بيلوسي .. مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يستمر الصراع على الرئاسة ويأخذ أشكالاً عدوانيةً تنافسيةً أكثر، من خلال الإفراط في استخدام
تسميات من شأنها أن تزيل سمة التوسطية من الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين، مثل العولمة والوطنية. ويزعم منتقدو
الرئيس دونالد ترامب أنه سيدمر الديمقراطية الأمريكية إذا حصل على أربع سنوات أخرى من الحكم، بينما يقول آخرون إنه إذا فاز
جو بايدن، فإن الصين ستستحوذ على الولايات المتحدة بالكامل.
في الواقع، يتداول الناس خلال الحملة الانتخابية الأمريكية الحالية أشياء لا يتوقع المرء أن يسمعها في بلد ديمقراطية كالولايات المتحدة.
فمع تعمق الاستقطاب، تحتدم لعبة إلقاء اللوم من قبل الأطراف المتنافسة، كل على الآخر. ويكيل كل من ترامب وبايدن الاتهامات
لبعضهما على خلفية مزاعم بتزوير الانتخابات وإحداث انقلابات وإخراج ترامب من البيت الأبيض بالقوة. ويدعي ترامب الذي لم يعلن
بوضوح حتى الآن عن قبوله نتائج الانتخابات، أن الأصوات عبر البريد ستكون مزورة، ويزعم أن دولاً مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية
وإيران يمكن أن تتدخل في انتخابات 2020، عن طريق طباعة بطاقات اقتراع مزيفة وإرسالها إلى مراكز التصويت بالبريد.
كما قام بتعليل محاولته تعيين قاضٍ في المحكمة العليا ليحل محل الراحلة “روث بادر غينسبرغ” بالقول إنه سيتعين على المحكمة
حسم انتخابات 3 نوفمبر، وستكون هناك حاجة إلى تسعة قضاة.
يبدو أن الديمقراطية الأمريكية تواجه أزمة منهجية بالفعل، حيث يصعب حقاً تصديق أن أحد الطرفين يهدد بإرسال الجيش إلى البيت الأبيض،
رداً على الطرف الآخر الذي صرح بأنه سيسمح للمحاكم بالفصل في الانتخابات.
من الواضح أن مزاعم ترامب تدفع الديمقراطيين إلى الجنون، إضافة إلى احتمالية أن يكون بايدن مريضاً نظراً لندرة ظهوره للعلن، بالتزامن
مع اختفاء “كامالا هاريس” منذ فترة لسبب ما. لذلك اضطرت “نانسي بيلوسي” رئيسة مجلس النواب في النهاية، إلى تولي زمام الأمور
بنفسها وصرحت بالقول: “نحن نعرف بمن هو معجب. لكنني أذكّر سيدي الرئيس أنت لست في كوريا الشمالية. ولست في تركيا أو في روسيا”.
إقرأ إيضا : برلماني أمريكي يشكر تركيا على مساعداتها الطبية
إن إحدى ضرورات خوض الحملة الانتخابية الأمريكية بالإشارة إلى الزعماء والدول الأجنبية، تجسد المشكلة مع واشنطن. وللتوضيح،
فإن الشعب التركي ليس غريباً على السياسيين الغربيين الذين يتحدثون عن تركيا وعن الرئيس رجب طيب أردوغان خلال حملاتهم الانتخابية.
حدث هذا مرات عديدة منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومؤخراً، قام ترامب بالسخرية من بايدن بقوله إن خصمه لا يمكنه
التعامل مع القادة الأقوياء مثل أردوغان.
ومع ذلك، فإن محاولة “بيلوسي” مساواة تركيا بالأنظمة الشمولية في الصين وكوريا الشمالية أو المملكة العربية السعودية، التي قطّعت
أوصال الصحفي جمال خاشقجي وحولته إلى أشلاء بمنشار العظام، هي محاولة دنيئة جديدة. في الواقع، جاءت كلماتها على نفس
موجة تعهد بايدن بإزاحة أردوغان من السلطة من خلال دعم أحزاب المعارضة التركية بفاعلية.
لقد ارتأت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، المسؤولة عن أزمة الديمقراطية العالمية بسبب تشجيعها ودعمها للأنظمة الاستبدادية،
مقارنة سنوات أردوغان الطويلة في السلطة بـ”فلاديمير بوتين” و”كيم جونغ أون” بدلاً من مواجهة دولة قوية تسبب الاحراج لبلدها.
بغض النظر عن أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقيت في السلطة نفس الفترة تقريباً.
هناك أمر واضح لا بد من التأكيد عليه وهو أنه لا توجد دولة في العالم كله تم استهدافها بحملات التشهير الأيديولوجية أكثر من تركيا،
ولا يوجد زعيم تم استهدافه بشدة أكثر من أردوغان. مع أن أنقرة تعاملت مع الأزمات الإقليمية وحلت التوترات الداخلية من خلال
الانتخابات النزيهة منذ حوالي ست أو سبع سنوات.
إقرأ إيضا : ترامب يصف نانسي بيلوسي بالمجنونة
لكن غير الراضين عن القوة المتزايدة لتركيا، ضاعفوا عمليات الإستهداف المباشرة والغير مباشرة، واستمروا في تكرار نهجهم المقزز إلى الآن.
وبالحكم على تصريح “بيلوسي” المتهور نجد أن الديمقراطيين غير راضين عن حقيقة أن المؤسسة الأمريكية لم تعد تمتلك السيطرة
والتصرف بأية أدوات تخدم مصالحها في إعادة تشكيل السياسة التركية، مثل منظمة غولن الإرهابية.
وليكن معلوماً للجميع أن الاعتراف بنتائج الانتخابات في تركيا لا يساوره أدنى شك، فقادة بلدنا يُنتخبون من قبل الشعب الذي يصوت
لهم بملء إرادته. وهاهم أبناء الشعب التركي قاموا أمام العالم بأسره بالدفاع عن ديمقراطيتهم ضد محاولة انقلاب قام بها إرهابي،
لا يزال هو وأتباعه تحت الحماية الأمريكية في ولاية بنسلفانيا.
ولا يسعني في الختام إلا أن أحث “بيلوسي” وأذكرها بضرورة التركيز على أزمة الديمقراطية في الولايات المتحدة فقط. وعليها أن تمنع
غرورها ووقاحتها وجهلها من إسقاط مشاكل أمريكا على الآخرين، لأن ادعاء الغرب بـ “التفوق الديمقراطي” قد فقد مصداقيته منذ فترة
طويلة بفضل الرئيس السابق باراك أوباما والحالي ترامب.
.
بواسطة/ برهان الدين دوران
سياسة امريكا مثل سياسة البلطجي في العالم وهي سياسة منافقة و دجل و خداع . الديمقراطية والحرية مجرد غطاء لقتل الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها بحجة الدفاع عن حقوق الانسان والدليل تصرفاتهم وسياستهم في العالم كلا الحزبين مجرمين وقتلة النجاسة اخو البول. لمذا لا يوجد اكثر من حزبين في امريكا وهم يدعون الديمقراطية؟