“لماذا قتل نظام أردوغان العميد سميح ترزي؟”.. هكذا تساءل موقع “العين الإخبارية”، وهو موقع إماراتي معروف عنه التضليل في نشر الأخبار والتركيز على نقل ما يسيء لتركيا وملاحقة مثل هذه الأخبار بعيدا عن تحري مصداقيتها.
https://twitter.com/alain_Info…
ولكن هل بالفعل قُتل الضابط التركي سميح ترزي لأسباب أوردها الموقع؟
يقول الموقع في إنفوغرافيك مرفق بتغريدته:
العميد سميح ترزي أشرف على أنشطة تركية في سوريا، وأنه كشف ما قال أنها “الخطط التركية لتعميق النزاع السوري”، وليس واضحا كيف وأين كشف الخطط التركية ولا ماهية الأنشطة التركية في سوريا، وهي أنشطة معلومة لا تخفيها تركيا منذ الساعات الأولى لدخول أول جندي تركي إلى الأراضي السورية وقبلها مواقفها من المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة ومواقفها من النظام السوري نفسه.
يزعم الموقع الإماراتي أن “ترزي” نجح في “جمع خيوط العمليات القذرة للاستخبارات التركية في سوريا، واكتشاف تمويل دولة قطر للتنظيمات الإرهابية”.
ويقول: إن أوامر قتله صدرت عن ما أسماه الموقع “مهندس المؤامرة الجنرال زكاي أكسكالي رئيس قيادة القوات الخاصة التركية”.
وتداول الخبر عشرات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وصحف وقنوات بالصيغة التي نشرها موقع “العين الإخبارية”.
لكن ما هي الحقيقة؟ ومن هو الضابط سميح ترزي؟ وكيف قُتل؟ ومن قتله؟ ولماذا؟
وبعيدا عن ذكر المصادر فإن ما جرى ليلة الانقلاب الفاشل منتصف يوليو/تموز 2016، بات معروفا، وسنورد بعض ما نشرته مواقع ووكالات أنباء عربية وتركية حول تلك الليلة وعلاقة الضابط سميح ترزي بالمحاولة.
العميد سميح ترزي محسوب على تنظيم جماعة فتح الله غولن الإرهابية وأحد أبرز قادة المحاولة الانقلابية الفاشلة.
كانت مهمة “ترزي” السيطرة على مبنى القيادة العامة للقوات الخاصة، في منطقة “غولباشي” بأنقرة.
ووفقا لمراقبين، فإن سيطرة الانقلابيين على المبنى كان سيساهم بقوة في نجاح الانقلاب نظرا لموقعه الذي يمكن أن يستخدم في عمليات القنص واغتيال كبار مسؤولي الدولة والقيادات العسكرية المعارضة للانقلاب، كما أنها ستعيق أي تحرك للقوات الخاصة التي لعبت الدور الأكبر في إجهاض المحاولة الانقلابية.
فشل العميد “ترزي” في السيطرة على مبنى القيادة العامة للقوات الخاصة بسبب المجند “عمر خالص دمير” الذى رفض طلب العميد ترزي بتسليم المبنى ومنعه والقوة المرافقة له من الاستيلاء عليه بعد أن صوّب سلاحه إلى رأس العميد قائد الوحدة الانقلابية، وعاجله برصاصة أردته قتيلا على الفور، لكن الجنود المرافقين للعميد أطلقوا النار عليه، ما أدى إلى مقتله أيضا.
وقد لا يعلم موقع “العين الإخبارية” أن “دمير” أصبح رمزا وطنيا تركياً يتردد اسمه في خطب السياسيين الأتراك بصفته “أيقونة” إفشال المحاولة الانقلابية.
وكانت أنقرة وإسطنبول قد شهدتا منتصف يوليو/تموز 2016 محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم غولن الإرهابي حاولت الاستيلاء على الحكم.
وفي 19 أبريل/نيسان 2018 أصدرت إحدى المحاكم التركية حكما بالسجن لمُدد متفاوتة على 18 عنصرا أدينوا بقتل “عمر خالص دمير” الذي يعد بطلا وطنيا على مستوى الجمهورية التركية، وأصبح قبره في محافظة “نايده”، وسط تركيا، مزاراً، وأُطلق اسمه على حدائق وأماكن عامة ومدارس، ودائما ما يورد الرئيس التركي في خطبه اسم “دمير” واصفا إياه بـ “الشهيد”.
.
المصدر/ A.A