تركيا الان

اليونان تقرع طبول الحرب وتدفع لها بقوة

طبول الحرب ..  تقع غالبية جزر شرق المتوسط المأهولة والبالغ عددها 227 جزيرة، على مسافة أقرب إلى البر الرئيسي التركي من البر اليوناني. ومنها جزيرة كريت التي تمثل أكبر جزر اليونان حيث تبلغ مساحتها 8.336 كيلومتراً مربعاً.
أما جزيرة “كاستيلوريزو” المتنازع عليها فتقع على بعد 2 كم فقط من تركيا، أي يمكن الوصول إليها برحلة قصيرة بالقارب،
بينما تبعد 520 كيلومتراً عن بر اليونان، ما يجعل الوصول إليها يستغرق ساعتين.

 

وبالرغم من ذلك، قامت اليونان بمنع مرور أية سفينة تركية حول “كاستيلوريزو” وأعلنت أنها لن تتسامح مع تركيا تحديداً،

وهي التي تمتلك أطول خط ساحلي على البحر المتوسط يصل إلى حوالي 3000 كيلومتر، إذا ما قامت بالصيد على شواطئ تلك الجزيرة.

كما أوضحت أثينا أنها منفتحة على مشاركة شرق البحر المتوسط مع بقية الدول متى شاءت. فهل يمكن لأية دولة ذات سيادة أن

تقبل بهذه الشروط؟

 

وجاء رد تركيا على هذه النظرة التوسعية والعدوانية من خلال التوقيع على اتفاقية ترسيم حدود السيادة البحرية مع ليبيا التي يعد

ساحلها المتوسطي أيضاً أطول بكثير من ساحل اليونان. وبدعم من الجيش التركي، تم تبديد حلم الانقلابي الليبي خليفة حفتر

بالسيطرة على الأراضي الليبية وبدأت العملية الدبلوماسية في البلاد. وقامت تركيا بعد ذلك بسحب سفينتها البحثية التنقيبية

“أوروج رئيس”من البحر المتوسط ، بناءً على طلب ألمانيا لإعطاء فرصة للحوار. وانتظرت تركيا لمدة شهر كامل.

 

 

فما كان من اليونان إلا أن ردت باتفاق يحد من النفوذ البحري لمصر، ويتجاهل بالمثل الجرف القاري لتركيا، إلى جانب دعوة فرنسا

إلى المساعدة العسكرية.

 

وكذلك طلبت اليونان في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات شديدة على تركيا. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني

“كيرياكوس ميتسوتاكيس” بحضور وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس”، الذي جاء بذاته للدعوة إلى محادثات دبلوماسية،

أن أثينا ليست منفتحة لأي حوار.

 

وقامت اليونان هذا الأسبوع ايضاً، بالإعلان على لسان رئيس وزرائها أنها تستعد لزيادة الجرف القاري في البحر الأيوني بشكل تعسفي

من 6 أميال إلى 12 ميلاً في محاولة ثانية بعد تلك التي قامت بها عام 1995.

 

وفي حين دأبت تركيا منذ البداية، على دعوة دول حوض المتوسط إلى إجراء حوار للتوصل إلى اتفاق مشترك، تواصل اليونان بدعم

غير مشروط من الاتحاد الأوروبي، تهديد تركيا في كل خطوة والتهرب من الحوار معها.

 

واليوم يتعين على اليونانيين إذا ما قرروا إعلان الحرب على تركيا، أن يتذكروا جيداً ما عاشه أسلافهم منذ 98 عاماً في معارك

أغسطس 1922، ولا أعتقد أنهم يريدون أن يعيد التاريخ نفسه.

 

تركيا لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، لكنها تتوقع احترام حقوقها وسيادتها على البر والبحر. والطريقة المثلى لذلك أن يتم

ترسيم الحدود البحرية لدول الجوار كما الحدود البرية، من خلال اتفاق يتم التوصل إليه بطريقة سلمية وحضارية. . طبول الحرب

 

بواسطة / هلال قبلان

عرض التعليقات

  • هل يعقل الا يكون ورائها ترامب وحاشيته الغرب وكلابه العرب

أحدث الأخبار

تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026

تستضيف تركيا عام 2026 قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومؤتمر "كوب 31" لاتفاقية الأمم المتحدة…

13/12/2025

25.3 مليار دولار صادرات تركيا لدول الجوار خلال 11 شهرا

بلغت قيمة صادرات تركيا إلى دول الجوار 25.3 مليار دولار خلال 11 شهرا اعتبارا من…

13/12/2025

اختبار جديد.. صاروخ “طيفون” التركي الباليستي يصيب هدفه بدقة

أصاب صاروخ "طيفون" التركي الذي تتواصل أعمال إنتاجه المتسلسل وتسليمه، هدفه بدقة كاملة في أحدث…

13/12/2025

أنقرة: مهاجمة سفن تجارية بميناء أوكراني تؤكد مخاوفنا من توسع الحرب

قالت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، إن الهجوم على سفن تجارية في ميناء تشورنومورسك الأوكراني، يؤكد…

13/12/2025

قائد القوات البرية التركي يتفقد مركز العمليات المشتركة التركية السورية

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، عن تفقد قائد القوات البرية متين توكال مركز العمليات المشتركة…

13/12/2025

فيدان: نريد إخراج العناصر غير السورية من “قسد”

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن تركيا تطالب بإخراج العناصر غير السورية من…

07/12/2025