هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى بسبب الفعالية التي أقامتها البلدية بذكرى وفاة رجل الدين الصوفي المعروف جلال الدين الرومي.
وفي 17 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أحيت بلدية إسطنبول التي يترأسها إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري. الذكرى الـ747 لوفاة جلال الدين الرومي، وبدلا من اللغة العربية كما كان متعارفا طوال سنوات طويلة. تم رفع الأذان وقراءة القرآن الكريم والأدعية باللغة التركية، ما أثار جدلا واسعا بالبلاد.
وعلّق الرئيس التركي أردوغان ، على الفعالية بالقول، إنه “لفهم عقلية حزب الشعب الجمهوري. نحن بحاجة للنظر إلى بعض الممارسات التي حدثت بالأيام الأخيرة. وقد حاولت هذه العقلية مؤخرا تحت غطاء الذكرى السنوية لوفاة مولانا، تدمير التقاليد التي تعود لقرون”.
وأضاف: “شهدت مدينة إسطنبول حادثا غريبا يتمثل بقراءة القرآن ورفع الأذان باللغة التركية”. مشيرا إلى أن “هذه العقلية هي ذاتها التي انزعجت من إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة، وبناء مسجد اتشاملجا. وقد رأينا هذه العقلية التي تتجنب قول “الله أكبر” و”لا إله إلا الله”، و”صدق الله العظيم” (باللغة العربية)، قد عادت من جديد بعد 70 عاما”.
وتابع موجها حديثه إلى أمام أوغلو دون ذكر اسمه: “على ما يبدو أنهم تواقون كثيرا للعودة إلى حقبة الحزب الواحد. لكننا لا نسمح لأي شخص بأن يتطاول على معتقداتنا وثقافتنا”.
وأضاف: “هناك قاعدة مهمة لدى الصوفية تقول “كن مؤدبا”، وعليك الانتباه أو التحكم بتصرفاتك ولغتك.وإلا ستكون نهاية ذلك سيئة، وإن كنت تؤمن بالقرآن الكريم فعليك إظهار الاحترام الواجب”.
اقرأ أيضا: إمام أوغلو يثير جدلا.. قرآن وأذان بالتركية في حفل ديني
ووجه أردوغان رسالة لإمام أوغلو قال فيها: “لا فائدة من قيامك قبل الانتخابات. بالذهاب إلى مسجد أيوب سلطان وفتح القرآن الكريم وقراءة جزء من سورة ياسين بشكل صحيح”. متسائلا: “لماذا لم تقرأها باللغة التركية؟.. يا ليتك فعلت ذلك”.
وقال: “إذا أردت اتباع مسار مولانا أو أي مرشد آخر، فعليك الالتزام بالتقاليد، وبالنسبة للمسلمين. دع العلماء يقررون لهم كيفية قراءة القرآن ورفع الأذان، فأنت لا تفهم شيئا في هذه الأمور”.
وأضاف: “والإساءة للرموز الدينية بحسابات أو غايات تجارية وسياحية رغم عدم مطالبة الشعب بذلك لا تعتبر إلا نوايا سيئة”.
وأشار إلى أنه “إذا كان هناك حساب للعودة إلى الممارسات الفاشية في حقبة الأربعينيات. نقول بأن هذا خطأ، وهذه الحسابات تذهب إلى إعادة تأسيس محاكم الاستقلال”.
ولفت إلى أنهم لن يتسامحوا مع أي هجوم يستهدف ثقافة وتاريخ ومعتقدات البلاد. مضيفا: “سنواصل الرد عليهم بالطريقة التي يستحقونها، وأمتنا ستعطيهم الدرس المناسب من خلال صندوق الاقتراع”.
يشار إلى أنه في عام 1932 بدأ حظر الأذان باللغة العربية. وفي سنة 1941 تم تشريع قانون في البرلمان التركي بعهد الرئيس التركي عصمت إينونو، ورئيس وزرائه رفيق صيدام. بحظر الأذان بشكل كامل، ليستمر الحظر حتى وصول الحزب الديمقراطي برئاسة عدنان مندريس إلى السلطة عام 1950.
يذكر أن مطالبات حزب الشعب الجمهوري، بشأن رفع الأذان وقراءة القرآن لم تكن غائبة طوال السنوات الماضية. ففي عام 2018، طالب النائب في الحزب المعارض أوزتورك يلماز، بقراءة القرآن ورفع الأذان باللغة التركية، لكي تكون مفهومة لدى الناس. معتبرا أن قراءتها باللغة العربية يعد احتقارا للغة التركية.
ويقصد بمحاكم الاستقلال، تلك التي أنشأها حزب الشعب الجمهوري “الحزب الواحد في تركيا” في ذلك الوقت، وكان يتم استغلالها لتصفية المنافسين السياسيين وكل من يعارض قرارات الحزب الحاكم حينها.
.
المصدر/ arabi21