تعتبر عادة العبث بالأنف من العادات التي يداوم عليها كثيرون بصورة عفوية تمامًا، لكن الحقيقة هي أن المسألة قد تختلف من شخص لآخر، فالأنف الجاف أو الرّطب للغاية، قد يكون متهيّج، وقد ثبت أن العبث بالأنف يساعد على الحد من شعور الانزعاج الذي ينتج عن ذلك، وهو ما يفسر سرّ مداومة كثيرين على تلك العادة.
كما أن هناك آخرين ربما يمارسون تلك العادة من باب الملل أو العصبية، كما قد تؤدي الحساسية والتهابات الجيوب الأنفية إلى زيادة كمية المخاط الموجودة في الأنف أيضًا. وفي بعض الحالات النادرة، تكون تلك العادة أشبه بالسلوك القهري المتكرر.
وعلق باحثون على ذلك الأمر بقولهم، إن معظم الناس الذين يداومون على تلك العادة، بمن فيهم من يفعلونها في سياراتهم، يفعلونها بدافع العادة وليس الإكراه، وأن تلك العادة قد لا تكون مقبولة من الناحية الاجتماعية، لكنها نادرًا ما تكون خطيرة.
هل يمكن أن يتسبب العبث بالأنف في حدوث تلف أو ضرر؟
عادة العبث بالأنف تشبه عادة فقع البثور، أو عادة تنظيف الأنف بالأعواد القطنية، وبينما نكون على دراية بأنه لا يتعين علينا فعلها، لكن لا يكون بوسعنا فعل شيء أحيانًا. والحقيقة أنها لا تسبب أي مشكلات خطيرة، لكن تلك العواقب المحتملة قد تُسَبِّب مشكلات وبالأخص للأشخاص المرضى، أو الأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة.
ولفت الباحثون إلى أن تلك العادة قد ينجم عنها:
– الإصابة بعدوى: حيث قد تتسبب أظافر الأصابع في إصابة أنسجة الأنف بجروح صغيرة.
– نشر الأمراض: حيث يمكن للمخاط أن يلتقط الغبار، البكتيريا والفيروسات من الهواء الذي نتنفسه يوميًا.
– تلف تجويف الأنف: حيث يمكن لتكرار العبث بالأنف أن يؤدي إلى تلف تجويف الأنف.
– حدوث نزيف بالأنف: حيث قد يؤدي الخدش والحفر بالأنف إلى كسر أو تمزق الأوعية الدموية الرقيقة، وهو ما قد يؤدي لحدوث نزيف.
– الإصابة بقروح: حيث تصاب فتحة الأنف والجزء الأمامي من تجويف الأنف بالتهابات.
– تلف الحاجز الأنفي: حيث يمكن لتكرار العبث بالأنف أن يتسبب في تلف هذا التجويف.
هل هناك فوائد لعادة العبث بالأنف؟
بالتأكيد، يمكنها أن تجنب الشعور بالحرج في بعض الأحيان، لكن بخلاف ذلك، لا تتمتع تلك العادة بأي فوائد مهمة أخرى، وهو ما يتعين علينا جميعًا أن نعرفه وندركه.
كيف يمكنك التخلص من تلك العادة؟
قد تكون تلك العادة من العادات التي تتمنين التخلص منها أو إيقافها، أو على الأقل السيطرة عليها، ومن ثم يكون بمقدورك التوقف عن ممارستها لا إراديا في الأماكن العامة. ويمكنك الاستفادة من تلك الطرق التالية، لتتمكني من السيطرة على تلك العادة:
– الاستعانة ببخاخ محلول ملحي، لأنه يساعد على استعادة الرطوبة ومنع المخاط الجاف.
– شطف الأنف بمحلول ملحي، لتنظيف ممرات الأنف وتجاويف الجيوب الأنفية بشكل صحي.
– معالجة الأسباب الكامنة التي تقف وراء تكون مخاط الأنف.
– الاستعانة بأجهزة خارجية لتنبيهك عند الإقدام على العبث بالأنف، مثل لف نهاية الإصبع المستخدم في العادة بضمادة، تبرز نفسها أمامك عندما تقرّبين الإصبع من أنفك.
– اكتشاف وإيجاد بدائل تساعدك على التخلص من أي مشاعر قلق وتوتر.
كيف تعلمين أطفالك التوقف عن تلك العادة؟
رغم أن تلك العادة نادرًا ما تسبب لهم أي مشكلات، لكن يمكنك ويتعين عليك في الوقت ذاته، أن تساعدي أطفالك على تعلم الطرق التي تمكنهم من التخلص من تلك العادة.
– لفت انتباه الأطفال إلى تلك العادة وما تنطوي عليها من تفاصيل حتى لا يكرروها.
– اقترحي لهم بدائل، كاستخدام المناديل، والتشديد عليهم فور الانتهاء، بضرورة غسل أيديهم.
– شرح أسباب تحذيرك من تلك العادة، وكيف أنها قد تكون سببًا في مرضهم أو مرض غيرهم.
– اعرضي عليهم خيارات أخرى يمكنهم استخدامها في المستقبل، وعليك أن تنتبهي حال كان عبث طفلك بأنفه نابعًا من شعوره بالألم، لأن ذلك قد يكون علامة دالة على إصابته بحساسية وبالتهاب في الجيوب الأنفية. وهنا يتعين عليك الرجوع إلى الطبيب المختص، حال استمرار شعور طفلك بتهيج في الأنف، كما يتعين عليك إخبار الطفل بأنه قد يكون من الضروري أحيانًا التخلص من المخاط، شريطة القيام بذلك في أماكن خاصة، مع الاهتمام بغسل اليدين جيدًا بعد ذلك، وهو ما يجب أن يعرفه الطفل.
– تكرار ذلك الأمر أكثر من مرة، حتى تعلق المعلومات بذهن الطفل، وبالتالي تتغير سلوكياته.