ماليزيا: “آيا صوفيا” فأل خير للأقصى

“التغيير في آيا صوفيا مؤشر على الثقة بالنفس”، جملة لخص بها رئيس حركة المجتمع الواعي في ماليزيا أحمد عزام عبد الرحمن، سبب دعم النخبة الماليزية المثقفة قرار الحكومة التركية القاضي باستئناف الصلاة في مسجد آيا صوفيا، الذي تقام فيه اليوم أول صلاة جمعة بعد عقود ظل خلالها هذا الصرح الديني الفريد متحفا.

وقال عبد الرحمن “إن ما تفعله تركيا في عهد الرئيس (رجب طيب) أردوغان هو تجاوز للأمر الواقع المفروض على العالم الإسلامي”، واعتبر أن رفض الأمر الواقع الذي فرضته الهيمنة الغربية منذ قرن أهم خطوات النهوض والتغيير، موضحا أن مواقف النخب الماليزية تنسجم مع المواقف الشعبية محليا وفي مختلف أرجاء العالم الإسلامي.

ووصف المتحدث -وهو نائب الأمين العالم لاتحاد المنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي- القرار بأنه سياسي يهدف إلى إعادة الهيبة للإمبراطورية العثمانية، وعودة تركيا لتلعب دورا قياديا بعد قرابة 100 عام من غياب قيادة جامعة للأمة الإسلامية، وأنه ديني بإعادة تصنيف الملكية على أنه وقف إسلامي، وقضائي يؤكد على وضعه القانوني بناء على الوثائق التاريخية.

أحمد عزام يرى أن قرار استئناف الصلاة في مسجد آيا صوفيا انتصار لإرادة التغيير

الكيل بمكيالين

الحكومة الماليزية ممثلة بمبعوثها الخاص للشرق الأوسط عبد الهادي أوانغ، انتقدت صمت دول غربية حيال التغييرات المستمرة في المسجد الأقصى والقدس الشريف على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، مقابل احتجاجها على تغيير وضع آيا صوفيا من متحف إلى مسجد.

وفي بيان أصدره بهذه المناسبة، اعتبر أوانغ -وهو رئيس الحزب الإسلامي الماليزي- أن موقف الدول الغربية من قضية آيا صوفيا يتناقض مع مبادئ العلمانية التي يتبنها الغرب، منتقدا صمته تجاه تحويل مساجد لا تحصى في الغرب إلى حانات ومطاعم وملاه ليلية.

وفرّق بيان مبعوث الحكومة الماليزية الخاص للشرق الأوسط بين فتح القدس الشريف سلما وفتح القسطنطينية عنوة، وهو ما جعل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وجميع السلطات الإسلامية من بعده تحافظ على وضع كنائس القدس وفق اتفاق تسليم المدينة.

أوانغ اعتبر أن موقف الدول الغربية من آيا صوفيا يتناقض مع مبادئ العلمانية التي تتبناها، وانتقد صمتها تجاه تحويل مساجد بالغرب إلى حانات وملاه ليلية

عين على الأقصى

ولدى تهنئتها الرئيس التركي على ما وصفته بقراره الشجاع، اعتبرت حركة الشباب الإسلامي بماليزيا إعادة فتح مسجد آيا صوفيا أمام المصلين مؤشرا إيجابيا يبشر باسترداد المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.

وقال بيان لرئيس الحركة محمد فيصل عبد العزيز إن تاريخ الخلافة العثمانية مثال يحتذى في احترام حقوق الأقليات، وسماحة محمد الفاتح في التعامل مع من لم يكن لهم حق في التفاوض.

وختمت الحركة بيانها بالإشارة إلى أن عودة الأذان إلى آيا صوفيا بشرى خير للجهود المتواصلة من أجل القدس والمسجد الأقصى.

محمد فيصل يربط بين آيا صوفيا والمسجد الأقصى

 

ورغم الفارق في التوجهات السياسية والفكرية بين الأطياف الماليزية، فإن مختلف الأحزاب تجمع على أهمية الربط بين قرار الحكومة التركية بإعادة آيا صوفيا إلى سابق عهده مسجدا، والأمل بتحرير المسجد الأقصى من دنس الاحتلال.

 

وكان البرلمان الماليزي قد دعا الأسبوع الماضي إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة وسحب الاعتراف الدولي بها، وجاء القرار بإجماع المعارضة والحكومة في البرلمان في جلسة منعت الجزيرة من تغطيتها.

المصدر  /الجزيرة
اقرأ أيضا

الثلوج قادمة إلى إسطنبول

.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.