تشير التقارير اليومية إلى تعمق الصراع الحالي بين أذربيجان وأرمينيا حول منطقة “ناغورنو- قره باغ”. وتفيد الأخبار بسقوط قتلى وجرحى
في كلا الجانبين، وبأن الجيش الأرميني يقتل المدنيين في الأراضي الأذربيجانية، كما في منطقتي “ترتر” و”فضولي”.
وأكدت العديد من قرارات الأمم المتحدة والتقارير الدولية بما لا يدع مكاناً للشبهة أن أرمينيا محتلة غاشمة لإقليم “ناغورنو- قره باغ”
حيث قامت بغزو الأراضي الأذربيجانية في أواخر الثمانينيات، وقتلت مئات المدنيين الأذربيجانيين في “خوجالي” في مذابح عام 1992.
وبحلول عام 1994 توقفت الأعمال العدائية لفترة وجيزة عندما طالب المجتمع الدولي بفرض حل دبلوماسي للأزمة التي لم تنطفئ
جذوتها بقبول العالم لحقيقة الاحتلال الأرميني الفعلي للمنطقة.
وأجد من المهم هنا الإشارة إلى أن احتلال منطقة “ناغورنو- قره باغ” مسألة حساسة للغاية بالنسبة لأذربيجان، إذ شهد هذا البلد الجميل
لسوء الحظ، الكثير من الرعب وقصص الحرب.
ففي عام 2009 قمت بزيارة “ناغورنو- قره باغ” كصحفيةٍ ممارسة، وتجولت في المنطقة وتعرفت عليها جيداً. وأستطيع القول إن آثار
الصراع خلفت دماراً واسعاً أحال مدينةً كـ”شوشا” التي تقع في المنطقة المحتلة من أذربيجان، التي كانت أجمل مدينة في البلاد، إلى
مدينة أشباح.
كما ذهبت أيضاً إلى “خوجالي”، حيث ارتكب الجيش الأرميني مذابح مروعة بحق المدنيين المحليين، ورأيت بأم عيني كيف أن السكان
الحاليين الذين قسرتهم حكومة “يريفان” على الاستيطان في الأراضي الخاوية، لا يعلمون شيئاً عن قصص الرعب والترويع التي عاشها
سكان المنطقة السابقون. وكان هذا الأمر بحد ذاته مؤلماً ومزعجاً للغاية.
وبالطبع لا يمكن إلقاء اللوم على المدنيين الذين تم تهجيرهم عنوةً من أرمينيا لاحتلال الأراضي الأذربيجانية في “خوجالي” والمناطق
المجاورة لها، لأن الحكومة الأرمينية بسياساتها العدوانية السافرة هي الملامة الوحيدة في هذا الاحتلال الذي ينتهك الأراضي ويقتل
المدنيين ويشردهم.
والأسباب التي تدفع تركيا لاعتبار هذه القضية أمراً حساساً للغاية، واضحة ومفهومة. فتركيا وأذربيجان تربطهما علاقات قرابة وصداقة
وثيقة، والشعب التركي يعيش اليوم حزن الأذربيجانيين وغضبهم على الجزء المحتل من بلادهم في منطقة “ناغورنو- قره باغ”.
ومن المهم الإشارة إلى أن الأتراك لديهم إخوة وأخوات وأصدقاء من الأرمن أيضاً. والسكان الأرمن في تركيا هم جزء لا يتجزأ من المجتمع
التركي، ولا يوجد أدنى رابط بين الغضب من سياسات الحكومة الأرمينية، ومشاعرنا تجاه مواطنينا الأرمن.
بالإضافة إلى أن القتال في “ناغورنو- قره باغ” ليس جديداً بل لطالما كانت هناك مواجهات عسكرية متقطعة بين الجانبين الأذربيجاني
والأرميني. لكن هذه هي المرة الأولى التي يتصاعد فيها الوضع إلى هذا الحد منذ عام 2016، بالرغم من وقوع هجمات في يوليو / تموز أيضاً.
وتقول مصادر موثوقة إن رئيس الوزراء الأرميني “نيكول باشينيان” بدأ الهجمات العسكرية بتشجيعٍ سريٍ من فرنسا وروسيا. وذلك لأن
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى جعل “باشينيان” المعروف بمواقفه المؤيدة للغرب، بحاجةٍ للدعم الروسي من خلال تزويد
الجيش الأرميني في الأشهر القليلة الماضية بالمدفعية والأسلحة.
لكن الواقع يظهر ندم “باشينيان” وأسفه على هذه الخطوة بعد أن استعادت أذربيجان بعض القرى التي كانت تحت سيطرة القوات
الأرمينية وسيطرت “باكو” على الأرض مجدداً.
ومع استمرار القتال الذي نأمل أن يتوقف قريباً وينهي المعاناة الإنسانية والدمار، لا بدّ أن يعترف المجتمع الدولي أنه ينبغي إعادة
الأراضي الأذربيجانية المحتلة. كما ينبغي للدبلوماسية أن تمهد الطريق للعودة إلى الحدود الأصلية لكلا البلدين، وهو السبيل الوحيد
لتحقيق العدالة وإنهاء النزاع بين البلدين.
.
بواسطة / ناجيهان ألتجي
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات بارزة عقب اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في…
أعلن رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، عن انسحابه من…
أعلن وزير العمل والضمان الاجتماعي في تركيا، وداد إشيكهان، أن الحد الأدنى للاجور لعام 2025…
تتخذ تركيا سلسلة من التدابير لمكافحة التضخم المرتفع، حيث انخفض التضخم السنوي إلى 47.09% مع…
بعد تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية التركية الأخيرة، تأثرت مختلف أنحاء البلاد بهطول أمطار غزيرة، عواصف،…
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية تقريرها الأخير حول حالة الطقس، محذرة من تقلبات جوية شديدة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.