ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ انتحار الكاتبة الهولندية، المغربية الأصل، نعيمة البزاز، بشكل مفاجئ اليوم السبت، عن عمر ناهز 46 عامًا في منزلها بمدينة أمستردام، تاركًة وراءها زوجاً وطفلتين.
وكشف عن تفاصيل هذا الخبر الكاتب المغربي الهولندي عبد القادر بنعلي عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، حيث دوّن سلسلة تغريدات قال فيها: “وفاة الكاتبة نعيمة البزاز.. بدأنا الظهور لأول مرة في منتصف التسعينيات، مع رواية الطريق إلى الشمال.. لقد أثارت إعجابي على الفور.. أخبرتني بما يجب أن أفعله ككاتب لكي أنجح”.
وأضاف قائلًا: “لا تنسى أبدًا أين اختتمت تمامًا الجمهور المصري، Vinex Women أحد أحدث كتبها، يتخلل حياة السيدات المتمنيات ليندا وكان واعدًا للغاية.. (نعيمة) أرقدي في سلام”، مؤكدًا أنها كانت حاضرها بأعمالها الأدبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير، وشاركت بكتابها (سيدة الشيطان)”.
وتناولت وسائل الإعلام الهولندية نبأ وفاتها بكثير من الحزن حيث قال موقع شبكة القنوات التليفزيونية ONS إن نعيمة البزاز عاشت صراعًا مع الاكتئاب، تطرقت لبعض فصوله في كتابها “متلازمة السعادة” الذي ألفته وصدر عام 2008، مضيفًا: “هي أيضا عولجت من أجل ذلك”.
وكشف الموقع عن صراحتها المعهودة دائمًا بشأن الحديث حول الجنس وهو ما جعلها تتعرض للتهديدات، مسترجعًا ذكريات مقابلة لها في إن آر سي عام 2012 وقالت وقتها: “أنا برميل مليء بالأحكام المسبقة.. أنا صريحة.. فمي كبير للغاية وأنا مباشرة للغاية”.
وكانت نعيمة البزاز قد بدأت نشاطها الأدبي في سن الـ21 من عمرها بروايتها “الطريق إلى الشمال” عام 1995، وبعدها توالت كتاباتها لتشمل أهم أعمالها الأدبية “عشاق الشيطان” عام 2002 و”المنبوذ” عام 2006 و”متلازمة السعادة” عام 2008.
ووقعت الكاتبة المغربية الهولندية نعيمة البزاز في العديد من المشاكل بسبب كتاباتها الجريئة عن الدين والجنس والمخدرات، إذْ تعرّضت لتهديدات بالقتل منذ عام 2006 بسبب رواية حول “رجال الدين” في هولندا، ما اضطرها للتوقف عن الكتابة وبدأ دخولها في حالة اكتئاب شديدة منذ عام 2007 وقطعت علاقتها مع المحيطين بها.
وأصدرت البزاز في 2010 رواية جديدة باسم “نساء فينيكس” نسبة إلى منطقة فينيكس وهو حي معروف في أمستردام، وروت فيه رحلة عائلة مُهاجرة عاشت في الحي وتعرضت للعنصرية والحقد والكراهية من الجيران الهولنديين.
وفي ذات العام قررت البزاز، التوقف عن إعطاء محاضرات على خلفية تعرضها للتهديد بقنابل المولوتوف أو الزجاج الحارق من قبل جيرانها، وذلك بعد أن ذكرت في روايتها بعض جيرانها، مما أثار غضبهم، وجاء تعرضها للتهديد من قبل أحد جيرانها الذي كان يحمل في يده قنبلة مولوتوف.
وتناول رواد التواصل الاجتماعي خبر وفاتها منتحرة منها ما كتبه مغرد يُدعى “شيعا” قائلًا: “اليوم انتحرت الكاتبة الهولندية الشهيرة من أصل مغربي، نعيمة البزّاز وخلاّت جوج وليدات.. نعيمة من مواليد منطقة تيغسالين نواحي خنيفرة سنة 1974، هاجرت مع والديها لهولندا وهي عندها أربع سنين، عاشت في أمستردام لسنوات، وبدأت الكتابة بالهولندية وهي في سن صغيرة، 21 سنة”.
وأضاف حساب باسم “باديبيف” قائلًا: “الساحة الأدبية الهولندية المغربية تفقد هذا اليوم كاتبة مبدعة نعيمة البزاز (46) بدأت مشوارها الروائي برواية (الطريق إلى الشمال)..ورواية (زيارة من نساء حي فينيكس) آخر رواية لها صدرت 2013 وفي نفس السنة كانت تعاني من الإكتئاب.. فلترقد روحك بسلام”.
وغرّد آخر قائلًا: “رحيل (انتحار) الكاتبة الهولندية المغربية نعيمة البزاز من مواليد 1974 بمدينة مكناس المغربية الأعمال الروائية المنشورة 1995الطريق نحو الشمال – رواية، 1999 عاشقة الشيطان – رواية”.
واقتحمت البزاز ميدان الكتابة وهي في سن 21 عامًا بأول عمل روائي لها تحت عنوان ”الطريق نحو الشمال”، والذي نالت عنه عام 1996 جائزة أدبية تُمنح لأفضل عمل أدبي أسهم في إثراء أدب الشباب أو أدب الأطفال، على الرغم من أن روايتها ليست من جنس أدب الأطفال أو الشباب، لكن نظرًا لأسلوبها السردي المكثف تم اختيارها تشجيعًا لها، كما تمت إعادة طباعة هذه الرواية للمرة الرابعة.