كيف تنظر تركيا لفوز بايدن .. هل يختلف عن كلينتون وأوباما؟
قرأ محللون أتراك، إمكانية انعكاس فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ، على العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مؤكدين على أنها لن تكون أفضل حال من السابق.
وقال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، في مقال على صحيفة “حرييت”، إن تصريحات بايدن بالشأن الداخلي التركي. وإبداء الدعم للمعارضة المناهضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نجم عنها ردود أفعال قاسية، وزاد الانزعاج أضعافا لأن بايدن كان نائب الرئيس الأمريكي. خلال محاولة الانقلاب بتركيا في تموز/ يوليو 2016.
وأضاف أنه “زاد الطين بلة” بتصريحاته، بأنه سيفرض عقوبات على تركيا بسبب المنظومة الصاروخية “أس400”.
وذكّر الكاتب التركي، بأن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون تمكن من حل أزمة جزيرة “كاراداك” بين أنقرة وأثينا. كما أنه كان له دور فعال في عملية تسليم زعيم منظمة العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لتركيا.
ولفت إلى أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة كانت إيجابية للغاية في فترة الرئاسة الأولى لباراك أوباما. وقد كان الرئيس أردوغان الزعيم الذي التقاه أكثر من غيره بذلك الوقت.
وأشار سيلفي إلى أنهم كانوا سعداء عندما انتخب أوباما لولاية ثانية، ولكن المثير بأن العلاقات بين أنقرة وواشنطن انقلبت في تلك الفترة. عن تميزها في ولايته الأولى.
وأضاف أن تركيا تعرضت لمحاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو مع قرب رحيل أوباما عن البيت الأبيض، وكانت الولايات المتحدة تقف خلفه.
ونوه إلى أن تركيا كانت مستاءة عندما فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تبنى خطاب كراهية الإسلام. ولكن ولايته تميزت بعلاقات قوية من خلال أردوغان، وصلت لإعاقة فرض عقوبات بسبب “أس400″ و”بنك خلق”.
واستدرك أنه لا يمكن نسيان أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة. وقيادة عمليات التطبيع بين الاحتلال ودول عربية أيضا كانت بإشرافه.
وأكد أنه إذا فاز ترامب أو بايدن، المهم في الأمر هي المصالح التركية. لافتا إلى أن أنقرة تتابع الانتخابات الأمريكية عن كثب مثل الانتخابات التركية.
ولفت إلى أن أنقرة قامت بدراسة سيناريوهات في حال فوز أو خسارة بايدن أو ترامب، وسط تفاؤل حذر.
من جهته لم يستبعد الكاتب التركي، محرم ساريكايا، في مقال على صحيفة “خبر ترك” . أنه لن يتم الحصول على نتائج الانتخابات الأمريكية لفترة أطول عن السابق.
ولفت إلى أنه وبالنظر لأنقرة، فلن تحصل تغييرات كثيرة بالعلاقات إذا تمكن ترامب من الاستمرار في منصبه. لكن التوترات في منطقة الشرق الأوسط ستستمر وتتزايد.
وأضاف أن الكثيرين في تركيا يتفقون أن فوز بايدن المحتمل قد ينجم عنه مشاكل أكبر مع تركيا عما كانت عليه في عهد ترامب.
ونوه إلى أن ترامب بعد توليه منصبه، أبعد العديد من الشخصيات في وحدات الشؤون الخارجية والاستخبارات كانت تمثل مشكلة بالنسبة لتركيا. وكانوا يعملون ضمن فريق بايدن الذي إن فاز فستكون العلاقات مع أنقرة أكثر سوءا.
وأشار إلى أن بايدن على دراية جيدة بتركيا، ويعرف تماما كيف يقود مسار العلاقات معها، ولكن بالمحصلة. فإنها ليست دولة من الدول الصغيرة في أفريقيا أو العالم.
وأكد أن بايدن لا يمكنه تجاهل ثقل تركيا الجيوسياسي، وأن لديها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي “الناتو” لاسيما في هذا الوقت. “الذي تم فيه إعادة ترتيب الأحجار في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأوضح أنه بالتأكيد سيكون هناك خلافات بشأن “إس400” وقضية “بنك خلق” وشرق المتوسط والأكراد في سوريا. ولكن لا ينبغي نسيان أن أوباما قال إنه سيكون أول رئيس يعترف بما يسمى الإبادة الجماعية للأرمن خلال فترة دعايته الأولى. لكنه لم يتخذ أي خطوات في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أن السنوات الأولى لكلينتون وأباما، تميّزت بعلاقات جيدة بين واشنطن وأنقرة، وعليه من سيفوز لن يجلب الربيع بالنهاية لتركيا. مذكرا أنه لا صداقات ولا عداوات دائمة بين البلدان لأن لغة المصالح هي التي تغلب.
.
المصدر/وكالات