كاتب إسرائيلي: تل أبيب وافقت أخيرا على الزواج من “عشيقتها”

قال كاتب إسرائيلي، إن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي في الساعات الأخيرة ولّد لدى الإسرائيليين نوعا من المشاعر المختلطة.

 

وأوضح بن كاسبيت في مقاله على موقع المونيتور، “فمن ناحية وجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخيرا إرثه التاريخي ممثلا بالسلام بين إسرائيل والإمارات، ومن ناحية أخرى لم يكن هذا الاختراق هو الإنجاز الذي تطلع إليه، فما كان يريده وناخبوه هو فرض السيادة الإسرائيلية التاريخية على جزء كبير من الضفة الغربية، لكن هذا لن يحدث بعد الآن”.

وأشار إلى أن “الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة يمكن اعتباره حلوى لتبديد المرارة المنتشرة في أوساط اليمين الإسرائيلي، وفرص لتخفيف الآلام التي أصابت القاعدة الانتخابية لنتنياهو”.

وأكد كاسبيت، مقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وله عمود يومي بالصحافة الإسرائيلية، وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الأمني والسياسي الإسرائيلي، أن “الاتفاق مع الإمارات يجعل الجولة الرابعة من الانتخابات الإسرائيلية أقل احتمالا، فنتنياهو يواصل التراجع في استطلاعات الرأي، وهو يعرف أن الصفقة مع الإمارات لن تحسن وضعه داخل يسار الوسط بتصويت واحد، لكنها قد تحرمه من العديد من أصوات اليمين”.

 

وأشار إلى أن “الاتصالات الإسرائيلية مع الإمارات تجري منذ أكثر من عام، خاصة عبر السفيرين الإماراتي والإسرائيلي في واشنطن يوسف العتيبة ورون ديرمر، وتدير إسرائيل والإمارات علاقة مزدهرة وسرية إلى حد كبير لأكثر من عقدين، وفي السنوات الأخيرة نمت الإمارات لتصبح الدولة العربية الأقرب لإسرائيل من بين الدول التي لا تقيم علاقات رسمية معها، وهذه الرومانسية السرية أصبحت الآن علنية”.

ونقل عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى أن “إسرائيل وافقت أخيرا على الزواج من عشيقتها، مع أن نتنياهو واجه الكاميرات التي ذكرته برئيس الوزراء يتسحاق رابين بعد توقيعه معاهدة السلام عام 1994 مع الأردن، ورئيس الوزراء مناحيم بيغن بعد توقيعه معاهدة السلام عام 1979 مع مصر، واليوم يكتسب نتنياهو هذا الموقف، رغم أن الصفقة مع الإمارة الصغيرة البعيدة التي لم تكن في حالة حرب أبدا مع إسرائيل، لا يمكن مقارنتها بمعاهدات السلام المهمة مع دولتين معاديتين رئيسيتين على أعتاب إسرائيل، كالأردن ومصر”.

وأوضح أن “الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات يعتبر تطورا مصيريا، ويعود جزء كبير من الفضل في هذا الاختراق إلى شركاء نتنياهو في الحكومة، ووزير الخارجية غابي أشكنازي ووزير الحرب بيني غانتس، وهما زعيما حزب أزرق- أبيض، وبدونهما لم يكن هناك أي اتفاق رسمي مع الإمارات العربية المتحدة لسبب بسيط، هو أن كلاهما بذل جهدا لعرقلة خطط الضم”.

وأكد أنه “رغم التقليل من شأن جهودهما علنا لتجنب إغضاب نتنياهو، لكن تأثيرهما كان حاسما، فبمجرد توليهما المنصب في أيار/ مايو أوضحا لإدارة الرئيس دونالد ترامب أنه منذ ذلك الحين، لم تعد الحكومة الإسرائيلية ذات وجه واحد، بل عنوانين، وقد أعربا على الفور عن معارضتهما للضم أحادي الجانب، وتفضيلهما الحد الأدنى من الضم على أساس مفاوضات قصوى، بما في ذلك حزمة تعويضات سخية للفلسطينيين”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.