لو لم تكن لقاءات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري مع المسؤولين الأتراك على خط جنيف – أنقرة بهذه الكثافة والمتعددة الجوانب في الأيام الأخيرة، لكنا قلنا إنها زيارة وداعية للسياسي المخضرم الذي يعرفه الأتراك جيداً بحكم خدماته الدبلوماسية في العاصمة التركية.
جيفري مثل غيره من قيادات البيت الأبيض يستعد لحزم الحقائب والمغادرة بعد أقل من 3 أشهر وأمام احتمال خسارة الجمهوري
دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في مواجهة منافسه الديمقراطي جو بايدن كما تقول غالبية استطلاعات الرأي الأميركية، فما هو
المثير الذي حدث والذي حرك المياه الراكدة على الجبهة السورية خصوصاً على جبهة جنيف حيث كان المبعوث الأممي إلى سوريا،
غير بيدرسون يدعو إلى عدم توقع “معجزة” في الجولة الثالثة من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية؟
جولة محادثات في أكثرمن مكان تتم بسرعة فائقة يتخللها نقاشات دبلوماسية بدأت مع نائب وزير الخارجية التركي سدات أونال
المشارك في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، ثم توسعت بعد تقدمها هناك كما يبدو إلى لقاء عسكري مطول
عقده جيفري مع يونس أمره قره عثمان أوغلو مساعد وزير الدفاع التركي توج باستقبال الوزير خلوصي أكار له في مكتبه لتكريس التفاهمات كما هو واضح. ولم تنته اللقاءات عند هذه النقطة بل تبعها لقاء سياسي تركي أميركي رفيع استمر لساعتين شارك فيه
إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية. هذا كان الجانب المعلن في الزيارة لكننا لا نعرف الكثير عن تفاصيل بقية جدول
الأعمال الذي تطرق حتماً إلى ملف العلاقات الثنائية المتوترة بسبب التقارب التركي الروسي والأزمة المتفاقمة في بحري أيجه
وشرق المتوسط بين أنقرة وأثينا العاصمتين الأطلسيتين الحليفتين التي لا تريد واشنطن أن يدخلا في مواجهة عسكرية وأميركا
ذاهبة إلى الصناديق.
وصف الدبلوماسي الأميركي جيفري اجتماعات الجولة الثالثة للجنة مناقشة الدستور السوري في جنيف بالبداية الإيجابية فعلى
ماذا كان يعول هناك مع أن الوفود ذهبت إلى الحجر الصحي بعد اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا بين المشاركين؟ يبدو أن
هناك تفاهمات أميركية روسية تركية جديدة غير معلنة قادته للتوقف عند مسألة “عودة النظام إلى طاولة المفاوضات والتعامل
مع المجتمع الدولي وضرورة انتهاء المرحلة العسكرية في الأزمة السورية”. قبل عام تقريبا كان جيفري يردد أن ملف الأزمة السورية
هو بمثابة “وجع الرأس الكبير” بالنسبة لتركيا. قبل أسابيع قادت حكومة بلاده خطة الوصول إلى تفاهمات بين شركات أميركية
وقسد لتوقيع عقود استثمار نفطي في شرق الفرات متحديا اللاعبين المحليين والإقليميين. اليوم جاء ينقل أجواء التفاؤل الأميركي
في مسار الأزمة السورية. هل اعتمدت الخطة الأميركية التي طالما حدثنا جيفري عنها لتكون خارطة طريق للحل تحت
عنوان “5- 3- 6 ” وبأرقام مشفرة على طريقة لعب كرة القدم في الساحة السورية؟
5 ترمز إلى عدد الدول الممسكة بأوراق أساسية في الملف وضرورة الاستماع إلى ما تقول (ما هي حصة إيران؟). 3 تعني التفاهم
على نقاط أساسية بينها القضاء تماماً على المجموعات المتشددة في سوريا بكل أنواعها وتفعيل الحوار الدستوري وإخراج
القوات الاجنبية والميليشيات من البلاد. أما الرقم 6 فهو يحدد النقاط الأساسية المطلوبة من النظام وضرورة التزامه بها
والتحرك على أساسها.
الأجواء الإيجابية التي يعول عليها جيفري لم تحدثنا بعد حول احتمال تعديل خطة واشنطن وإضافة رقم جديد عليها
يتعلق: بالمطلوب من حلفائها في شرق سوريا ودورهم السياسي في المسار الجديد. وما هو موقع ودور هذه المجموعات
في النقاشات الدستورية القائمة في جنيف؟ وكيف ستحسم جبهة الجولان والعمليات العسكرية الإسرائيلية اليومية تقريباً
ضد مواقع النظام والقوات الإيرانية داخل الأراضي السورية؟ وما هو مصير الائتلاف الثماني الذي شكلته واشنطن ليكون جبهة
رد إقليمية على تكتل الأستانة الثلاثي؟
قريباً جداً سنعرف الكثير حول نتائج المفاوضات التركية الأميركية وحصة موسكو فيها لأنها لا يمكن أن تتم وتنجح دون الدعم الروسي. كيف تمت تسويات الشق المتعلق بإيران مثلاً ومصير “قانون قيصر” وارتداداته على دول الجوار السوري؟ هل من علاقة بين
التحرك الواسع لجيفري وبين القمة الثلاثية الأخيرة التي عقدت في عمان بين القيادات الأردنية والعراقية والمصرية خصوصاً
الجانب السوري الذي بحث في هذه القمة؟
سؤال صعبت الإجابة عليه وكان يطارد جيفري دائماً: كيف ستوفقون بين علاقاتكم مع “قسد” وأنقرة في سوريا وتركيا تواصل
تصعيدها ضدكم بهذا الخصوص؟ هل عثر جيفري على الإجابة المطمئنة التي حملته إلى العاصمة التركية ليكون فرحاً متفائلاً هذه المرة؟ ما الذي نقله الدبلوماسي الأميركي إلى الأتراك حول نتائج الحوار الكردي الكردي وخارطة التفاهمات التي تم الاتفاق عليها مثلاً؟
جيفري يكرر دائماً عبارة ضرورة العودة إلى تنفيذ بنود القرار الأممي 2254 كأفضل وسيلة حل للأزمة السورية لكنه في الوقت نفسه
تحدث عن التزامهم “بحماية من يقاتلون إلى جانبنا وألا يتعرضوا للأذى أو لهجوم من طرف ثالث” وتوقف كثيراً عند وجود
“خلافات بين الولايات المتحدة وتركيا، أعاقت تأسيس “منطقة آمنة” في سوريا”. فهل الإيجابية التي يتحدث جيفري عنها
مرتبطة بمحاولة أميركية لترتيب سلة جديدة من التفاهمات الثنائية مع تركيا بمعرفة وقبول موسكو بشأن الملف السوري
للرفع من معنويات ترامب في هذه الآونة الصعبة التي يعيشها في الداخل الأميركي؟
حققت ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية المطلة على البحر المتوسط، نجاحًا ملحوظًا في استقطاب السياح،…
أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إقالة رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول، أحمد أوزار، المنتمي لحزب…
أعلن الجيش الأميركي عن وفاة جندي كان في حالة حرجة بعد إصابته خلال مهمة غير…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، على ضرورة مواصلة الجهود في العالم التركي…
انطلقت في إسطنبول أمس فعاليات "ملتقى الأعمال السعودي- التركي"، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون…
في عملية لمكافحة الدعارة نظمتها الشرطة في كوتاهيا، استهدفت 12 موقعًا، من بينها 3 صالات…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.