في الوقت الذي يسطع فيه نجم الدول الإسلامية غير العربية يأفل نجم الدول الإسلامية العربية لا سيما الدول الواقعة تحت تأثير دول الخليج، أقصد بذلك الإمارات والسعودية ومصر التي يحكمها نظام السيسي، والدول الواقعة تحت تأثيرهم.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة خروج الدول الإسلامية غير العربية من تحت مظلة حماية الغرب لتتخلص من الوصاية وتكشف عن ديناميكياتها، نرى الدول العربية تخضع لهذه الحماية وتقيم علاقات أكثر ارتباطا بالغرب.
وفي الوقت الذي تدافع فيه الدول الإسلامية غير العربية عن حقوق العالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامية فإن الدول العربية تتخلى بسهولة وسريعة عن هذه الحقوق وذلك الإرث. فالجبهة التي تقودها الإمارات تفعل ذلك صراحة وترفض بكل صراحة الإرث السياسي الإسلامي.
الإمارات والسعودية والسيسي يدعون الجيوش الغربية للمنطقة
إن الدول الإسلامية غير العربية ترفض أن تكون “دول جبهة” غربية في الشرق الأوسط وآسيا. وقد كانت تركيا وباكستان وإندونيسيا في وقت من الأوقات تشكل “الحزام الجنوبي” لمواجهة الشيوعية السوفيتية والصينية، فكانتا تحميان المصالح الغربية. أما الآن فقد ابتعدت هذه الدول الثلاث عن هذه الفكرة كثيرا.
غير أن الدول العربية، لا سيما السعودية والإمارات ومصر والدول الأخرى المنتسبة للجبهة التي شكلتها هذه الدول قد حولت نفسها مؤخرا إلى حاميات عسكرية مضادة للدول التي تراها أمريكا وأوروبا وإسرائيل تهديدا لها في الشرق الأوسط وآسيا. ولذلك فإن علاقات التحالف التي أقامتها في منطقتنا وجنوب آسيا تنقل القوات الغربية إلى هاتين المنطقتين وكأنها تهددهما.
ضرب من بالداخل بقوة من بالخارج
في الوقت الذي تواجه فيه الدول الإسلامية غير العربية الهجمات الخارجية فإن الدول العربية تحارب قواها الداخلية ومناطقها بل وتطلب المساعدة وهي تفعل ذلك من الدول الغربية.
وفي الوقت الذي تبني فيه الدول الإسلامية غير العربية قوة من الداخل نحو الخارج وتخوض كفاحا في هذا الصدد وتحرك قواها في هذا الاتجاه فإن الدول العربية تهاجم من الخارج نحو الداخل وتبني تحصينات قوة من الخارج تجاه قواتها وإمكانياتها الطبيعية.
لماذا تندلع الحروب دائمًا في المنطقة العربية؟
لقد كانت الحرب العراقية الإيرانية حربا عربية فارسية، وكذلك كان احتلال العراق سنة 1991 واحتلاله مجددا سنة 2003. فالعالم العربي هو الذي خسر في كل هذه الحروب والاحتلالات. وإن الحرب المشتعلة في منطقتنا منذ 30 عاما تحدث في المنطقة العربية ودائما ما يخسرها من يخوضها.
ولعل سبب ذلك ليس ضعف العرب، بل علاقة التبعية أحادية الجانب التي أقامتها الأنظمة العربية مع الغرب، وهي العلاقة التي لطالما أضرت الشعوب والأوطان العربية.
أميران وديكتاتور: الموجة الأشرس لم تأت بعد
والآن هناك تجديد لعلاقة التبعية التي تتخذ حالا أكثر شراسة وتدميرا، وهي الموجة التي يقودها بن سلمان وبن زايد والسيسي. لقد استغلوا الأنظمة العربية أولا ضد إيران، لكن ذلك لم يكن في مصلحة هذه الأنظمة بل كان يستند لتحقيق مصالح أمريكا وإسرائيل. وفي هذا السياق حاربوا وخسروا على مدار ثلاثة عقود. ذلك أنه كانت هناك رغبة في خسارتهم، ومن ناحية أخرى كان من يستغلونهم يدمرون من ناحية أخرى قواهم.
ولهذا فإن الحدود العربية الفارسية تراجعت من الحدود العراقية الإيرانية حتى البحر المتوسط. لقد خسروا العراق وسوريا وها هم سيخسرون الآن اليمن ولبنان.
“جبهة تركيا” الآن
حرب غير معلنة!
