كان حملها قد شارف على شهره الرابع، إلا أن الأسرة لم تكن تظنه كذلك، اعتقدت الأم أنه مُجرد انتفاخ ببطن ابنتها القاصر ذات السنوات الـ14، ناتج عن مرض أو غازات، خاصة أنه كان مرفوقاً بآلام مُزعجة .
وكان وقع الصدمة قوياً، ليس على الوالدة فقط، بل على الرأي العام في المغرب، فالذي زاد حجم بطن الفتاة. جنين في شهره الرابع، حملت به بعد أن مورس عليها الجنس من طرف شخص يُعتقد أنه “ابن عمتها”.
و بدأت القصة قبل أكثر من أربعة أسابيع، في أحد أحياء مدينة جريسيف، شرق المملكة المغربية. حيث جسد الطفلة عرف مجموعة من التغيرات، فبطنها لم يعد كما كان، وأعراض جديدة مرفوقة بآلام صارت مُلازمة لها.
و بدأ التوتر والخوف يُحيط بالبنت من كُل جانب، ما دفعها ووالدتها إلى التوجه نحو مُستشفى المدينة. ظناً منهما أن الطفلة تُعاني من مرض ما، تسبب لها في انتفاخ في بطنها بالغازات، لكن الصدمة كانت كبيرة. فالطفلة تحمل في أحشائها جنيناً عمره أربعة أشهر.
اكتشاف الحمل لم يكن صعباً على الأطباء، خاصة أنه في مرحلة مُتقدمة جداً. لكن استيعاب الخبر لم يكن بذات السهولة على أسرة الطفلة، إذ نزل عليهم كالصاعقة، ومعه بدأت تنكشف مجموعة من الخيوط المُثيرة في القضية.
و لم تكن العلاقة الجنسية التي نتج عنها الحمل، الأولى التي تتعرض لها الفتاة. إذ إنها تعرضت في البداية لاغتصاب نتج عنه افتضاض لبكارتها من طرف مجهول، في حين تتجه الشُكوك إلى ابن عمتها، الذي يُعاني من إعاقة ذهنية. بكونه كان يُمارس عليها الجنس، إلى أن حصل الحمل.
الفتاة المُتفوقة دراسياً، والمُجتهدة في رياضة التايكوندو، وجدت نفسها وأسرتها أمام حمل ناجم عن اغتصاب. الشيء الذي جعلها تلجأ إلى وسائل تقليدية من أجل إسقاط الجنين، والتخلص مما اعتبرته الأسرة “فضيحة”. لتتناول البنت مجموعة من الأعشاب التي نجم عنها إجهاض للجنين.
وفتحت السلطات الأمنية بمدينة جريسيف، تحقيقاً في واقعة الاغتصاب. إذ تورد مصادر مُتطابقة أن التحريات الأمنية، قادت رجال الشُرطة إلى أحد المتهمين، فيما لا تزال الأبحاث جارية لفك باقي خُيوط الملف.
وتُفيد المُعطيات الأمنية بأن الشخص الذي افتض بكارتها شاب عشريني، أما الذي تسبب في حملها فهو شاب يبلغ من العمر نحو 34 سنة.
و دقت جمعية ما “تقيسش ولدي” ناقوس الخطر بخصوص جرائم اغتصاب الأطفال. موضحة أن الجمعيات الحُقوقية الناشطة في هذا الصدد تتلقى بشكل مُستمر شكايات لأسر موضوعها تعرض أطفالهم القُصر لاعتداءات جنسية من طرف بيدوفيليين.
وأوضحت الجمعية المغربية، أنها تُتابع ملف هذه الفتاة، وتواكب جميع تطوراته، كما ستُنصب مُحامياً للدفاع عن الضحية.
.
المصدر/وكالات