لقد قلبت السيدة جانان قفطانجي أغلو رئيسة شعبة حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول أركان الحزب رأسًا على عقب بعدما رفضت إطلاق لقب “أتاتورك” على مؤسس الجمهورية التركية واستعاضت عن ذلك بلقب “الغازي مصطفى كمال”!
في الواقع لم تقلب أركان الحزب، بل أزاحت قليلًا الستار الذي يستتر خلفه “مشروع الشعب الجمهوري”. ولا يمكنكم أن تتوقعوا
ما سترون إذا ما أزيح هذا الستار تمامًا.
العجيب في الأمر أنّ ذكر لقب أتاتورك محظور تقريبًا بين من عينوا لإدارة الحزب الذي أسسه أتاتورك نفسه، فترى أكثر كوادر الحزب
تبنّيًّا للفكر الأتاتوركي لا يعترضون على هذا الإجراء صراحة، فأصبح الذين يحاولون توجيه دفة تركيا ومصير شعبها من خلال الأتاتوركية
عاجزين حتى عن الدفاع عن شخص أتاتورك داخل حزبه.
ولا يمكن لأي من كوادر الحزب الذين اعترضوا على قفطانجي أوغلو أن يذكر اسم أتاتورك صراحة، ذلك أنه يعلم القوة التي تقف
خلفها ويعلم من عيّنها في منصبها ويخاف لأنه يدرك أنه لو تصرف على هذا النحو ربما لا يجد لنفسه مكانًا داخل الحزب.
كلهم يعلمون ما هو مشروع حزب الشعب الجمهوري ومن وضع تصميمه وأن الحزب لم يعد هو الحزب المؤسس لتركيا
وأنه انتقل من المركز إلى محور التنظيمات، كما يعلمون ما هو المخطط الكامن وراء هذا الأمر وما هي الأدوار التي أسندوها
لهذا الكيان الجديد داخل تركيا.
لذا إياكم أن تأخذوا ردود الأفعال الظاهرية على محمل الجد، فقد حرمت الإخلاص، وكل واحد منهم يلعب دوره، فهذه ليست
سوى مسرحية. ويبدو أنّ قفطانجي أوغلو صرحت فقط بشيء حظر الحديث عنه، فهذا كلّ ما في الأمر.
ثمة وضعية أكثر خطورة، ألا وهي تغير محور حزب الشعب الجمهوري. فإذا كان النقاش حول شخصية أتاتورك سيفتح الباب
أمام هذا الأمر، فلنناقش ماهية مشروع حزب الشعب الجمهوري ليرى الشعب التركي الحقيقة.
أكتب مقالات منذ عام 2015 حول كيف تحول مشروع حزب الشعب الجمهوري إلى مسألة أمن قومي وكيف وضعوا مخطّطًا
لتنفيذ هذا المشروع. ويمكن تلخيص نقاط هذا التحليل كالتالي:
1- بدأت اللعبة بمشروع حزب الشعب الجمهوري. لقد هدف هذا المخطط لإقصاء حزب تركيا التأسيسي بزعامة قيليجدار أوغلو
من المحور الوطني وجرّه نحو الجبهة المعادية لتركيا. فوضعوا مخطّطًا دوليًّا معاديًا لمحور تركيا الوطني.
2- كان هذ المخطط يهدف لإضعاف السلطة المركزية لتركيا وجرّ كل الهويات السياسية لساحة صراع وجمع الكيانات المعارضة
تحت مظلة واحدة يقودها حزب الشعب الجمهوري لضمان الستار لتنظيمات مسلحة وغير مسلحة.
3- وفي هذا السياق شكلوا هوية حزب الشعوب الديمقراطي تحت عباءة هوية حزب الشعب الجمهوري. كما شكلوا كادر إداري
ذي محور بهوية مذهبية وعرقية، فكان الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص يقيم حزب الشعب الجمهوري مكان حزب الشعوب
الديمقراطي، لأنّ هذا الأخير لم يكن كافيًا لإحداث التأثير الذي ينتظرونه في الداخل.
4- لقد كانوا يقيمون جبهة متصارعة مع الهيكل السياسي لتركيا وجيناتها السياسية الممتدة منذ قرون، فشُلّ العقل السياسي لهذه
الجبهة التي كانت ستجعل تركيا عرضة للتدخلات الخارجية، فأقاموا مكانها عقلية دولية.
5- أصبح حزب الشعوب الديمقراطي امتدادا لمحاولات الحصار من الجنوب والتدخل من الغرب والصراع من الداخل لإشعال فتيل
الاحتلال الداخلي، كما كان هذا الحزب مسألة أمن قومي. فمن يدعم هذا الكيان الذي يتغذى على العنف ويحميه ويشكل ستارا
لخطابه السياسي فإنه يمثل هو الآخر مسألة أمن قومي، وهو الدور الذي أسندوه لحزب الشعب الجمهوري.
