وكان كليجدار أوغلو، انتقد مشروع الميزانية الحكومية لعام 2021، خلال جلسة البرلمان. مضيفا: “في أول انتخابات مقبلة سنجلب الديمقراطية، وسنحقق العدالة والكفاءة، وسيعلم العالم بأكمله قيمة الجهد الذاتي لنا. وسننقذ الجمهورية التركية من المرابين في لندن، وعلى الجميع أن يعرف هذا”.
تصريحات كليجدار أوغلو، أثارت حفيظة نواب في العدالة والتنمية، الذين أجابوا بسخرية. : “فلتكن أنت المرشح” للرئاسة التركية، ليرد: “من قال لكم بأني قد أكون مرشحا أم لا؟”، في إشارة لاحتمالية نيته الترشح فعلا.
وفي تعليقه على خطاب كليجدار أوغلو، قال حليف أردوغان، زعيم الحركة القومية، دولت بهتشلي .بسخرية: “لقد كان خطابا جيدا للغاية، علمنا فيه أن المرشح الرئاسي لتحالف الذل هو كمال كليتشدار أوغلو”.
أما الرئيس التركي رجب طيب أروغان، فرد بسخرية أيضا أمس الأربعاء قبيل ذهابه إلى .أذربيجان: “إذا كان كليتشدار أوغلو مرشحا، فسيكون قرارا صائبا لحزبه وبلادنا”.
وينظر مؤيدو حزب العدالة والتنمية بحفاوة إذا ما قرر كليجدار أوغلو ترشيح نفسه في منافسة أردوغان على الرئاسة التركية عام 2023. ويفسر ذلك بأنه في إطار أن الزعيم المعارض الذي يقود حزب الشعب الجمهوري منذ عام 2010، لن يكون خصما قويا أمام الرئيس التركي.
ورغم زعامته لحزب الشعب الجمهوري، لكنه خلال السنوات الماضية، كان يرفض خوض سباق المنافسة مع الرئيس التركي. وفي انتخابات عام 2018، قدّم محرم إنجه من حزبه لخوض غمار الانتخابات.
وتسود الخلافات داخل “الشعب الجمهوري”، وتزايدت بالآونة الأخيرة، وسط انقسامات واستقالات يشهدها الحزب، ومن المتوقع بأن يقوم محرم إنجه بتشكيل حزب جديد والمشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وقال الكاتب الصحفي أحمد هاكان، إن ترشيح كليتشدار أوغلو الرئيس التركي السابق عبد الله غل. أو زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، سيحدث أزمة كبيرة في قاعدته الحزبية. كما أن محرم إنجه قد يضطر للترشح لإفساد ما يخطط له زعيم حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف في مقال على صحيفة “حرييت”، أن كليتشدار أوغلو إذا رشح أكرم إمام أوغلو (رئيس بلدية إسطنبول) .أو منصور يافاش (رئيس بلدية أنقرة) فإن الحزب قد يخسر أصوات إحدى الولايتين.
وأشار إلى أن تحالف المعارضة أمام خيارين، الأول ترشيح كليتشدار أوغلو لمنافسة الرئاسة، أو يقوم كل حزب فيه بترشيح مرشح له.
من جهته قال الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، إن كليتشدار أوغلو بذل جهودا كبيرة ليكون غل المرشح الرئاسي لكل .المعارضة في انتخابات حزيران/ يونيو 2018، ولكن مع إعلان زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار الترشح للرئاسة. فشلت خطة “المرشح المشترك”، وكان محرم إنجه مرشح حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف في مقال على صحيفة “حرييت”، أنه رغم مرور عامين على انتخابات 2018، يبذل كليتشدار أوغلو كل طاقته في حماية تحالف الأمة (المعارضة). ويخطط لتوسيع التحالف ليشمل حزب المستقبل (برئاسة أحمد داود أوغلو)، وحزب الديمقراطية والتقدم (برئاسة علي باباجان).
وأكد الكاتب، بأنه يمكن القول إن فكرة ترشيح مرشح مشترك ضد أردوغان في انتخابات عام 2023 هي أهم مشروع في حياة كليتشدار أوغلو السياسية.
وتابع، بأنه إلى جانب غل، يذكر اسم علي باباجان أيضا من مرشحي الرئاسة لكليتشدار أوغلو، إلى جانب أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش.
