وبينما تعيد الولايات المتحدة الأمريكية تحديد دورها العالمي، تعاني أوروبا من نقص حاد في القيادة الفعالة بعد أن بدأ الجميع يشعر بخيبة أمل من أداء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما أنه من غير الواضح إلى الآن من سيملأ الفراغ الذي ستتركه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. لكن هذه الظروف تتيح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي ممارسة المزيد من النفوذ على سياسات القارة الأوروبية. وقد بدأ الأوروبيون بالاعتراف، وإن كان على مضض، بأنهم مضطرون للعمل مع تركيا. وهم يشهدون في هذه الأثناء كيف تحاول فرنسا واليونان حمل الاتحاد الأوروبي على معاقبة تركيا من أجل مصالحهما الضيقة.
إن دور تركيا الإقليمي الجديد، الذي لم تستطع محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016 كبحه، هو بالذات ما يصعب على دول خارج المنطقة تحمله. وقد منعهم حسم تركيا وخطواتها الاستباقية في سوريا والعراق وليبيا وشرق البحر المتوسط، من فرض قواعد اللعبة على أنقرة كما كانوا يفعلون في السابق. فتركيا اليوم، بسفنها البحرية المقاتلة وحفارات التنقيب التي تصول وتجول شرق المتوسط ، ليست مجرد واحدة من دول الجوار الهامشية بل على العكس تماماً، أصبحت تركيا في قلب الصراع الحالي على السلطة. وهي تلعب بوجودها العسكري في ليبيا، دوراً مركزياً على الأرض وفي المحادثات الدبلوماسية حول مستقبل أوروبا وشمال إفريقيا.
وصار من الأهمية بمكان إعادة تقييم الواقع الجديد بالكامل وظهور توازن قوى جديد يتماشى مع مصالح تركيا. ويجب أن يعاد توزيع السلطة بشكل عادل وباعتماد كامل على القانون الدولي وبتوافق مع رغبات السكان المحليين. ولذلك تبدو فكرة استبعاد تركيا برغم أنها الدولة ذات السواحل الأطول على البحر المتوسط، من مفاوضات الطاقة في شرق المتوسط مجرد حلم فارغ.
ولن تثني حملات التشهير المستمرة والمشحونة أيديولوجياً أنقرة عن عزمها، لأن ما فعله الرئيس أردوغان لمنح تركيا دوراً إقليمياً جديداً أصبح بالفعل حجر الزاوية في السياسة التركية، التي لن تتغير حتى لو تغيرت السلطة في البلاد. وسوف يقدر زعماء المعارضة المصلحة الوطنية لتركيا سواء أحبوا ذلك أم لا، بالرغم من أنهم يشككون في تصرفاتها اليوم، وينعتونها بالمتهورة.
الإمارات العربية المتحدة مثل بعض الدول الأخرى، تبذل كل ما في وسعها لاحتواء النفوذ الإقليمي المتزايد لتركيا والحد منه. كما تسعى أبو ظبي ضمن حملة مناهضة لتركيا، لدفع مصر للانضمام إلى الحرب الأهلية الليبية. ويعمل الإماراتيون في محاولة لتشجيع عبد الفتاح السيسي رئيس مصر المغتصب للسلطة والمنقلب على الشرعية، على تأجيج القومية العربية. ويأتي الحديث عن ما يسمى بالغزو التركي والاستعمار والـ”تدخل في الشؤون العربية” كجزء من تلك الحملة.
لكن تركيا في أعقاب الهجوم الأخير على قاعدة الوطية الجوية، بدأت تركز أكثر على أفعال الإمارات العدوانية. وقد رفع وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، مستوى الجدية الذي انطوى عليه نقد وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو حين قال: “سنحاسبهم في الوقت المناسب وفي المكان المناسب”. حيث تشير صياغة ذلك البيان إلى أن العمليات العدوانية الإماراتية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت لا تطاق بالنسبة لتركيا. ولا يمكن بشكل من الأشكال للمبالغ المالية الهائلة التي تغدقها أبو ظبي على مجموعات الضغط الغربية، أن تخفي مدى تورطها في حرب اليمن وسوريا وليبيا ولا يمكن للإماراتيين طمس ما أحدثوه من شرخ في القومية العربية حين فرضوا حصارهم الجائر على قطر وشاركوا بالتلاعب وزعزعة الاستقرار في المغرب وموريتانيا وتونس.
إن صمت الغرب في وجه العدوان الإماراتي المدمر يمثل دليلاً إضافياً على نفاقه وزيف معاييره مما يؤكد عدم قدرة محمد بن زايد على أن يكون أكثر من مجرد وسيط أو أجير.
لكن الشعب العربي قادر تماماً على التمييز بين صدق أردوغان وإخلاصه لمصالح بلاده وبين طموحات ولي العهد الإماراتي بالبقاء كأجير وفيٍ لأسياده.
.
في دراسة مثيرة شملت 100 دولة، تم الكشف عن قائمة البلدان الأكثر عصبية، حيث احتلت…
تركيا الآن ألقت الشرطة التركية القبض على مواطن سوري مشتبه به بتهمة قتل السيدة ليلى…
شهدت إحدى مباريات دوري الهواة في مدينة قيصري حادثة صادمة أثارت جدلاً كبيرًا على وسائل…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تواصل جهودها لتحقيق الاستقلال الكامل في قطاع…
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية، الخميس، تحذيرات متتالية من عاصفة جوية وسقوط ثلوج في…
أحدثت طائرة بيرقدار تي بي 3 التركية آفاقًا جديدة في هذا المجال من خلال الهبوط…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
ولن تستطيع تركيا الوصول لشي
جميع الدول جوار تركيا أصبحوا أعداء لها وجميع الشعوب جوار تركيا اصبحت تركيا ولن ينفع اردوغان الهياط حقه الاقتصاد التركي شبة منهار والله يزيدها إنهيار بلد دعارة وساخة لن تقوم لها قائمة