تواصل الطائرات المسيرة التركية ، إثارة الجدل في بلدان وبرلمانات الاتحاد الأوروبي، وكان آخرها في البرلمان الألماني.
وأعاد سطوع نجم المسيرات التركية إلى الواجهة النقاش المعقد بين أحزاب البرلمان الألماني حول ضرورة تطوير برنامج للطائرات المسيرة القتالية وهو محل خلاف قديم داخل البرلمان.
ودار نقاش حول إمكانية بناء تحالفات أوروبية لتطوير طائرات مسيرة قتالية. وحول مدى مساهمة بعض التقنيات الألمانية في صناعة المسيرات التركية. لكن أيضاً وعلى غرار بريطانيا لم يصرح أي طرف بوجود أي نية ألمانية لشراء المسيرات التركية.
وتدور نقاشات حول فعالية المسيرات التركية وضرورة تحرك برلين لتطوير قدراتها في هذا المجال.
وفي سياق متواصل، أشاد تقرير في صحيفة “دي فيلت” الألمانية واسعة الانتشار. بالإنجازات التي تحققها تركيا في المجال العسكري بعد أن أصبحت واحدة من الدول الرائدة عالميًا في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة المسلحة.
التقرير الذي حمل عنوان “TB2 التركية تحقق ثورة في الحروب”، وصف طائرات “بيرقدار تي بي 2” التركية بأنها رخيصة السعر وفتاكة. حيث قالت الصحيفة إن تركيا أصبحت واحدة من الدول الرائدة في تكنولوجيا الطائرات المسيرة المسلحة. ونجحت استراتيجيتها في هذا الصدد في تغيير ميزان القوى العسكرية في الشرق الأوسط لصالح أنقرة بشكل ملحوظ.
وبنفس الطريقة، دار نقاش كبير حول المسيرات التركية في إيطاليا وأبرزت الصحافة الإيطالية مراراً تفوق تركيا في هذا المجال. وفي ظل وجود تقارب تركي إيطالي برز في الأزمة الليبية ومشاهدة إيطاليا عن قرب كيف تمكنت المسيرات التركية. من قلب مسير المعركة في ليبيا يتكهن البعض في تركيا بإمكانية أن تفكر روما بشراء المسيرات التركية. إلا أن هذا التقدير لا تدعمه أي تقارير معلوماتية رسمية بعد.
وطوال الأشهر الماضية، شهدت الكثير من الدول الأوروبية نقاشاً معمقاً انتقل من أروقة الصحافة. والرأي العام إلى البرلمانات ووزارات الدفاع والحكومات حول التفوق التركي في الطائرات القتالية المسيرة، وسط دعوات لسرعة التحرك. من أجل الحفاظ على عدم تغير ميزان القوى لصالح تركيا وتحركات للبدء ببرامج من أجل صناعة مسيرات قتالية. تتفوق على المسيرات التركية التي أثبتت تفوقها في سوريا وليبيا وأذربيجان.
ومؤخراً، صرّح وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك، أن مسيّرات “بيرقدار” و”العنقاء” التركية ستحلق في الأجواء الأوروبية قريبا. في تصريح فهم على أنه بمثابة إعلان غير رسمي بأن دولاً أوروبية تستعد لشراء المسيرات التركية. وهو أمر لم يعلن عنه سابقاً.
وفي السنوات الماضية، حققت المسيرات التركية نجاحات على نطاق واسع. وبالأخص خلال العمليات العسكرية التي قام بها الجيش التركي في سوريا، وليبيا. ولاحقاً قدمت هذه المسيرات أداءً لافتاً في الحرب التي خاضتها أذربيجان ضد أرمينيا في إقليم “قره باغ.”
وعقب هذه النجاحات، اتجهت العديد من الدول لشراء المسيرات التركية من طراز “بيرقدار”. حيث أعلن رسمياً عن شرائها من قبل قطر وأذربيجان، وامتلكتها حكومة الوفاق الليبية. ولاحقاً اشترتها أوكرانيا التي اتجهت مؤخراً لشراء أعداد جديدة منها والاتفاق على برنامج للإنتاج المشترك لها. كما اشترت تونس مؤخراً عدد من المسيرات التركية من طراز “عنقاء.”
وفي خضم ذلك، كان النقاش يتصاعد بشكل تدريجي داخل العديد من الدول الأوروبية حول ما المطلوب. منها القيام به لمواجهة التفوق التركي أو مجاراته في عالم صناعة الطائرات القتالية المسيرة.
ونشرت كبريات الصحف الأوروبية مراراً وتكراراً العديد من التحليلات حول هذه القضية وسط مطالبات للحكومات بضرورة التحرك “قبل فوات الأوان”. ولاحقاً تطور النقاش إلى أروقة البرلمانات في العديد من الدول وصولاً. إلى أن أصبحت القضية على طاولة نقاش الحكومات ومادة لتصريحات وزراء دفاع عدد من الدول.
وزير الدفاع البريطاني بن والاس كان من أبرز المتحمسين لبرنامج الطائرات التركية المسيرة. وفي أحدث تصريحاته أقر بالابتكار التركي في مجال الدفاع، وأبدى إعجابه بالطائرات المسيرة التركية ومدى فعاليتها على الأرض. معتبراً أن “العديد من الدول الغربية لم تحظ بالريادة في مجال تحديث الدفاع في حين أنها تراقب الآخرين يفعلون ذلك.”
وفي خطوة عملية بعد هذه التصريحات، كشفت مصادر صحافية أن بريطانيا تعتزم إطلاق برنامج جديد للطائرات المسيرة (الدرون). عقب تأثرها بالتجربة التركية. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية. نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع، إن بريطانيا تعتزم تخصيص جزء من ميزا نية الدفاع للسنوات الخمس القادمة لتطوير الطائرات المسيرة.