وأشار إلى أن إشارات كليتشدار أوغلو حول ترشحه للرئاسة أعادت التفكير في الحسابات على جبهة المعارضة. مستبعدا بالوقت ذاته بأنه قد يترشح للرئاسة.
وأوضح أن كليتشدار أوغلو سيسعى لتنفيذ مشروع المرشح المشترك حتى اللحظة الأخيرة.
ورأى أن الرئيس التركي سيكون سعيدا للغاية إذا قرر كليتشدار أوغلو منافسته على الرئاسة عام 2023. وإذا سئل من تفضل للمنافسة معه عام 2023، فإنه مع أن يكون زعيم حزب الشعب الجمهوري.
إذا سئل أردوغان عمن يرغب في التنافس معه في عام 2023، فإنه يفضل كيليكداروغلو كأول أنيق.
وبعد كلمته في البرلمان التركي، استدرك كليتشدار أوغلو حديثه بالقول، إن “الترشح للرئاسة ليس مسألة أقررها لوحدي. يوجد لدينا تحالف الأمة، وسنقرر مع بعضنا بهذا الشأن، وإعلان ترشيحي دون التشاور مع شركائي بالتحالف يعتبر قلة احترام لهم. وما حدث أنني رددت على نواب حزب العدالة والتنمية”.
وقال عبد القادر سيلفي، في مقال آخر، إن كليتشدار أوغلو اضطر للإدلاء بهذا التصريح خشية من تفكك تحالف الأمة، مضيفا بأنه لم يتخل عن غل كمنافس لأردوغان.
وأضاف الكاتب، أن كليتشدار أوغلو لم يتخل عن خطته بمواجهة أردوغان عبر “غل”. ولكن إذا كان أداء علي باباجان حتى ذلك الوقت أفضل، فربما يفضله بدلا من الرئيس التركي السابق. ولكن الخطة “أ” لدى زعيم حزب الشعب الجمهوري هي ترشيح “غل” كمرشح مشترك.
واستدرك الكاتب بأن كليتشدار أوغلو يواجه معضلة، بأن قواعده الحزبية ترفض عبد الله غل، ويفضلون ترشيح إمام أوغلو أو يافاش.
ولفت إلى أن هناك معضلة أخرى أمام “غل”، تتمثل بزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار. والتي على الرغم من دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي لها للانضمام لتحالف الجمهور، فإنه على ما يبدو بأن لديها مخططات بشأن الرئاسة المقبلة.
وأضاف أنه إذا لم تنجح أكشنار بأن تكون مرشحا مشتركا لتحالف المعارضة، فإنها قد تدعم إمام أوغلو أو يافاش.
من جهته قال الكاتب التركي، محمود أوفر، إن تصريحات كليتشدار أوغلو كانت مفاجئة. لأنه كان صاحب فكرة أنه على رؤساء الأحزاب ألا يكونوا مرشحين.
وأضاف أوفر، في مقال على صحيفة “ًصباح”، أن كليتشدار أوغلو يرى نفسه بأنه فاعل سياسي لا يمكنه الفوز في الانتخابات الرئاسية. ولذلك فضل ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو عام 2014، وحاول فرض عبد الله غل عام 2018.
وأشار إلى أن تصريحات كليتشدار أوغلو حفّزت أنصار حزب الشعب الجمهوري، فالبعض منهم يرى أنه سيخسر. ما يعني اقترابه من نهايته السياسية، مما يفتح المجال أمام آخرين داخل الحزب. مضيفا أنهم يرون بأنه لن يفوز في انتخابات الرئاسة سواء كانت مبكرة أم تم عقدها عام 2023.
ولفت إلى أن مجموعة أخرى ترى بأن كليتشدار أوغلو يستعد للترشح وسيفوز في الانتخابات، وأن فوز أكرم أوغلو. ومنصور يافاش أو محي الدين بوجيك (رئيس بلدية أنطاليا) الذين هم من الأعضاء التقليديين بالحزب، الأمر الذي لم يكن في الحسابات، زاد من ثقة كليتشدار أوغلو بنفسه. كما أن حزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي سيدعمانه، مضيفا أن كلا المجموعتين تدعمان ترشيح كليتشدار أوغلو للتنافس ضد أردوغان على الرئاسة.
.
المصدر/ arabi21