ما يحدث في دماغنا له الدور الأكبر في أن نتقدم في العمر بصحة جيدة. قام الباحثون في جامعة يال، في الولايات المتحدة، بدراسة مدهشة.
لقد اكتشفوا أن الاشخاص الذين تجاوزوا عمر الـ 50 سنة وهم يحافظون على موقف إيجابي من الشيخوخة، يعيشون
في المعدل 7 سنوات أكثر من أولئك الذين يمتلكون تصوراً سيئاً عن الشيخوخة !
تبين في دراستهم أن هذه “النفسية الإبجابية” لديها تأثير على الصحة أكثر من ضغط الدم، من التدخين ومن النشاط الرياضي !!
لكن من المؤكد أنه، عند الحديث عن الموقف الإيجابي، القول أسهل بكثير من الفعل.
لهذا نربد أن ننقل إليكم 4 حيل بسيطة لتعيشوا في سعادة وتتجنبوا التدهور الناتج عن التقدم في السنّ :
الحيلة رقم 1 : “التعويذة السحرية” ضد التسابق على اقتناء السلع المادية
لن نتعب من تكرار أن السلع المادية لا تجلب السعادة أبداً في العمق.
تذكروا الدراسة الشهيرة عن الرابحين في اللوتو : هؤلاء المحظوظون يعيشون بضعة أشهر من النشوة…لكن في خلال سنة تقريباً،
يعود الكثيرون إلى مستواهم السابق من السعادة.
مفتاح السعادة ليس في التجميع، ولكن، بالعكس، هو في البساطة.
أن تكون سعيداً، يعني أن تتمتع بالملذات البسيطة في الحياة وأنت تعيش ملء الحاضر.
هذا ليس بديهياً بالتأكيد. كما يذكرنا البروفسور كابات زِن :
“من السهل جداً أن ننظر بدون أن نرى، أن نصغي بدون أن نسمع، أن نأكل بدون أن نتذوق شيئاً، أن لا نشم رائحة الأرض
الرطبة بعد هطول المطر، وحتى أن نلمس الآخرين بدون أن نعي المشاعر التي نتبادلها معهم”.
لحسن الحظ، هناك تمارين عملية تساعدنا على العودة إلى الأساسيات، مثل التأمل، اليوغا…
لكنني أود أن أقدم لكم هنا حيلة تنفيذها أسهل بكثير !
إقرأ إيضا : أفضل المكملات الغذائية للرجال مع تقدمهم في العمر!
إنها التعويذة أو “المانترا السرية” التي كشف عنها الفيلسوف ماثيو ريكارد :”إليكم المانترا التي نصح بها معلم تيبتي.
إنها المانترا الأكثر سرية التي نستطيع أن نتخيلها، اتساءل حتى إذا كان مسموحاً لي بمشاركتها معكم.
إليكم المانترا : “أنا لا أحتاج لشيء”.
كرروها عشر مرات متتالية. سترون أنكم ستشعرون بتحسن كبير !”
مارسوها في كل مرة تشعرون فيها بإحباط مادي !
الحيلة رقم 2 : تخلصوا من الندم بهذه الوصفة السحرية
عائق آخر أمام السعادة والمحافظة على الشباب، هو الندم والتأسف أو الشعور بالذنب. من السهل جداً أن ندمر حياتنا
باجترار كل الأشياء التي كنا نستطيع أن نفعلها بطريقة أخرى !
التأسف يسبب خللاً في النوم، في الهورمونات…ويسرّع الشيخوخة.
بينما من الطبيعي تماماً أن لا نكون أشخاصاً كاملين :
نعم، جميعنا فاتتنا أشياء في حياتنا. نعم، كان يمكن أن ننجز أفضل في بعض اللحظات الحاسمة.
نعم، لقد أسأنا إلى أشخاص عزيزين علينا، وغالباً بدون قصد. لكن الشيء الأساسي هو استخلاص الدروس منها،
وليس تعذيب أنفسنا بها !
