ليبيا.