كم تساوي فلسطين بنظر الحكام العرب؟  

اقرأ أيضا

الصبر مفتاح الفرج

فلسطين .. وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية البحرين

عبد اللطيف الزياني، اتفاقيات تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية برعاية ترامب في واشنطن. وكانت هذه الصفقات نقطة تحول بشرت بشرق

أوسط جديد، بغض النظر عن الثمن المدفوع.

 

وليس سراً على الإطلاق تعاون الإمارات العربية مع إسرائيل الذي ابتدأ بعد هجمات 11 سبتمبر، خاصة في مجال الأمن والبرمجيات.

وقبل توقيع الاتفاق، شارك سلاح الجو الإماراتي والإسرائيلي في التدريبات العسكرية التي أجريت في اليونان. ومع ذلك، فهذه هي المرة

الأولى التي يتم فيها تطوير تحالف هذين البلدين وتوسيعه ليشمل شراكة عامة مع حملة علاقات إيجابية ضمن اتفاق علني واضح.

وبات من الضروري أن ندرك أن العداء في العلاقات العربية الإسرائيلية قد انتهى تماماً الآن بل وتطور أيضاً إلى مستوى التحالفات الودية.

 

إقرأ إيضا : الشيف بوراك : جدي من أصل فلسطيني.. وهذا الأمر يغنيني عن كل أموال الدنيا

 

ومؤخراً نشر “فيليب وييس” رئيس تحرير مدونة “موندوييس”، وهي مدونة تغطي السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط،

بعض التصريحات الهامة لـ”نمرود نوفيك” عضو اللجنة التنفيذية لقادة أمن إسرائيل، في منتدى السياسة الإسرائيلية البودكاست، الذي يمكننا

اعتباره تعبيراً عن أفكار الهيكل الأمني الإسرائيلي أيضاً. وأود في هذا المقال أن أتطرق إلى بعض الأجزاء الصريحة من ذلك التحليل.

 

فوفقاً لـ”نوفيك”، هناك مشكلة واحدة فقط مع طائرات الإف-35 التي تريد الإمارات شراءها من الولايات المتحدة مقابل اتفاقها مع

إسرائيل وقد عبر عنها بقوله: “النقطة الرئيسية هي كيفية تخفيض فعالية بعض الأنظمة في هذه الطائرات حتى تجد إسرائيل هذه

الصفقة مقبولة”. أو بمعنى آخر كيفية تزويد إسرائيل “بجميع أنواع المضادات” للتغلب على هذه الطائرات في حال احتاجت إلى ذلك”.

 

وأهم دليل على أن إسرائيل تنظر إلى موجة التطبيع الجديدة بحذر متفائل، هو إصرارها على إبقاء طائرات الإف-35 في مستوى لا يمكن

أن يلحق الضرر بأنظمتها المقاتلة بأي حال من الأحوال. ومع ذلك، هناك العديد من الدول التي تعتبر متماشية مع سلسلة من

“اتفاقيات السلام” التي ستفيد الولايات المتحدة وإسرائيل في نهاية المطاف وتضر فلسطين بكل تأكيد.

 

ومما قاله “نوفيك” عن الدول التي تتهافت للتطبيع مع إسرائيل:

 

“أسمع نفس الشائعات التي يسمعها الآخرون حول رغبة السودان الخروج من قائمة الإرهاب الأمريكية. ولست متأكداً من أن

الولايات المتحدة مستعدة للقيام بذلك. لا أعرف… كل واحد لديه مشروعه الخاص الذي يرعى مصالحه فقط، ولا أعرف ما الذي

سيحصل عليه السودان مقابل التطبيع مع إسرائيل. آمل أن يصر بعضهم إذا ما ذهبوا إلى هناك للتطبيع، على أي أمر إيجابي

يخدم المصلحة الفلسطينية. ولكن في الوقت الحالي، كل واحد منهم يخدم مصلحته الخاصة”.

إقرأ إيضا : هنية من تركيا يكشف دور الرئيس أردوغان في المصالحة الفلسطينية

 

من العجيب أن تكون رغبة أحد كبار البيروقراطيين المدعومين من إسرائيل، هي أن يطالب القادة العرب بشيء ليس فقط لأنفسهم

ولكن أيضاً لمصلحة فلسطين. وهذا يصور بدقة شديدة الطريقة التي يفكر فيها بعض القادة العرب. يبدو أن السؤال الرئيسي للتحالف

العربي الإسرائيلي هو “كم تساوي فلسطين”، وكل حاكم عربي يجيب إسرائيل على هذا السؤال برؤيته الخاصة لكن على حساب

الفلسطينيين بغض النظر عن أن ترابها مقدس ومروي بدماء الشهداء الطاهرة.

 

وبالطبع، إسرائيل ليست عدواً مكللاً بالعار في نظرهم. لأنهم لا يتجرؤون حتى على مجرد التفكير بطلب الانسحاب من الضفة الغربية

المحتلة مقابل تطبيع العلاقات معها، ويعتبرون أن عرضهم تعليق الاستيطان أكثر من كافٍ طالما مضى التطبيع على ما يرام.

 

إن إسرائيل تعيش أجمل أيامها مع الديكتاتوريين العرب. وقد منح الخوف من التحول نحو الديمقراطية الذي اجتاح الحكام بعد الربيع

العربي، إسرائيل فرصة “الوئام” التي كانت تسعى إليها. وتم تضمين معظم القادة العرب في هذا الود والوئام العربي الاسرائيلي، بتنسيق

من ولي عهد الإمارات وبدعم لا مثيل له من ولي عهد السعودية “مبس”.

 

إقرأ إيضا : فلسطينية تستقيل من شرطة دبي وتكشف وجه الإمارات الحقيقي وهذا ما قالته عن تركيا

 

لقد كان لبعض الزعماء العرب سواء من الملوك أو الديكتاتوريين في الماضي، ارتباطات إيديولوجية إسلامية أو مناهضة للاستعمار. لكن

أغلبية الزعماء العرب اليوم جاهزين لتسويق مصالحهم الشخصية على أنها مصالح وطنية، ولا يرون أي ضرر في ذبح الشعوب العربية

من مصر إلى اليمن ومن سوريا إلى ليبيا، لأنهم يخافون من فكرة التحول إلى النظام الديمقراطي في الشرق الأوسط. وهم مستعدون

لبيع أي شيء بالسعر الذي يتوافق مع مبادئ الرأسمالية، والأهم أنهم مستعدون لبيع فلسطين بثمن بخس.

 

ورغم أن فلسطين هي الخاسر الأكبر في التحالف العربي الاسرائيلي على المدى القصير، لكن المكاسب والخسائر التي ستدفع القضية

الفلسطينية ثمنها على المدى الطويل لا تزال غير واضحة.

.

هلال قبلانبواسطة / هلال قبلان   

تعليق 1
  1. أحمد البدراني يقول

    هؤلاء القادة العرب هم ليسوا فقط عملاء بل جهلاء وأغبياء وحمقي ، أي إتفاقية فيها خصمان لابد من الوصول إلى نقطة توازن في المصالح بينهما وقوة إلزام لكل طرف علي تحقيق المطالب المنشودة للطرف الآخر ، هذه أبسط قواعد الدبلوماسية والقضية الفلسطينية هي قضية حق ومصير أمة
    وكما قال جيفارا ذات مرة : مثل من يخون وطنه كمثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.