تأتي هذه الاتفاقية في الوقت الذي أثارت فيه خطة ضم إسرائيل في الضفة الغربية غضب العالم الإسلامي، بل وحتى قطاعات
مهمة من العالم الغربي، وفي الوقت الذي تسير فيه إسرائيل بكل تهورها تحاول إرغام الجميع على الاعتراف بالقدس عاصمة لها.
بينما إسرائيل تتلقى ردود فعل شديدة من جميع أنحاء العالم بسبب سياساتها العدوانية الغاشمة، فإن هناك دولة عربية تهرع
نحوها وكأنها تقدّم لها مكافأة وجائزة، بيد أنّ ذلك سيشجع إسرائيل بشكل أكبر على مواصلة سياساتها العدوانية تلك. ابن زايد
على الرغم من أن إسرائيل أعلنت “تعليق” خطة الضم في الضفة الغربية بشكل مؤقت، في خضم الإعلان عن اتفاقها مع الإمارات،
إلا أن ما وراء ذلك بات معلومًا، ولقد كشف ما كان متوَقعًا بطبيعة الحال، حيث تم الإعلان عن ذلك نتيجة السخط الكبير على
الإمارات التي بدت في اتفاق التطبيع أنها قدّمت كلّ شيء دون أن تحصل على شيء. ومن الواضح أن موضوع إيقاف خطة الضم
من أصله تم تكذيبه ونفيه من قبل إسرائيل ذاتها، كيف ولا وهي ترى الإمارات تهرع نحوها داخلة في زمام طاعتها طوعًا لاكرهًا.
أما الإمارات فهي لم تر أي حاجة لحفظ ماء وجهها وإنقاذ شرفها وكرامتها التي تزحف على الأرض.
لقد تم النظر إلى هذا الاتفاق على أنه خيانة ليس لفلسطين فحسب، بل للعالم الإسلامي بأكمله. إلا انه يجدر بنا أن نقول بأن هذا
الاتفاق ليس سوى خروج من السر نحو العلن وإضفاء الطابع الرسمي على علاقة موجودة أصلًا. كما أن الإمارات كانت ولا تزال
تلعب دور حصان طروداة لإسرائيل في العالم الإسلامي.