لقد استغلت العقلية ذاتها القوة العربية هذه المرة ضد تركيا فأقاموا “جبهة مضادة لتركيا” مكونة من السعودية والإمارات ومصر السيسي وسائر دول الخليج. إنها جبهة أقدمت على تحركات جنونية مضادة لتركيا في المنطقة بأسرها في محاولة لإضعافها في كل مكان من إفريقيا إلى جنوب آسيا بشتى الطرق بما في ذلك إدارة التنظيمات الإرهابية والهجمات الاقتصادية والاغتيالات والإعدامات.
إنهم يخوضون حربا غير معلنة ضد تركيا في ليبيا وشرق المتوسط والقوقاز والخليج العربي والبحر الأحمر ووسط إفريقيا بتعاون مشترك مع إسرائيل وفرنسا وأمريكا وأوروبا بل وحتى اليونان وقبرص اليونانية.
الهدف التالي بعد تركيا هو باكستان
لعل من المثير للدهشة أن تستهدف الجبهة ذاتها باكستان في هذه الأيام. ففي الوقت الذي تقاربت فيه السعودية والإمارات مع الهند بدأتا تستهدف باكستان التي تحتفل اليوم بيوم استقلالها.
إنهم يلغون الاستثمارات المشتركة ويطالبون باستعادة الدعم المقدم ويعدون بتقديم الدعم الصريح للهند في قضية كشمير.
والسبب؟
هل سيستغل البعض الدول العربية ضد باكستان بعد تركيا؟ وهل يحين الدور على دول أخرى؟ هل يحين الدول على إندونيسيا؟ هذا احتمال قوي.
تقرير عام 2004:
سجلوا كل شيء في هذا المخطط
حرب سنية شيعية تليها حرب أهلية سنية!
ليس هناك أي شيء وليد اللحظة. فقد نشر في الولايات المتحدة سنة 2003 مخططا حمل عنوان “الإسلامي الديمقراطي المدني: الشركاء والمصادر والاستراتيجيات” وكان يحكي كيف يمكن إشعال فتيل “الحرب الأهلية الإسلامية”.
وقد نشرت هذا العام كذلك دراسة من 567 صفحة حملت عنوان “الاستراتيجية الأمريكية في العالم الإسلامي” وتحكي هذا الأخرى عن تفاصيل مخطط الحرب الأهلية الإسلامية.
ويأتي في مقدمة الجبهات التي سيشكلونها الحرب السنية الشيعية، وأما في المقام الثاني فتأتي الجبهة التي ستقام بين المسلمين العرب والمسلمين من غير العرب.
إنه استعداد للانتحار
يجب أن تستيقظ الشوارع العربية!
هذا ما يحدث اليوم، فقد استغلوا أنظمة السعودية والإمارات ومصر لإشعال فتيل الحرب السنية الشيعية. والآن يستغلونها لإشعال فتيل حرب أهلية بين السنة. وقد كان هدفهم الأول هو تركيا بأسلوب يبدو وكأنهم يطلبون العون من “الصليبيين”!
لقد خسرت هذه الأنظمة في كل الحروب فدمرت المنطقة، وستخسر كذلك في هذه الحرب.
لكن ينبغي للشعوب العربية ومحبي أوطانهم أن يعلموا أن هذا استعداد للانتحار، فقد نصبوا الفخ للدول العربية، فهؤلاء القادة وأنظمتهم ستدمر الأمة العربية وتقسم أراضيها إلى دويلات.
ولأذكركم مجددا: لملذا تفقد الدول الإسلامية العربية قوتها في الوقت الذي تكتسب فيه الدول العربية غير الإسلامية القوة؟
يجب أن تستيقظ الشوارع العربية!
يجب أن نقاوم الاستعمار الجديد!
.
عرض التعليقات
مهما تطبل لقردوغانك مارح توصل لمبتغاك
الدول العربية هي أصل الإسلام والسعودية هي منبع الإسلام ومهبط الوحي ولا يأثر فيها كلامك وهياطك لتركيا ، تركيا أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل وهي بحلف الناتو الغربي .
جميع الدول العربية تاج فوق راسك ورأس اردوغان وقريبا تنتهي دولتك وينتهي هذا الغرور والعنجهية يااعجمي
الله يحفظ الدول العربية والاسلامية من شروركم
الى الشمالية الغربية : حذاء اردوغان تاج على راسك يا حمير اليهود و النصارى...
لا فرق بين أعجمي و لا عربي إلا بالتقوى
كثير ممن نصر الإسلام والمسلمين عبر التاريخ كانوا من الأعاجم
الشمالي الغربي . روح دور واحد ينفضك والا اقول لك رواح اسرائيل صديقتكم الجديد باتحصل الي بتدور عليه