إقرأ إيضا : ما التغيرات التي يمر بها الثديين مع التقدم في العمر؟
إذن، إذا كنتم تشعرون بالأسف أو بالندم، أشجعكم على اتباع هذه “الوصفة” المبتكرة جداً، التي يقترحها المعالج
الطبيعي روبرت ماسون : “قدّم لي معروفاً : خذ أوراقاً صغيرة سميكة مثل بطاقات التعريف، وسجّل على كلٍّ منها أسفاً،
فشلاً، خيبة أمل، همّاً، حزناً، سوء حظ، عذاباً عشته. وعندما “تفرغ مخزونك”، كل ما كان يثقل على قلبك، اجعل منه كتلة
صغيرة…آه ! عفواً، كبيرة…وفي احتفال مهيب، ضعها في النار واضحك ضحكة عملاقة تجعل النجوم ترتجف في السماء”
سترون أنكم ستشعرون بتحسن كبير.
الحيلة رقم 3 : اعتنوا بالحاجة إلى الإبداع التي تنام في داخلكم
سر آخر لتأخير الشيخوخة والمحافظة على الشباب هو تنمية الإبداع.
هذا الأمر أساسي لمحاربة العدو الكبير الذي يأتي مع العمر : عدم الاهتمام أو اللامبالاة.
كما عبّر عنه جيداً روبرت ماسون :
“إذا فقدنا اهتمامنا بالحياة، ستفقد الحياة اهتمامها بنا.
وهذه الروح وهذا الجسد اللذان نعتقد أنهما أصبحا عديمي النفع، يصبحان كذلك فعلاً.
هذا الجسد، هيكل الروح، لا يعود لديه سبب للوجود، فيشيخ بسرعة كبيرة”.
بالمقابل، المحافظة على الإبداع، هي طريقة بسيطة للمحافظة على معنى ومتعة وجودنا.
الإبداع هو الخروج عن الإطارات، عن العادات والحدود.
ارسموا، مثلاً، حتى لو كنتم لا تعرفون كيف ترسمون…
ارقصوا، غنوا حتى لو لم تكونوا موهوبين !
دعوا دماغكم المبدع يعبّر عن نفسه في الرسم، صناعة الفخار أو أي نشاط آخر !
وأخيراً، الأهم ربما…
لا تنسوا أبداً أن تضحكوا !
الحيلة رقم 4 :العلاج بالضحك !
الضحك هو أحد أقوى الأدوية “المضادة للشيخوخة المتوفرة بين أيدينا !إنه أيضاً مضاد للألم مثبت علمياً : دقيقة من الضحك
أكثر فعالية في محاربة الأوجاع من دواء !
الضحك يساعد على إطلاق هورمونات مثل الأندورفين، وهذا ما يضعكم في حالة من النشوة تشفي جسمكم في العمق.
والسر بالذات ليس في انتظار أن تكونوا سعداء كي تضحكوا !
إنه يبدأ بكل بساطة بالابتسام :
انظروا إلى أنفسكم في مرآة وابتسموا. ابتسموا لأنفسكم بصدق وإخلاص. حافظوا على الابتسامة وراقبوا التغيير في حالتكم الداخلية.
اعتادوا على فعل هذا، كل صباح وكل مساء، مثلاً بعد أن تنظفوا أسنانكم بالفرشاة.
التأثير على مزاجكم سيكون أكثر ديمومة مما تتخيلون. ثم يمكننا أن نتقدم خطوة أبعد إلى الأمام.
ينصح الدكتور ميشيل لوجواييه ب “ثلاث ضحكات باليوم” مع هذه الممارسة البسيطة جداً :
في المساء، حاولوا أن تجدوا ثلاثة أسباب رئيسية للضحك، مثلاً بإعادة التفكير في لحظات مسلية من اليوم.
ثم في صباح الغد، أعيدوا التفكير في الموضوع.
وهكذا دواليك، حتى يصبح الأمر تلقائياً.
.
المصدر/ وكالات