تمكن العالم التركي، البروفيسور الدكتور أوزجان أرل، من تطوير جهاز تشخيصي محلي الصنع يقيس الإجهاد النسيجي (الإجهاد الخلوي) داخل جسم الإنسان.
ويحدث “الإجهاد النسيجي” عندما يتعرض النسيج الخلوي للتلف أو الالتهاب وهذا يؤدي إلى إطلاق بعض المواد الكيميائية موضعيا مثل “الهستامين” و”سيروتونين” و”البراديكينين” ، وهذه المواد هي التي تجعل المريض يشعر بالألم.
ويحتل “أرل” مكانة مرموقة في المجال الطبي، وفي قائمة “العلماء الأكثر تأثيراً في العالم”، التي وضعتها جامعة ستانفورد الأمريكية.
والبروفيسور “أرل” عضو بهيئة التدريس في قسم الكيمياء الحيوية بكلية الطب في جامعة يلديرم بايزيد بأنقرة، وهو أيضا المسؤول عن المعمل المركزي للكيمياء الحيوية في مستشفى المدينة بأنقرة.
– مكانة مرموقة
وقال “أرل”، للأناضول، إن مجال العلم يجدد نفسه باستمرار، ويتطلب إجراء أبحاث جديدة.
وأوضح أنه قد نُشرت دراسة دولية في مجلة”PLOS Biology” ، التي تقيم أعمال حوالي 7 ملايين عالم، وقُيم هو (أرل) ضمن العلماء أصحاب المكانة المرموقة.
وأضاف أن جامعة ستانفورد هي التي قامت برعاية وتنسيق هذه الدراسة.
وأوضح أرل أن “الدراسة تقوم بتقييم الأبحاث والأعمال الخاصة بأكثر من مائة ألف شخصية مؤثرة في العالم في جميع المجالات العلمية.. كان يتم التقييم بناءً على ثلاثة مقاييس، ولكن تمت إضافة مقاييس جديدة”.
وتابع: “كان من ضمن المعايير: عدد الأبحاث والدراسات المنشورة للعلماء، وعدد المراجع. ولكن تم تحديد 35 معيارا جديدا، مثل عدد المنشورات والأبحاث الفردية الجديدة، وعدد المراجع التي تتناولها الدراسة الفردية”.
– تحويل 10 دراسات إلى منتجات
قال البروفيسور “أرل” إن هذه الدراسة الدولية تضم هذا العام عددا كبيرا من العلماء الأتراك.
واستطرد: “تضم القائمة أكثر مائة ألف عالم تأثيرا في العالم، بينهم 196 عالما تركيا في جميع المجالات، منهم ثلاثون عالما في مجال الطب. وقد احتل اسمي الصدارة في قائمة المجال الطبي”.
وأفاد “أرل” بأن السبب الرئيسي لهذا النجاح هو العمل والسعي من دون ملل.
وأردف: حتى الآن، نُشرت دراساتي كاملة في 436 منصة دولية.. وهي من أفضل المجلات في العالم. وتحتوي دراساتي على أكثر من 16 ألف مرجع”.
وتابع: “حولت 10 من دراساتي إلى منتجات ملموسة (…) وطُبقت في الصناعة والإنتاج الصناعي، وتم إنتاجها على المستوى المحلي وصُدرت إلى 25 دولة”.
وأوضح أن أحد هذه المنتجات هو جهاز لقياس الإجهاد النسيجي، قائلاً: “لم يكن لهذا الجهاز مثيل على مستوى العالم، وقمنا بإنتاجه وتطويره بمواردنا المحلية.. كان عبارة عن دراسة نشرناها، ثم حولناه إلى منتج فعلي”.
– علو المكانة العلمية لتركيا
قال “أرل” إن حياة العالِم لها أسلوب ونمط مختلف، وتتطلب الكثير من التضحيات، إلا أنه شعور يبعث على السعادة في الوقت نفسه.
ودعا الشباب إلى المشاركة في أعمال البحث والتطوير.
وتابع: “أرى أن الشغف العلمي لدى أغلب المساعدين ضعيف، وعلينا أن نعمل على زيادته، وأن نحوّل الأبحاث والدراسات إلى ابتكارات”.
وشدد “أرل” على أنه “لا يجب أن ينتهي الأمر عند قراءة الدراسات أو الأخذ عن المراجع فحسب، بل يجب أن تتحول إلى منتجات ملموسة تعمل على توفير قيمة وفائدة اجتماعية، وتقدم النفع للفرد والمجتمع”.
وأكد أنه بقدر ما توفره أعمال البحث والتطوير من متعة، إلا أنها تتطلب صبرا.
واستطرد: “واليوم لدينا عالم تركي وصل إلى منتجات علمية يفوق عددها القدرة الإنتاجية العلمية للبلاد في الفترة قبل 20- 30 عامًا”.
ومضى قائلا: “تتوفر لدى بلدنا الإمكانات والمحفزات الكثيرة في هذا المجال. وليس ثمة عائق أمام كل من يرغب في الدراسة والبحث العلمي، بل وتتقدم تركيا كثيرًا في هذا المجال”.
وختم بقوله: “ستنتشر منتجاتنا المحلية في الأسواق قريبا.. ولعلنا نرى ازدهار وعلو مكانة تركيا في المجال العلمي كما هو الحال في المجالات الأخرى”.
.
المصدر/ A.A