وعلى الأرجح هذا ما يحدث الآن.
والذي يدفعنا إلى التفكير بذلك في الواقع هو أنّ جميع هجمات ماكرون الأخيرة تتركز بوضوح على تركيا.
أولًا زيارة لبنان ومن ثمّ زيارة بارزاني ومحاولة سحبه لصفّه
قام الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي بالزيارة الثانية إلى لبنان، عقب الانفجار المروّع الذي وقع في ميناء بيروت.
وقبيل انطلاقه للزيارة أعلن عن نيته بكل وضوح قائلًا، “إذا لم نملأ نحن ذلك الفراغ، ستقوم إيران وتركيا بملئه”.
ولقد وقعت حادثة مثيرة في الحقيقة أخرجها على العلن أحد الصحفيين الفرنسيين، حيث كشف عن اجتماع جرى بين ماكرون
وقيادات في حزب الله، وقد تلقى توبيخًا على الملأ من ماكرون بسبب ذلك، كما تحدثت أخبار حول أنّ المسؤول عن جهاز الاستخبارات
في الخارجية الفرنسية، أجرى لقاءات من أجل الحديث حول من سيتم تعيينه في الحكومة اللبنانية الجديدة.
من الواضح إذن أنّ فرنسا ماكرون تريد استغلال الحالة الصعبة والحرجة التي يمر فيها لبنان، بما يتماشى مع الروح الاستعمارية
لفرنسا في سبيل القضاء على لبنان وتدميره.
عقب انتهاء زيارته إلى لبنان توجه ماكرون إلى بغداد.
لم يقف الأمر عند حد لقاء المسؤولين في بغداد فحسب، بل تمكن من جلب نيجرفان بارزاني رئيس إقليم منطقة شمالي
العراق الكردية إلى قدميه حيث هو في العاصمة العراقية، ومن المعلوم أنّ بارزاني على مسافة مع تركيا منذ 3 سنوات بسبب
موقفها من الاستفتاء الذي جرى آنذاك.
كانت أنقرة تراقب تحركات ماكرون عن كثب.