تشكل الانتخابات الأمريكية التي تحدد الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة. أهمية كبيرة لدى تركيا بشأن العلاقات بين البلدين .
وتباينت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في الفترة الماضية. ورغم تعقيدات الملفات بينهما. فقد حافظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مسار جيد مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وفي عام 2018 تصاعد التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى ذروته. بسبب قضية القس الأمريكي أندرو برانسون، وصلت إلى عقوبات متبادلة بينهما.
وتجدد الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة عام 2019. بسبب العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ضد الوحدات الكردية المسلحة.
وشكّل شراء تركيا منظومة “أس400” الروسية، أحد أهم الأزمات في العلاقات بين أنقرة وواشنطن خلال فترة حكم ترامب. وطالب الكونغرس الأمريكي بفرض عقوبات على تركيا. وكان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ مع التوقيع عليها في أب/ أغسطس 2017.
ولكن الرئيس الأمريكي حافظ على العلاقات مع تركيا، وأعاق فرض عقوبات “كاتسا” عليها، إلى جانب عقوبات أخرى. فيما فضل لغة الحوار مع نظيره ترامب لتجاوز الإشكالات في ملفات أخرى.
ويرى مراقبون، أن العلاقات الودية بين ترامب وأردوغان، حافظت على مسار العلاقات بين البلدين بشكل جيد. رغم تعارض مصالحهما في السياسة الخارجية بملفات عدة لاسيما في سوريا.
وتختلف سياسة المرشح الديمقراطي جو بايدن، عن منافسه ترامب، بشأن العديد من القضايا مع تركيا. لاسيما في الملف السوري والمزاعم بالإبادة الجماعية للأرمن، وهاجم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي الرئيس التركي، ودعا إلى التعاون مع المعارضة التركية لإسقاطه. ما لاقى تنديدا واسعا لدى كافة الأطر التركية.
وفي قراءة للموقف التركي من الانتخابات الأمريكية، فإن أنقرة تفضل التعامل مع ترامب على بايدن الذي أظهر مواقف عدائية مؤخرا تجاه تركيا. لكن أوساط تركية ترى أنه لن يكون هناك اختلاف كبير بين ترامب وبايدن الذي يعرف تركيا جيدا، فالاختلافات بين البلدين ما زالت قائمة.
من جهته قال الدبلوماسي التركي، والسفير المتقاعد شكرو إلكداغ، إن بايدن ينظر إلى تركيا وخاصة الرئيس أردوغان بكراهية. ويبدي تعاطفه مع اليونان ومنظمة العمال الكردستاني.
وأشار في حوار مع صحيفة “سوزجو” التركية المعارضة، إلى أنه بالنظر إلى تصريحات ترامب وفريقه بالسياسة الخارجية حول تركيا خلال الحملة الانتخابية الجارية. سيظهر أن العلاقة بين أنقرة وواشنطن ستدخل فترة صعبة للغاية إذا فاز بايدن.
وأوضح، أن كافة خطابات بايدن حول سياسته الخارجية المستقبلية، تعكس أنه إذا تم انتخابه. فسوف يتبع خطا سياسيا متشددا وعدائيا ضد تركيا.
ولفت إلى أن بايدن، عارض العمليات العسكرية التركية في سوريا، ووصف اتفاق ترامب مع أردوغان في عملية ربيع السلام، التي أعطت تركيا منطقة آمنة. بأنه خيانة للأكراد وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أنه يدعم إقامة “حكم ذاتي” للوحدات الكردية المسلحة في الشمال السوري، وعندما كان نائبا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. قدم مقترحا بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات، والاعتراف بالإدارة الكردية لشمال العراق كدولة مستقلة.
ونوه الدبلوماسي التركي، إلى أن بايدن خلال حملته الانتخابية، انتقد أيضا سياسات أنشطة تركيا بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط. ودعم أطروحات اليونان وإدارة قبرص اليونانية، وشدد على التعاون مع الدول المتحالفة في شرق المتوسط (اليونان، إسرائيل، مصر، فرنسا) وضرورة عزل تركيا هناك.
وأشار إلى أن بايدن يدعم فرض عقوبات “كاتسا” على تركيا إذا لم تتخل عن منظومة “أس400” الروسية، كما أنه يقر بضرورة الاعتراف الأمريكي بالإبادة الجماعية للأرمن. وينتقد إعادة “آيا صوفيا” إلى مسجد، ويعارض الاحتفاظ بالرؤوس الحربية النووية الأمريكية في قاعدة إنجرليك.
