أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة “الباروميتر العربي” المغربية، مؤخرا تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في استطلاع “القائد الإقليمي ذو الشعبية الأكبر”، على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
وبحسب بيانات الدورة السادسة من الباروميتر العربي، أظهر الاستطلاع أن أردوغان ما زال القائد الإقليمي ذا الشعبية الأكبر في سياسته الخارجية.
وترى 57% من العينة التي شملها الاستطلاع في المغرب، أن السياسات الخارجية لأردوغان جيدة جدا أو جيدة، مقابل 39% لابن سلمان، و23% لخامنئي.
وحول الرضا عن سياساته الخارجية، قالت أقلية وازنة منهم حوالي 42% إن هذه السياسات جيدة جداً أو جيدة. وتضمنت هذه الفئة أغلبية في كل من المغرب (57%) والأردن (54%) والجزائر (52%) وأقلية وازنة في تونس (41%)، ووفق البيانات فقد انخفضت النسبة في كل من لبنان (25%) وليبيا (23%) فقط.
وجاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي اعتبرته الشبكة الحاكم الفعلي للسعودية، في المركز الثاني من حيث الشعبية، إذ قالت أقلية صغيرة من المستطلعين في الدول الست المشمولة بالاستطلاع (28%)، إن سياساته الخارجية جيدة جدا أو جيدة.
فيما بلغت شعبية ابن سلمان نسبة أدنى بصورة ملحوظة من شعبية أردوغان في الدول الست مجتمعة، وكانت أعلى نسبة تأييد لسياساته الخارجية في ليبيا، حيث قال 45 بالمئة إن سياسات ابن سلمان الخارجية جيدة أو جيدة جداً.
في باقي البلدان المشمولة في الاستطلاع، عبرت نسب أقل عن تقييمها الإيجابي لسياسات ابن سلمان الخارجية في كل من المغرب (39 بالمئة) والجزائر (31 بالمئة) ولبنان (24 بالمئة) وتونس (22 بالمئة) والأردن (13 بالمئة).
ورغم الحضور البارز على منصات التواصل الاجتماعي، جاء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في ذيل قائمة القادة الإقليميين من حيث الشعبية، إذ قالت أقلية أصغر من المستطلعين في الدول الست المشمولة بالاستطلاع (16 بالمئة)، إن سياساته الخارجية جيدة جدا أو جيدة.
فيما بلغت شعبية أردوغان أكثر من ضعفين ونصف شعبية خامنئي في الدول الست مجموعة. وكانت أعلى نسبة تأييد لسياسات خامنئي الخارجية في المغرب، حيث قال 23 بالمئة إنها جيدة جدا أو جيدة.
وفي باقي البلدان المشمولة في الاستطلاع، عبرت نسب أقل عن تقييمها الإيجابي لسياسات خامنئي الخارجية في كل من لبنان. (20 بالمئة) وليبيا (19 بالمئة) والجزائر (15 بالمئة) وتونس (14 بالمئة) والأردن (5 بالمئة).
وفي تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال الكاتب البريطاني ديفيد غاردنر في مقال على صحيفة الفايننشال تايمز. إنه رغم “تآكل شعبية أردوغان في بلاده”، إلا أن الاستطلاع يظهر أنه الأكثر شعبية في الدول العربية.
وأضاف: “قد يبدو هنا مفارقة. فقد اعتقد الكثيرون أنه لا يوجد زعيم لتركيا، وريث الإمبراطورية العثمانية التي حكمت الأراضي العربية لأكثر من أربعة قرون. يمكن أن يتمتع بهذا المستوى من التقدير العربي، ولكن المفارقة الأكبر. حالة أردوغان الذي تتضح طموحاته العثمانية الجديدة من خلال خرائط توضح بالتفصيل مطالبات تركيا بأجزاء من سوريا والعراق، وقد سيطر على أربعة جيوب في شمال سوريا منذ عام 2016”.
ويضيف الكاتب بأن “الباروميتر العربي” التي أجرت الاستطلاع، تكشف باستمرار عن حصول أردوغان على أعلى الدرجات. وقد استطلعت آراء أكثر من 20 ألف شخص لتثبت ذلك. وتقول إن منافسيه الإقليميين الأقرب وهما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يأتيان في مرتبة متأخرة عنه بكثير.
ورأى غاردنر أن بعض الأسباب لهذا الفارق في الشعبية إيجابي والبعض الآخر مقلق.
وتابع أنه “في كثير من الأحيان، أظهر المواطنون العرب، الذين استبعدهم الحكام الاستبداديون. ضعفا إزاء الأبطال الشعبويين، فعلى سبيل المثال، أذهل الزعيم المصري جمال عبد الناصر العالم العربي بسرابه القومي العربي. خلال الفترة منذ تأميمه قناة السويس في العام 1956 إلى الهزيمة المخزية للعرب في حرب 67 مع إسرائيل”.
يذكر الكاتب سببين جعلا طموحات أردوغان تتجاوز حدود بلاده، الأول هو الاضطرابات التي سادت المنطقة العربية خلال العقد الماضي. والسبب الثاني هو غياب قيادة للعرب السنة في وقت تعمل فيه إيران على تشكيل تحالف شيعي عبر بلاد المشرق وصولا إلى البحر المتوسط.
وزعم الكاتب أن “أحلام أردوغان في الأراضي العثمانية القديمة. تضافرت جنبا إلى جنب مع سلسلة الانتفاضات العربية التي دفعت للأمام الأحزاب الإسلامية، ليصبح الزعيم السني الأقوى”.
ويرى الكاتب أن خلافات أردوغان مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعداوته مع حكام السعودية ومصر والإمارات ونظام الأسد في سوريا. لم تؤثر على صورة الرجل الذي يستمد شرعيته في عيون العرب من كونه فائزاً في الانتخابات لأكثر من اثنتي عشرة مرة.
وأشار إلى أنه على ما يبدو أن “الرأي العام العربي يبدو معجبا أيضا بولع أردوغان المتزايد بالقوة الصلبة. وتحديه ليس فقط لإسرائيل وإنما للولايات المتحدة أيضا”، فقد تمكن من خلال استخدام الطائرات المسيرة من قلب موازين القوى في الحرب الأهلية في ليبيا. وساعد أذربيجان في استعادة منطقة ناغورنو قره باغ. ومد جذوره في شمال سوريا في المناطق التي طرد منها المقاتلين الأكراد الموالين للولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب أنه “في حين ترى تركيا في سيطرتها على مناطق شمال سوريا تأكيدا شرعيا على نفوذها القومي. فإن حلفاءها في الناتو يعربون عن قلقهم حيال ما يرونه “تحركا عثمانيا جديدا نحو تحقيق الهيمنة الإقليمية”.
ولفت إلى أن أردوغان يستخدم القوة الناعمة أيضا عبر المسلسلات الشعبية التي تحمل الرواية العثمانية.
ورأى أنه كجزء من الصراع على القيادة الإسلامية والإقليمية. فإن تركيا تحت قيادة أردوغان تحظى بتقدير أكبر على نطاق واسع وأفضل من الأنظمة السعودية والإيرانية.
المصدر/ الفايننشال تايمز
حاول تاخد احصائية من مصر…. هتشوف العجب العجاب