ومن الغريب أن أول رسالة تهنئة تلقاها بايدن من تركيا لم تكن من الحكومة بل من زعيم أكبر أحزاب المعارضة حزب الشعب الجمهوري كمال قيليجدار أوغلو الذي غرد عبر تويتر بالتركية والإنجليزية قائلا. “أهنئ بايدن ونائبته هاريس على انتخابهما وأتمنى بهذه المناسبة تعزيز علاقة الصداقة والتحالف الاستراتيجي بين تركيا وأمريكا”.
من المفترض في الطبيعي أن نعلق على هذه العبارات بجملة من قبيل “وما الغريب في ذلك؟ إنها رسالة تهنئة عادية”. لكن عندما نتذكر تصريحات بايدن مطلع العام الجاري التي تتحدث عن التحالف مع المعارضة التركية وإسقاط أردوغان. نجد أن عبارات كيليجدار أوغلو تفتح الباب أمام تفسيرات متعجلة من قبيل “أنا مستعد، هيا نفذ ما وعدت”.
ألا نشعر منذ يوم الثلاثاء أن المناخ المسيطر على تركيا هو أنه “إذا فاز بايدن سيكون حزب الشعب الجمهوري قد فاز بالتبعية؟”
بيد أن هذا الجانب ليس هو أكثر الجوانب التي تثير الفضول من حيث العمل الصحفي خلال هذه الأيام. لذا سيكون من الأفضل أولا أن ننقل إليكم الصورة قرائي الأعزاء من خلال نظرة المسؤولين في مختلف الجهات داخل تركيا.
هل دعم حزب العدالة والتنمية التركي حملة بايدن؟
وجهت أمس في لقاء على قناة D (دي) مع السيد فؤاد أقطاي نائب رئيس الجمهورية أسئلة حول نتيجة الانتخابات الامريكي. فأجابني أقطاي بأن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية لن تتغير عندما يتغير الرئيس. مشيرًا أنهم ينظرون للعلاقات مع واشنطن على أساس كل مسألة وقضية على حد أكثر من أن تكون قائمة على الأشخاص، فقال:
“لدينا مع واشنطن مسائل أساسية تربطنا وهي ليست مرتبطة بالأشخاص. وبغض النظر عمن يحكم الولايات المتحدة فإن قنوات تواصلنا مع جميع الهيئات والمؤسسات على المستوى الدبلوماسي ورئيسي الدولتين مفتوحة وستستمر في أداء دورها”.
وعندما نتحدث عن هذه المسائل الأساسية سنجد أننا أمام مسألتين أساسيتين تتعلقان بالإرهاب. الأولى رعاية واشنطن لمنظمة غولن الإرهابيّة العقل المدبر لمحاولة انقلاب 15 تموز والثانية دعمها لتنظيم بي كا كا/ي ب ك وأنشطته على حدود تركيا الجنوبية.
وعندما تحدث أقطاي عن علاقة واشنطن بالتنظيمات الإرهابية ودعهما لها شدد على موقف تركيا الصحيح والمحق في هذا الصدد وأضاف:
“لقد عشنا محاولة انقلاب فاشلة. إن العقل المدبر لهذه المحاولة يعيش في أمريكا وليس هناك شيء طبيعي بقدر مطالبة تركيا بتسليمه. فهذه الوتيرة التي بدأت منذ وقت طويل ستستمر كذلك مع الإدارة الجديدة عندما نزيد ضغطنا لتسليمه. ونأمل ألا تواصل أمريكا التعاون مع التنظيمات الإرهابية وترجح على ذلك التعاون مع الدول والحكومات”.
وأضاف أقطاي في معرض حديث عن الوضع في الشمالي السوري “.في اللحظة التي نلاحظ فيها وجود تهديد فإننا نتحدث أولًا ثم نفعل ما يلزم ونتحرك استنادًا للحقائق التي على الأرض”. وهي الكلمات التي بعث بها رسالة مفادها أنّ تركيا لن تتراجع عن تصميمها مهما فعلت الإدارة الامريكية الجديدة.