وتصف ورقة بحثية نشرها المعهد الإيطالي للسرطان (INT) وجود أجسام مضادة محايدة لـ SARS-CoV-2. في دم مأخوذ من مرضى أصحاء في إيطاليا في أكتوبر من العام الماضي خلال تجربة فحص سرطان الرئة.
وإذا كانت البيانات صحيحة، فإنها ستغير تاريخ الوباء وتثير أسئلة حول متى وأين ظهر الفيروس الذي وقع التعرف عليه لأول مرة في مدينة ووهان بوسط الصين في ديسمبر الماضي.
لكن العديد من العلماء الذين قابلتهم وكالة رويترز، قالوا إن هناك حاجة لمزيد من الدراسة والبحث.
وقال مارك باجل، الأستاذ بكلية العلوم البيولوجية بجامعة ريدينغ البريطانية: “هذه النتائج تستحق الإبلاغ عنها. ولكن في الغالب يجب أن تؤخذ على أنها شيء يجب متابعته بمزيد من الاختبارات”.
وأضاف: “كان جميع المرضى في الدراسة من دون أعراض على الرغم من أن معظمهم تتراوح أعمارهم بين 55 و65 عاما وكانوا مدخنين. وقد تكون هذه عادة مجموعة عالية الخطورة لكوفيد-19، لذلك من المحير لماذا كان جميع المرضى دون أعراض”.
ويخطط المؤلف المشارك في الدراسة وزملاؤه لمزيد من التحقيقات، ودعا العلماء في جميع أنحاء العالم للمساهمة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الفيروس التاجي الجديد المسسب لمرض الجهاز التنفسي “كوفيد-19”. لم يكن معروفا قبل الإبلاغ عن تفشيه في ووهان. لكنها قالت إن احتمال أن يكون الفيروس “انتشر بصمت في مكان آخر” لا يمكن استبعاده.
وتعتقد الصين أن الدراسة الإيطالية تظهر أن تتبع أصل الفيروس عملية مستمرة قد تشمل العديد من البلدان.
وتم الكشف عن أول حالة إصابة بكوفيد-19 في إيطاليا في 21 فبراير في بلدة صغيرة بالقرب من ميلانو في المنطقة الشمالية من لومباردي. ولكن النتائج التي توصل إليها الباحثون الإيطاليون تظهر أن 11.6% من 959 متطوعا سليما مسجلين في تجربة فحص السرطان بين سبتمبر 2019 .ومارس 2020 كانت لديهم علامات على أنهم واجهوا بالفعل فيروس SARS-CoV-2، ومعظمهم قبل فبراير بكثير.
وأجرت جامعة سيينا اختبارا إضافيا للأجسام المضادة لـ SARS-CoV-2 لنفس الورقة البحثية. والتي تسمى “الاكتشاف غير المتوقع للأجسام المضادة لـ SARS-CoV-2 في فترة ما قبل الجائحة في إيطاليا”.
وأظهرت أنه في ست حالات كانت الأجسام المضادة قادرة على قتل SARS-CoV-2. ويعود تاريخ أربع حالات إلى أكتوبر 2019، ما يعني أن المرضى أصيبوا في سبتمبر.
وقال إنريكو بوتشي، عالم الأحياء والأستاذ المساعد في جامعة تمبل في فيلادلفيا: “هذا الرقم (6) متوافق تماما مع أخطاء الاختبار والضوضاء الإحصائية. لهذه الأسباب، يبدو لي أن الأدلة المقدمة لدعم مثل هذا الادعاء غير العادي ليست قوية بما يكفي”.
وقالت أنتونيلا فيولا أستاذة علم الأمراض العامة بجامعة بادوفا لرويترز. : “الكثير من اللغط بشأن لا شيء. هذه مشكلة خطيرة مطروحة”.
وأوضح كلا العالمين الإيطاليين أن اختبار الأجسام المضادة تم تصميمه داخليا ولم يتم التحقق من صحته من قبل باحثين آخرين في مراجعة الأقران.
وشرح ستيفن غريفين، الأستاذ المساعد في جامعة ليدز. : “أن يكون هناك وباء (وإن كان على ما يبدو دون أعراض) بهذا الحجم في إيطاليا ولم يلاحظه أحد، سيكون مشكلة خطيرة بالفعل”.
وأشار جوناثان ستوي، قائد المجموعة في معهد فرانسيس كريك. : “أظهرت تقارير حديثة أخرى أن فيروسات كورونا الموسمية يمكن أن تثير أجساما مضادة متقاطعة”.
وقال أندرو بريستون، المحاضر في علم الأمراض الجرثومية بجامعة باث. لرويترز: “أعتقد أننا بحاجة إلى دليل قاطع حقا على أن تلك العينات تلتقط كوفيد-19، وأن تلك الأجسام المضادة لم يتسبب فيها فيروس آخر”.
وأضاف أنه فوجئ بأن هذه المتطلبات ليست ضرورية لنشر ورقة بحثية. وتابع: “لكن من الممكن تماما الذهاب بعيدا وإجراء تلك الاختبارات الإضافية والعودة وإظهار ذلك”.
ويخطط المدير العلمي للمعهد الإيطالي للسرطان .والمؤلف المشارك للدراسة لمزيد من التحقيق في التاريخ السريري لمرضى الدراسة.
وصرح جيوفاني أبولون لرويترز: “نحن بحاجة إلى فهم ما إذا كانت لديهم أعراض المرض .. إلى أين ذهبوا، إذا كانوا على اتصال بالصين”، داعياً الزملاء على مستوى العالم إلى “فتح قواعد بياناتهم وإجراء أبحاث بأثر رجعي”.