6- لقد قرّروا أن يدير حزب الشعب الجمهوري من الآن فصاعدًا الأجندة التي كان يديرها حزب الشعوب الديمقراطي نيابة عن الاتحاد
الأوروبي، وذلك بعدما انحرف محور الشعب الجمهوري الذي ملؤوا به فراغ الشعوب الديمقراطي.
7- إنّ سعي أكبر أحزاب المعارضة في تركيا لإيصال أذناب التنظيمات الإرهابية إلى المناصب العليا بالدولة ومنحه الأولوية لهذه
العناصر على قوائمه الانتخابية يعتبر وضعية خطيرة للغاية بالنسبة لدولتنا.
8- لقد أسسوا جبهة داخلية من خلال حزب الشعب الجهوري، فكانت تشبه الحزام الجنوبي الذي أقاموه على حدودنا مع سوريا
والعراق جنوبا لهدف حصار تركيا. فأصبح من المستحيل التستر على العلاقة الوثيقة التي تجمع بين هذا الحزام الجنوبي وبعض
كوادر الشعب الجمهوري.
9- منذ اليوم الذي تولى فيه كيليجدار أوغلو زعامة حزب الشعب الجمهوري فقد كرس قوة الحزب الكامل لخوض صراع ضد تركيا
التي لم يدعم محورها أبدًا بل كرر كلام كل من ناصبها العداء.
10- الغريب أنّ حزب الشعب الجمهوري، الذي بطبيعته يتبنى موقفًا غير داعم للعرب، أصبح مؤخرًا ينتهج سياسة داخلية متماشية
مع محور دولة الإمارات، فدعم كلّ المخططات الإقليمية والدولية الرامية للتخلص من أردوغان.
11- أعتقد أنّ الإجابة على سؤال “من وضع قائمة مرشحي حزب الشعب الجمهوري في انتخابات 31 آذار؟” ستكفي لتفسير كل شيء.
فمن كان ساداتهم وما هي تلك المراكز الخفية؟ أمصالح الاتحاد الأوروبي أو المخططات الأمريكية أم العلاقات المالية؟
12- لقد نصبوا أكبر فخ لناخبي الشعب الجمهوري الذين يعتقدون أن حزبهم ذلك الحزب القديم في حين أنه فقد منذ أمد بعيد هويته
السياسية وخرج من المعادلة السياسية وتحول لحزب آخر لا يمثل تركيا بل العقلية والأولويات الدولية.
13- لقد حذرت من كلّ هذه الأمور عام 2015 وكتبت مقالات بعنوان “سيخرجون حزب الشعب الجمهوري من محور تركيا”. وهو ما تحقق،
فلم يعد للحزب علاقة بأتاتورك، بل لربما يكون هناك مخطط ليجعلوا الناس ينسون أتاتورك على يد حزب الذي أسسه.
14- لذا لم تكشف جانان قفطانجي أغلو سوى عن الستار الذي عندما يزال بالكامل سترون جميعا ما الذي خبأوه خلف مشروع
الشعب الجمهوري.
.
.
نشرت وسائل إعلام المحلية، الاثنين، تحذيرات بأنه سيتم حظر استخدام بطاقة الهوية القديمة في…
أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، أن الادعاءات القائلة بأن أسماء الأسد، زوجة…
أعلنت جمعية اللغة التركية (TDK) وجامعة أنقرة، الاثنين، عن كلمة العام لعام 2024. وقالت أنه…
بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، طوت سوريا صفحة نظام البعث مع مغادرة بشار الأسد…
حذر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الاثنين، الحكومة التركية من تقديم الدعم الغير…
كشفت مؤسسة ASAL Research التركية للأبحاث والدراسات، الاثنين، عن نتائج آخر استطلاع رأي حول نتائج…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
تركيا اليوم قويه وحره بقرارات ورؤية سياسيه مستقله دون تدخل خارجي من الغرب وهو ماارعب الدول العربية الفاشله أذناب ترامب والغربيه الاستعماريه تركيا حره مستقله خارجه عن تحكم الولايات الأمريكية والأوروبية أما العرب اليوم هم مجرد أداه وكلاب يتهافتون للتطبيع مع الصهاينة تحيا تركيا ويعيش أردوغان المعارضه التركيه تريد تدمير بلادها بخلق الفتن والتناحر وإشعال النيران لمصلحت الغرب وجعل تركيا ك دول الخليج كلاب ومجرد تابعين ومؤريين منحطين وذليلين ياللعار ع المعارضة التركية الفاشله أذناب الغرب كلعرب