واستدرك الخبير التركي، بأن بايدن المعروف بـ”المعلم” في السياسة الخارجية، جاء إلى تركيا أربع مرات أثناء توليه منصب نائب الرئيس. ورغم مواقفه المتحيزة، فقد كانت لديه فكرة جيدة عن القيمة الجيوستراتيجية لتركيا ووزنها الجيوسياسي كقوة في الشرق الأوسط والبلقان وحوض البحر الأسود.
وأوضح أن بايدن، أمام هذه التوازنات، قد يقوم بتقييم العلاقات التركية الأمريكية بعين أكثر موضوعية وتوازنا. وإظهار مقاربات عملية في ضوء التوازنات العالمية والمصالح الأمريكية.
من جهته قال الكاتب التركي، هاكان تشليك، في تقرير له على صحيفة “بوستا” التركية،إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن تكتنفها اختلافات عميقة، في قضايا عدة منها سوريا والعراق ومنظمة العمال الكردستاني. ومنظمة غولن، بالإضافة إلى المواقف تجاه ليبيا والقضية القبرصية وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف أنه بعد شراء تركيا لمنظومة “أس400” الروسية قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات “كاتسا” على تركيا، لكن ترامب لم ينفذها حتى الآن.
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود مسار وعر بين أنقرة وواشنطن، إلا أن اتفاق ترامب مع الرئيس رجب طيب أردوغان حول العديد من القضايا كفل استمرار العلاقات بينهما. حتى إنهما حددا هدفا تجاريا بقيمة 100 مليار دولار رغم الاختلافات بين البلدين.
ولفت إلى أنه إذا تم انتخاب بايدن، فإن هناك تصورا من أن يختفي “الحوار الحميم” بين الرؤساء. وظهور بيت أبيض معاد لتركيا.
وأوضح أن فوز بايدن يمكن أن يؤدي إلى تعزيز سياسة حزب العمال الكردستاني ومنظمة غولن، ووقوف قيادة القوات المركزية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (CENTCOM) في وجه تركيا.
وتابع، بأن واشنطن قد تدير ظهرها لتركيا، وتقف مع البلدان التي لديها مشاكل معها. لاسيما اليونان وقبرص اليونانية وأرمينيا.
وأضاف أن قضية “بنك خلق” التي ليست على الأجندة في الوقت الحالي. قد يعاد فتحها في عهد بايدن من جديد.
ورأى أنه بالنسبة لأنقرة، ينظر إلى أن احتمال فوز بايدن قد يكون بداية لفترة مضطربة إلى حد ما في العلاقات.
ورغم ما سبق، فإن تركيا تفضل الانتظار لما بعد الانتخابات الأمريكية، والنتيجة المترتبة عنها. لمتابعة التحولات في السياسة الخارجية الأمريكية سواء في ظل ترامب أو بايدن.
فرغم تغلب ترامب وبايدن، على الكثير من العقبات، فإن الاختلافات بين البلدين ما زالت قائمة، وأهمها النظر في قضية “بنك خلق” في الأشهر المقبلة. وأن تركيا ستقوم بتفعيل “أس400” من عدمه، والتعامل الأمريكي سواء في ظل وجود ترامب أو بايدن. والتحركات الأمريكية في شمال شرق سوريا وتوحيد الأكراد، والتهديد التركي بشن عملية عسكرية جديدة هناك. الانتخابات الانتخابات
.
المصدر/ arabi21
مع اقتراب شهر يناير، أصبح تاريخ إغلاق المدارس في تركيا موضوعًا يثير اهتمام الطلاب وأولياء…
أعلن البنك المركزي التركي عن خطط لإنهاء برنامج "الحسابات المحمية بالليرة التركية" (KKM) بحلول عام…
وصل تقرير جديد من الأرصاد الجوية حول حالة الطقس. وذكر التقرير أن درجات الحرارة ستكون…
كشفت تحقيقات السلطات في تركيا بحادثة وفاة غامضة بمدينة دنيزلي أن السبب وراء الوفاة هو…
عُثر على جثة رجل في ولاية تشوروم التركية داخل منزله، حيث وُجد ميتًا في ظروف…
أجرت شركة اسال "ASAL" للأبحاث٬ استطلاعًا للرأي حول "أهم مشكلة في تركيا"، حيث أجاب 58.1%…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.