يخرج المسلمون من شهر رمضان وهم يرجون أن يتقبل الله صيامهم وقيامهما، وسائر أعمالهم الصالحة، وما قاموا به من قربات في هذا الشهر الكريم، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه“.
وقد منَّ الله عزوجل على عباده بأن هداهم إلى بعض العلامات والدلائل التي يدركون بها أن صيامهم وطاعاتهم قد قبلت. وذكرها العلماء في كتبهم لتكون بشرى للمؤمنين الذين أخلصوا لله العبادة والطاعة.
ومن علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان:
1– أن يصل العبد طاعته بعد انتهاء شهر رمضان بطاعات أخرى، وألا يعقبها بمعصية، فيجب أن تزيد همته في قيام الليل وقراءة القرآن .والتصدق وحسن معاملة الخلق بالبعد عن الغيبة والنميمة .وقول الزور وسوء الأخلاق التي تدرب المسلم على الابتعاد عنها طوال شهر رمضان.
كما ويقول الإمام ابن رجب الحنبلي، رحمه الله تعالى: “من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها، فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى. وعلامة ردها أن يُعقِب تلك الطاعة بمعصية، ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، وأقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها“.
2– المداومة على الأعمال الصالحة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته”. كما أن أحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله عليه الصلاة والسلام أدومها وإن قلَّ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل“.
3– صيام الست من شوال، والحفاظ على النوافل من الصلوات والصيام لما فيها من جبر للنقصان والتقصير الذي قد يقع منا في الفرائض.
4– ظهور أثر العبادة على أخلاق العبد فيبتعد عن الفحشاء والمنكر، ويحسن معاملة الخلق في كل شيء. فيكف لسانه عنهم بل وخاطره كذلك أن يخطر فيه سوء لأحد من عباد الله، قال بعض السلف: “من وجَد ثمرةَ عمله عاجلاً فهو دليل على وجود القَبول آجلا“.
5– أن يحبب الله في قلبك الطاعة فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. الرعد: 28].
6– كرهك للمعصية علامة من علامات القبول عند الله سبحانه وتعالى. يقول عز وجل: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.. [الحجرات: 7].