قالت المخرجة الـ إيرانية الشهيرة نرجس أبيار إن السينما التركية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، وأنقرة وطهران قادرتان على احتلال مكان مهم بعالم السينما عبر التعاون المشترك.
وتُعد أبيار (50 عاما) من أبرز مخرجي ومخرجات إيران، وعرضت أفلامها في 40 مهرجاناً دولياً، وحصلت على 17 جائزة دولية. ولديها 11 فيلماً قصيراً ووثائقياً و5 أفلام روائية طويلة وتمت ترجمة ودبلجة أعمالها إلى لغات عالمية عديدة.
وفي مقابلة مع الأناضول تحدثت أبيار عن الوضع الحالي للسينما الإيرانية، والتحديات التي يشهدها القطاع. إضافة إلى فرص التعاون المشترك بين إيران وتركيا.
– السينما الإيرانية والثورة
أوضحت أبيار أن الأفلام التي كان يطلق عليها “فيلم فارسي” قبل الثورة عام 1979 لم تكن قائمة على التمثيل الجيد أو الموضوعات العميقة. وإنما كانت تعتمد على النمطية ونجوم الشباك، وأنه في تلك الفترة كان يتم تكرار المواضيع التي تلقى إعجابًا لدى الجمهور.
وأضافت أن بعض صانعي السينما الإيرانية مثل فروغ فرخزاد، وإبراهيم غلستان، وداريوش مهرجوي. ومسعود كيميايي صنعوا أفلامًا جيدة قبل الثورة، وبدأوا اتجاهًا جديدًا بالسينما.
غير أنها قالت إن السينما الإيرانية شهدت فترة ركود بعد الثورة بين 1980- 1990. إذ أُنتجت العديد من الأفلام السطحية والموجهة والمكررة.
ولفت أبيار أنه بعد عام 1990 بدأت السينما الإيرانية تشهد طفرة نوعية. إذ عمل المخرجون الإيرانيون أمثال عباس كيارستمي على صنع أفلام مبتكرة فرضت نفسها على مستوى العالم.
وأوضحت أن الأفلام في هذه الفترة كانت تركز أكثر على أحداث اجتماعية وبنية المجتمع الإيراني. مثل فيلم “الرمان والناي” الذي لفت الانتباه في مهرجانات دولية.
وتابعت: في السنوات 10 الأولى للثورة أُنتجت أفلام سياسية متدنية الجودة تسببت في عزوف الجمهور. فيما كان يجب أن يعكس صانعو السينما في أفلامهم صورة المجتمع والتحديات التي يواجهها.
– الرقابة على السينما
وأشارت أبيار أن الرقابة على السينما موجودة في العالم كله، والمخرجون يتبعون طرقًا مختلفة للإفلات منها إلا أن “الرقابة على السينما في إيران تختلف وتزيد عن الدول الأخرى بسبب القوانين الحالية”.
“الرقابة في إيران لا تتمثل في فرض قيود من قبل الحكومة فحسب بل أن جزءا منها نابع من ثقافة الشعب الإيراني نفسه. لذلك يبتعد منتجو الأفلام عن الأعمال التي يمكن أن تثير الغضب الاجتماعي”.
كما لفتت إلى أن بعض الفنانين والمخرجين الذين لا يتمكنون من ممارسة فنهم داخل إيران يسافرون إلى خارجها. “إلا أن أغلبهم يفضلون الانزواء وعدم العمل على مغادرة البلاد”.
– السينما التركية
وأكدت أبيار أن الدول الإسلامية يمكنها أن تحتل مكانًا مهمًا في سوق السينما العالمية، والسينما التركية مثالًا واضحًا على ذلك.
وأضافت أن المسلسلات التركية تُشاهد في جميع البيوت الآن في إيران وأفغانستان وباكستان والدول المجاورة. والسينما التركية أيضاَ قطعت شوطاً مهمًا للغاية؛ إذ تشهد طفرةً كبيرةً في السنوات الأخيرة.
ولفتت أنها لا تشعر بأنها في دولة أجنبية كلما زارت تركيا، بل تشعر أنها قريبة للغاية إلى بلدها. وهو ما جعل أبيار ترى أن المشروعات المشتركة في مجال السينما بين البلدين ستكون ناجحة للغاية.
وأوضحت أبيار أن “تركيا وإيران نفذتا أعمال مشتركة لكنها قليلة للغاية. ويجب زيادة هذه المشروعات نظرًا إلى التشابه بين البلدين في الثقافات والعادات والتقاليد والأحداث”.
“فعلى سبيل المثال تشترك الدولتان في موضوع استضافة اللاجئين والأجانب، وهو موضوع جيد لتناوله في السينما”.
وأوضحت أن فيلم “مستِ عشق” الذي يتناول حياة جلال الدين الرومي وشمس التبريزي يعد من أفضل الأمثلة على الإنتاج السينمائي المشترك بين البلدين.
كما لفتت المخرجة الإيرانية إلى أنها معجبة كثيرًا بأفلام المخرج التركي نوري بيلغي جيلان.
– قضايا المرأة في أفلام أبيار
وعن أفلامها، قالت أبيار إنها تتطرق فيها إلى التحديات التي تعاني منها المرأة في إيران، “وهي عديدة وفي نواحٍ كثيرة”.
وأضافت أن العنصر النسائي أساس أفلامها بشكل عام، حتى أنها حين ترسل السيناريو إلى ممثلين ذكور لا يقبلونه في بعض الأحيان. ويرغبون أن يكون لهم الدور الرئيسي.
وتابعت أن أعداد النجمات الكبار أمثال ليلى حاتمي، وإيلناز شاكر دوست وترانه عليدوستي قليلة لأن منتجي الأفلام يطلبون من المخرج أن يختار نجمًا كبيرًا للدور لجذب الجمهور. وأن هذا الأمر يجعل من الصعب ظهور نجوم جدد.
وأكدت أنها تؤيد فكرة ظهور وجوه جديدة في السينما. وذلك لأن النجوم الكبار يتقدمون في العمر ولا بد من إتاحة المجال للشباب وتدريبهم.
.
المصدر/وكالات