يقضي الكثيرون ساعات طويلة أمام مهام بسيطة يمكن إنجازها في دقائق، لكن رغم توافر جميع الإمكانات المناسبة للانتهاء من تلك الواجبات فإن شيئا واحدا يغيب عن المشهد وهو التركيز الذي يعينك على أداء المهام بكفاءة. ربما ستلجأ إلى فنجان القهوة أو عدة أكواب من الشاي، وسيبدو لك أنك منتبه بما يكفي، لكنك ما زلت تشعر بالتشتت. إنها حالة حرب الأفكار التي تدور في ذهنك ولا يستطيع فنجان القهوة وحده مقاومتها.
إذا كنت تسعى إلى تحسين أدائك في العمل فإنه يمكنك اتباع إستراتيجيات طويلة الأمد بعيدا. عن شرب القهوة من أجل تعزيز التركيز والتمتع بنشاط أكبر، لضمان إنتاجية أكبر في وظيفتك وفي حياتك بشكل عام.
وفي تقريره الذي نشره موقع “لايف هاك” (Lifehack) الأميركي، قدم أيتيكين تانك 7 طرق مدعومة علميا من شأنها أن تساعدك على تحسين انتباهك وتركيزك.
اسمح لعقلك بالشرود
إن السماح لذهنك في بعض الأحيان بالشرود من شأنه أن يعزز نشاطك وإنتاجيتك.
تتطلب جميع المهام قوة عقلية، لكن التركيز الكامل يستنزف جزءا كبيرا من طاقة الدماغ. وإذا كنت تركز دائما على مهمة واحدة فقط فسيعمل عقلك بشكل أكبر لمقاومة التفكير في أشياء أخرى،. ونتيجة لذلك سيتسبب إرهاق ذهنك في تراجع تركيزك وإنتاجيتك.
يقول باحثو علم النفس إن شرود الذهن المتعمد والمخطط يمكن أن يحسن القدرة على البقاء نشطا. وذلك على عكس أحلام اليقظة العرضية التي قد يكون لها تأثير معاكس.
وأفضل طريقة للاستفادة من شرود الذهن هي استخدامها كأداة إستراتيجية. فعلى سبيل المثال إذا كنت تكافح من أجل الحفاظ على تركيزك فخذ قسطا من الراحة من خلال القيام بمهمة أخرى. ثم عد إلى مشروعك الأساسي.
وإلى جانب اكتساب منظور جديد للمهمة التي تقوم بها سيمكنك ذلك أيضا من تخفيف الحمل عن عقلك من خلال التفكير. في عنصر منفصل عن قائمة مهامك.
خذ قسطا من الراحة
أشار الكاتب إلى أن العمل لفترة طويلة دون توقف لن يضمن تحقيق نتائج مثمرة كما تعتقد. إذ يحتاج دماغك إلى فترات استراحة من حين لآخر لكي يحافظ على نشاطه.
وتشير الدراسات إلى أن الانتباه يكون في شكل دورات. إذ لا يستطيع معظم الناس التركيز لمدة تتجاوز 90 دقيقة دون الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة.
كما يتفق العلماء على أن مفتاح الاستراحة التي تحفز التركيز هو تشتيت ذهنك تماما عما كنت تفعله.
عليك بتدريب ذهنك
نصح الكاتب بممارسة الأنشطة المعززة للإدراك، مثل الألعاب الفكرية.
ووفقا لدراسة نشرت في عام 2015، فإن البالغين الذين يقضون 15 دقيقة يوميا لمدة 5 أيام. في الأسبوع في ممارسة أنشطة تدريب الذهن مثل الكلمات المتقاطعة يشعرون بتحسن ملحوظ على مستوى التركيز.
كما تشير الدراسات إلى أن ممارسة اليقظة والتأمل من بين الطرق الأخرى التي تساعدك على تدريب ذهنك على التركيز. فيما يؤكد البحث العلمي أن اليقظة الذهنية لها العديد من الفوائد الصحية التي يمكن أن تعزز الانتباه والتركيز وتحفز الذاكرة.
مارس بعض التمارين
يرتبط دماغك ارتباطا وثيقا ببقية أعضاء جسمك، مما يعني أن ما تمارسه جسديا له تأثير مباشر على ما تشعر به عقليا.
وتعتبر التمارين الروتينية -حتى المشي السريع أو ممارسة اليوغا عدة مرات في الأسبوع- طريقة سريعة. وبسيطة لتحسين وظائف الدماغ حتى تتمكن من الحفاظ على نشاطك في العمل.
لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة التي يجهز بها التمرين عقلك لتكون أكثر إنتاجية، فمن شأن الإندورفين -الذي يتم إطلاقه أثناء التمرين- أن يساعدك على التحكم في نبضات قلبك.
كما ستلاحظ أن النشاط البدني يعزز مستويات الطاقة البدنية العامة في جسمك، وبذلك لن تشعر بالنعاس في مكتبك.
رتّب مكتبك
إن ترتيب الأشياء التي حولك قد يكون له تأثير كبير على قدراتك المعرفية، حيث خلص مجموعة من الباحثين إلى أن الفوضى في محيط الشخص من شأنها أن تقلل في الواقع قدرة الذهن على التركيز وتحليل المعلومات لأنها تخلق مصدرا إضافيا للإلهاء.
النوم لساعات كافية
نصح الكاتب بالحرص على التمتع بقسط وافر من النوم، ذلك أن الحرمان من النوم من شأنه أن ينعكس سلبا على نشاط ذهنك وتركيزه بغض النظر عن عدد أكواب القهوة التي تشربها للاستيقاظ.
فإذا لم تتمكن من الحصول على 8 ساعات كاملة من النوم فإن عليك أخذ قيلولة أثناء النهار، حيث تبين الدراسات أن أخذ قيلولة قصيرة يمكن أن يعزز تركيزك ويشحنك بالطاقة الكافية لأداء وظائفك على أكمل وجه.
لا تتعجل
إن الإسراع لإكمال مهامك في أقصر وقت ممكن لن يفيدك بأي شكل من الأشكال.
ومن أجل العمل بفعالية عليك أن تكون متأنيا قدر الإمكان في عملك، فهذه الطريقة لن توفر الوقت الذي سيُهدر في تصحيح الأخطاء فحسب، بل ستحافظ أيضا على قدرتك على الاستمرار في التركيز.
من ناحية أخرى، يساهم التأني في تنشيط الجهاز العصبي الودي الذي من شأنه أن يخفف مشاعر القلق، وهذا يعني أنه عندما تبطئ عقلك وجسدك عن قصد لن تكون قادرا على التركيز على المهمة التي بين يديك فحسب، بل ستعمل أيضا بشكل أفضل وبفكر إبداعي، وستتمكن من حل المشاكل في الوقت نفسه.