الذين يفاجأون بتمدد نفوذ تركيا سياسيا وعسكريا بصورة متنامية وعلى مساحات واسعة من خريطة الجغرافي السياسية ، خاصة في أفريقيا وآسيا ، الأمر ليس مجرد “عضلات” ، وإنما “عقل” وخبرات سياسية وديبلوماسية ، ورؤية بأفق إنساني واسع ، تتيح رسم خطوات محسوبة وذكية ، فضلا عن توفر الإرادة الوطنية المستقلة ، في دولة تملك قرارها ، وتستند إلى إرادة شعبية ، وبرلمان قوي ومستقل ، ومؤسسات صنع قرار حقيقية .
كذلك مصداقية الموقف السياسي مع أصدقاء تركيا ، عامل حاسم في تعزيز هذا الحضور ، فدولة مثل قطر عندما طلبت معونة تركيا كدولة صديقة أمام تحرشات دول خليجية محيطة طامعة في ثرواتها ، كانت القوات التركية في الدوحة خلال أيام أو ساعات .
وعندما رغبت الحكومة الشرعية في ليبيا أن تستعين بصديق قوي يحمي العاصمة من اجتياح عصابات حفتر والمرتزقة الروس ، كان الخبراء الأتراك في العاصمة وما حولها يدربون الشباب الليبي على الطائرات المسيرة فغيروا وجه المعركة تماما ، وطهروا غرب ليبيا بالكامل من ميليشيات حفتر ، وبسطوا فيه الأمن والأمان .
وعندما تعرضت أذربيجان لعدوان أرمينيا ، بتحرش روسي ، كانت طائرات الإف 16 التركية في سماء أذربيجان على حدودها من أرمينيا ، ودفعات الطائرات التركية المسيرة التي أثببت جدارة فائقة في يد الجيش الأذري ، فتوقف التحرش الأرمني على الفور .
وفي الصومال ، عندما أرادت الحكومة الوليدة دعم قدراتها لصد هجمات التنظيمات الإرهابية المسلحة هناك ، كانت تركيا حاضرة بأسرع وقت ، تدريبا وتسليح وجلبت قوات صومالية لتدريبها ، كما قامت بإنشاء العديد من المدارس والمستشفيات والمطارات وحتى مبنى البرلمان نفسه .
وفي النيجر عندما أرادت الحكومة تحجيم التدخلات الأوربية في شؤون البلاد وزعزعة استقرارها ، وخاصة فرنسا ، استعانت بتركيا ، فكانت القاعدة العسكرية التركية هناك بأسرع مما يتصوره أحد .
في السياق ذاته ، هذا مقال لوزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بمناسبة “يوم إفريقيا” ، أهم نقاطه :
ـ نهدف إلى مواصلة تطوير علاقاتنا مع إفريقيا على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين .
ـ عدد السفارات التركية في إفريقيا ارتفع من 12 عام 2002 إلى 42 حاليا
ـ عدد الزيارات الرفيعة المستوى المتبادلة بين 2015 ـ 2019 تجاوز 500
ـ سنواصل دعم أولويات القارة في جميع المنظمات والكيانات لا سيما الأمم المتحدة
ـ نرتب لعقد قمة الشراكة التركية الإفريقية الثالثة بأقرب وقت ممكن
ـ تركيا تسعى إلى تلبية طلبات الدول الإفريقية من المساعدات الطبية
ـ عدد السفارات التركية في إفريقيا ارتفع من 12 عام 2002، إلى 42 حاليا، فيما ارتفع عدد سفارات الدول الإفريقية لدى أنقرة إلى 36، بعدما كان 10 بداية 2008″.
ـ وقف المعارف التركي يدير 144 مؤسسة تعليمية و17 سكنا للطلاب في جميع أنحاء إفريقيا. كما تخرج آلاف الطلبة من 54 دولة بالقارة في الجامعات التركية ضمن برنامج المنح التركية
ـ نخطط لعقد ‘المنتدى الاقتصادي والتجاري الثالث بين تركيا وإفريقيا’ في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، والذي عقدنا الأول والثاني منه بإسطنبول عامي 2016 و2018 وأسفرا عن نتائج جيدة .
أضف لما سبق النشاطات الضخمة التي تقوم بها المؤسسات والهيئات الأهلية التركية على امتداد افريقيا وآسيا وحتى أوربا ، وعلى سبيل المثال مؤخرا ، كميات ضخمة من الأضاحي يتم توزيعها في بلدان أفريقية فقيرة ، و(ماركة الملابس التركيه الشهيره LC Waikiki) ، بمناسبة عيد الأضحى ، قامت بارسال 52 شاحنه مجانيه تحوي على 1 مليون و700ألف قطعه من الملابس ، لهيئة الإغاثة التركيه İHH وذلك كي يتم توزيعها على الأطفال الفقراء حول العالم .
الحضور السياسي أو العسكري ، يسبقه حضور إنساني واقتصادي وثقافي وحضاري عاقل وبعيد الأفق ، دولة تنسج مستقبلها برؤية وعقل وخبرات سياسية عميقة ، وتملك قرارها وإرادتها ، لا تقارنوها بدول عشوائية القرار ، بدون إرادة وطنية مستقلة ، ولا تملك قرارها ، وبدون رؤية ولا أفق ولا حتى عقل سياسي يدير شؤونها.
.
علق رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داوود أوغلو، الأحد، على تعيين عزام غريب محافظًا جديدًا…
نشرت وسائل إعلام المحلية، الاثنين، تحذيرات بأنه سيتم حظر استخدام بطاقة الهوية القديمة في…
أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، أن الادعاءات القائلة بأن أسماء الأسد، زوجة…
أعلنت جمعية اللغة التركية (TDK) وجامعة أنقرة، الاثنين، عن كلمة العام لعام 2024. وقالت أنه…
بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، طوت سوريا صفحة نظام البعث مع مغادرة بشار الأسد…
حذر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الاثنين، الحكومة التركية من تقديم الدعم الغير…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
نهاية تركيا قريبة والكذب حبله قصير والهياط نهايتة سوداء على تركيا وشعبها
النموذج التركي هو النموذج الأفضل والمتكامل بين التراث والحداثة وبين الإسلام والعلمانية وبين الشرق والغرب وبين الماضي والمستقبل ونقطة الضوء الوحيدة في الشرق الأوسط المنكوب هي تركيا وندعو الله تعالى ليل نهار أن يحفظ تركيا شعبا وقيادة لأن بقاء تركيا قوية فيه الخير للعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء