أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيحظر استخدام تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة. موضحا أنه بالإمكان اللجوء إلى “سلطات اقتصادية طارئة أو أمر تنفيذي لحظر استخدام التطبيق في البلاد”.
وتشتبه السلطات الأمريكية في إمكان حدوث عمليات تجسس عبر التطبيق لحساب الاستخبارات الصينية. وفي بداية شهر يوليو الماضي، قال وزير الخارجية مايك بومبيو، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، إن المستخدمين الذين يقومون بتنزيل التطبيق يضعون “معلومات خاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني”. وإن الولايات المتحدة تتطلع إلى حظر تيك توك، وكذلك تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الصينية الأخرى، مضيفا أن إدارة ترامب كانت تقيم تيك توك كما فعلت مع شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى مثل Huawei و ZTE ، والتي وصفها سابقًا بأنها “أحصنة طروادة للاستخبارات الصينية”.
وفيما تساءلت تقارير صحفية عما إذا كان ترامب يملك بالفعل تلك السلطة للقيام بالحظر، فمن غير الواضح إلى الآن كيف سيتم الحظر في الولايات المتحدة، التي يقارب عدد مستخدمي تطبيق تيك توك فيها الـ100 مليون مشترك، وما هي التحديات القانونية التي ستواجه ذلك؟
وفي تغريدة على موقع تويتر قال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن حظر تيك توك يعد “خطرًا على حرية التعبير وغير عملي من الناحية التكنولوجية”.
لكن هل كانت مخاوف الأمن القومي هي السبب وراء التصريح المفاجئ لترامب؟ أم أن سببًا آخر وراء رغبته في حظر تيك توك؟
مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة كان لهم إجابتهم الخاصة:
هناك أصابع اتهام تتجه نحو “سارة كوبر” 42 عاماً، الموظفة السابقة بشركة جوجل، ومؤلفة كتاب “100 خدعة لتظهر بذكاء في الاجتماعات”، و”كيف تكون ناجحًا دون إيذاء مشاعر الرجال”. والتي عرفت الشهرة على مدار الأشهر القليلة الماضية في زمن جائحة كورونا، بعدما انتشرت مقاطع فيديوهاتها على نطاق واسع عبر تطبيق “تيك توك” وموقع “تويتر”، والتي تظهر فيها وهي تقلد بطريقة ساخرة عبارات الرئيس الأميركي المثيرة للسخرية.
How to tick tack (with captions by @KaitMartin_1) pic.twitter.com/fCgkUCMJyb
— Sarah Cooper (@sarahcpr) August 1, 2020
سخرت مقاطع كوبر من أخطاء ترامب اللغوية، والتي كان منها “هاو تو إيميجرايشن” (كيف الهجرة؟)أو “هاو تو سترونغ ديث توتالز” (كيف عدد كبير من الموتى؟). “هاو تو كوغنيتيف” (كيف الإدراكي؟). لكنّ ما أطلق شهرة كوبر كان مقطع فيديو حمل عنوان “هاو تو ميديكال” (كيف الطبيّ؟) حيث قلدت ترامب في مؤتمر صحفي شهير اعتبر فيه أن الحقن بالمعقمات قد يكون مفيداً لمكافحة فيروس كورونا، بحسب موقع إذاعة مونت كارلو الدولية.
ومع أكثر من نصف مليون متابع لحسابها على تيك توك و مليوني شخص على تويتر، كتبت عنها كل من مجلة هوليوود ريبورتر، وصحيفة واشنطون بوست، ونيويورك تايمز، كما ظهرت في برامج تليفزيونية شهيرة مع جيمي فالون، وإيلين ديجنيرس، وفي حديث لصحيفة “لوس أنجليس تايمز” وصفت كوبر ترامب بأنه “مؤلف كوميدي ممتاز من دون أن يدرك ذلك”. لكنها وصفته في حوار عبر الإنترنت بأنه “مقزّز” وأنها تكرهه. مضيفة: “ثمة شيء من ذلك في أدائي عندما أقلّده”.
وقبل حديثة للصحفيين على متن الطائرة الرئاسيّة بساعات ذكر ترامب قبل صعوده إلى طائرة هيلكوبتر أن إدارته “أن أشياء كثيرة تحدث، لذا سنرى، ندرس الكثير من البدائل فيما يتعلق بتيك توك.”
استخدمت كوبر التسجيل وقامت بتقليد أداء ترامب، وسريعا ما ربط مستخدمي تويتر بين ترامب وكوبر. وقال أحدهم :”يقول ترامب أنه أصدر أمرًا تنفيذيًا بحظر تيك توك، كلنا يعلم أن ذلك لسخرية سارة كوبر منه”.
وأضاف آخر: “يريد ترامب حظر تيك توك لأن سارة كوبر تجعله يبدو كأحمق، من يريد أن يخبر ترامب أن تيك توك وسارة ليسا هم المشكلة؟
وبالرغم من أن محاولة مستخدمي تويتر في الولايات المتحدة الربط بين رغبة ترامب في حظر تيك توك، وفيديوهات سارة كوبر الساخرة منه، قد تحمل الكثير من المبالغة، إلا أنه حتى إذا كان الربط صحيحا، فيبدو أنه لن يمنع ذلك كوبر من انتقادها الكوميدي لترامب، فقد سبق وحصل أحد فيديوهاتها على أكثر من 10 ملايين مشاهدة على موقع تويتر، ولم تكن قد سجلته على تيك توك.
.
المصدر/ وكالات