قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في افتتاح مصنع لتقنيات الطاقة الشمسية في العاصمة أنقرة، أن تركيا ستدخل مرحلة جديدة بعد البشرى المزمع أن يكشف عنها يوم غد الجمعة. مضيفًا “نحن نعيش حاليًّا حلم هذه البشارة. على يقين أن تركيا ستدخل في مرحلة جديدة عبر البشرى التي سنعلن عنها لشعبنا يوم الجمعة المقبل”.
ولم يمض وقت قصير عن التصريح حتى تحول إلى حديث رئيسي داخل البلاد واهتمام بالغ من خارجها كذلك، وتفاعل عشرات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي مع التصريحات، ودارت حولها تكهنات وتخمينات عديدة، خرجت مجملها بأن البشرى تتعلق باكتشاف مصدر طاقة كالنفط والغاز في البحر المتوسط أو البحر الأسود.
ومن جانب آخر ساهمت تصريحات أردوغان بارتفاع ملحوظ في أسهم شركات البتروكيماويات، فضلًا عن انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية بنسبة 0.9% على أساس يومي، وارتفاع مؤشر بورصة إسطنبول بنسبة 2% على أساس يومي كذلك.
وفي هذا السياق قامت صحيفة يني شفق بالتحدث إلى خبراء، للنقاش حول إمكانية أن تكون هذه البشرى تتعلق بمصادر الطاقة، وعن كيفية سير العملية في حال تم اكتشاف شيء بالفعل، والثروات الموجودة في البحرين المتوسط والأسود، وكم سنة يمكن أن يتم فيها طرح الغاز والنفط في السوق بعد اكتشافهما.
خلال عامين يمكن طرحها في السوق وتصديرها
وتعليقًا على ذلك، رجّح رئيس جمعية اقتصاد الطاقة البروفسور د. غوركان كومبار أوغلو، أن تكون تركيا قد عثرت على كميات كبيرة من الغاز في مياه البحر الأسود، مشيرًا إلى أن منطقة شرق البحر الأسود موضوع آخر في ثرائها النفطي والغازي، كما توجد فيها كميات كبيرة من هيدرات الغاز في قاع البحر.
إلا أن الخبير التركي أكد أيضًا على أن مياه البحر المتوسط وكذلك البحر الأسود؛ غنية بثروات النفط والغاز، مشيرًا إلى احتمالية أن يكون هناك اكتشاف إما في غرب البحر الأسود، أو شرق المتوسط.
وحول إمكانية تصدير ذلك وطرحه في السوق، اعتبر كومبار أوغلو أنه يمكن في غضون عامين معالجة هذا الاحتياطي وطرحه في السوق، ضاربًا لذلك مثالًا بحقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز، حيث عقب اكتشافه تم اتخاذ قرار حول الاستثمار عام 2017، بينما بدأ نقل الغاز الموجود نحو البرّ خلال العام 2019.
خطوة مهمة من أجل بزوغ شركة دولية للطاقة
واعتبر الخبير التركي كومبار أوغلو، أن العديد من الدول حول العالم حينما تقوم بأعمال البحث والتنقيب عن الثروات، تستعين بشركات أجنبية تتقاسم معها ما يتم اكتشافه على أساس مئوي، إلا أن تركيا نجحت في أن تصنَع شركاتِها الخاصة وعبر سفن محلية الصنع بشكل تام.
وأشار كومبار أوغلو إلى أن ذلك سيعود بالفائدة على تركيا بأضعاف أكبر دون أدنى شك، مرجحًا أن تكون هذه الميزة خطوة مهمة على صعيد بزوغ شركة طاقة دولية مصدرها تركيا.
5% تكفي احتياجات تركيا 70 عامًا
كومبار أوغلو أكد على عدم وضوح ما تم اكتشافه بالتحديد غازًا أو نفطًا، لا سيما وأنه يمكن العثور على الغاز والنفط في آن واحد، ما يعني أنه يمكن أن تكون تركيا قد عثرت على مصدري الطاقة الرئيسيين في آن واحد، حسب الخبير التركي.
إلا أنه ضرب مثالًا قائلًا “في حال تم اكتشاف حقل للغاز في مياه شرق المتوسط على المثال، فإن هناك ما لا يقل عن كمية تصل إلى 1 تريليون مكعب من احتياطي الغاز، داخل الحقل وما حوله”، مستشهدًا كذلك بحقل ليفياثان الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته ساق كومبار أوغلو بعض التقديرات التي تقدّر الاحتياطات من الغاز في شرق المتوسط وحده بـ5%، مؤكدًا على أن هذه النسبة لوحدها كافية لسد احتياجات تركيا من الغاز على مدى 70 عامًا.
..
المصدر/ Yeni Şafak