ذكرت مصادر اعلام تركية أن أنقرة اتخذت خطوات هامة مع دول عدة بما فيها إثيوبيا وعمان بالآونة الأخيرة، “ضمن استراتيجية استباقية في مواجهة دول “تحالف الشر” اليونان والإمارات ومصر وفرنسا وإسرائيل”.
وقالت وسائل اعلام محلية إنه مع تصاعد التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا، اتخذت تركيا خطوات هامة مع سلطنة عمان وإثيوبيا والنيجر وألبانيا في غضون شهر.وأشارت إلى أن تركيا أبرمت اتفاقا في مجال التدريب العسكري مع نيجيريا الدولة الجارة لليبيا من الجنوب، وأجرت اتصالات مكثفة مع عمان الدولة الجارة للإمارات البلد الرئيس في الخليج، بالوقت الذي ألغت فيه مسقط مشروعا مع شركة داماك الإماراتية.
ولفتت إلى أن إثيوبيا، طلبت من تركيا دعما في ظل التوتر المتصاعد مع مصر بسبب سد النهضة، فيما وقعت أنقرة بروتوكولا بشأن التعاون المالي والعسكري مع ألبانيا الجارة لليونان.
وأضافت، أن تركيا في إطار استراتيجية السياسة الخارجية الاستباقية، اتخذت خطوات سياسية ودبلوماسية وعسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط والبلقان.
وأوضحت، أن تركيا التي تمكنت من كسر استراتيجية “تحالف الشر” المكون من الإمارات وفرنسا وإسرائيل ومصر، بدأت من خلال خطواتها في الميدان وعلى الطاولة بتعزيز دورها كقوة إقليمية من خلال المبادرات التي قامت بها في أربع مناطق خلال الشهر الأخير.
اتصالات دبلوماسية مكثفة مع عمان الجارة للإمارات
وتابعت: “تم وضح حجر الأساس للتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين تركيا وكل من النيجر (قلب الساحل) وسلطنة عمان (جارة الإمارات)، وألبانيا (مفتاح الاستقرار في البلقان)، وإثيوبيا (القوة الصاعدة في شرق أفريقيا)، في إطار الرؤية الاستراتيجية التي شكلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تغريدة مفتي سلطنة عمان أحمد الخليلي، بشأن “آيا صوفيا”، تلفت إلى التغيرات بالتوازنات في المنطقة.
وقال مفتي عمان في تغريدة له على حسابه في “تويتر”: “نهنئ أنفسنا ونهنئ الأمة الإسلامية جميعا، ونخص بالتهنئة الشعب التركي المسلم الشقيق الأصيل وعلى رأسه قائده المحنك رجب طيب أردوغان برده معلم آيا_صوفيا من جديد إلى بيت من بيوت الله التي أذن الله أن تُرفع ويذكرَ فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال”.
وأضافت الصحيفة، أن الموقف العماني رسالة تقارب بين مسقط وأنقرة، ضد موقف ما وصفته بـ”عصابة الخليج”.
ولفتت إلى أنه بعد رسالة مفتي عمان، تكثفت الاتصالات الدبلوماسية بين مسقط وأنقرة، وتم عقد اجتماع بالفيديو كونفرنس، بين سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، وأمين عام وزارة الخارجية العماني بدر الدين حمد البوسعيدي، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشارت إلى أنه قبل الاجتماع بيوم واحد، ألغت سلطنة عمان مشروعا استراتيجيا في ميناء السلطان قابوس مع شركة داماك الإماراتية، وقامت بطردها من البلاد.
4 اتفاقيات مع النيجر الدولة الجارة لليبيا
في سياق آخر، اتخذت تركيا في تموز/ يوليو الجاري، خطوة هامة جدا مع النيجر البلد الرئيس في منطقة الساحل بأفريقيا، والدولة الجارة لليبيا من الجنوب.
وأوضحت، أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أبرم أربع اتفاقيات هامة مع النيجر، وهي “بروتوكول تسليم المواد”، و”بروتوكول تنفيذ المساعدة المالية”، و”اتفاقية التعاون للتدريب العسكري” و”اتفاقية التعاون في مجال الشباب والرياضة”.
وأشارت إلى أنه بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاقيات، أجرى الرئيس التركي ونظيره النيجيري محمد إيوسفو، مكالمة هاتفية، وبحث فيها الزعيمان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية.
ولفتت إلى أن المباحثات بين الزعيمين، جسّدت التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، مشيرة إلى أن أوساطا أفريقية رجحت اتخاذ تركيا خطوات مماثلة مع دولة تشاد إحدى الدول الجارة لليبيا من الجنوب.
الشراكة الاستراتيجية مع ألبانيا الجارة لليونان
وأكدت الصحيفة، في سياق آخر، أن “تركيا تواصل خطواتها لتعزيز الاستقرار والسلام ليس في الشرق الأوسط وأفريقيا فقط، بل أيضا في البلقان”.
وأوضحت أن إحدى تلك الخطوات جاءت مع الدولة الجارة لليونان، وأحد البلدان البلقانية الرئيسية ألبانيا.
وأشارت إلى أن البرلمان الألباني، صادق على اتفاقية وبروتوكول بشأن التعاون المالي والعسكري بين تيرانا وأنقرة، موضحة أن الاتفاقيات تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على الصعيد العسكري بالوقت الذي تشهد فيه صناعات الدفاع التركية نقلة نوعية.
تعزيز التعاون مع إثيوبيا في ظل التوتر مع مصر.. وتعاون مرتقب مع تشاد
وذكرت الصحيفة، أنه بالوقت الذي طورت فيه تركيا علاقاتها مع عمان الطرف الشرقي من شبه الجزيرة العربية، اتخذت خطوات هامة في العلاقات بالطرف الغربي، مع إثيوبيا البلد الصاعد في القرن الأفريقي.
وأشارت إلى أن مولاتو تيشومي فيرتو المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، زار أنقرة مؤخرا والتقى بوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بالوقت الذي يتصاعد التوتر فيه مع مصر بسبب سد النهضة والنيل، وجرى التباحث بشأن تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات وخاصة التجارة والاستثمار.
ولفتت إلى أن المسؤول الإثيوبي، عرض بأن تكون تركيا وسيطا في أزمة سد النهضة.
وختمت الصحيفة، بأن تركيا التي لديها تحالف استراتيجي مع الصومال في منطقة القرن الأفريقي، قد وضعت علاقة مماثلة مع إثيوبيا، في رسالة واضحة إلى الأنشطة الهادفة لزعزعة الاستقرار من دول مثل الإمارات ومصر.
عربي 21