تتابع تركيا عن كثب الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي المحتل والمستوطنون على المدنيين الفلسطينيين في مدينة القدس فلسطين، وخاصة منطقة “باب العمود” والمسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وحي “الشيخ جراح”.
وفي خضم التطورات، أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء. طرح فكرة إرسال قوات دولية إلى فلسطين لحماية المدنيين من الهجمات الإسرائيلية الوحشية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن “الأحداث الأليمة التي تواصلت طيلة شهر رمضان في القدس الشرقية والضفة الغربية. أظهرت مرة أخرى مدى ضرورة وأهمية توفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين”.
وأعادت هذه التطورات إلى الأذهان قرار الرئيس الوزراء التركي الراحل نجم الدين أربكان، عام 1997. ارسال قوات تركية إلى مدينة الخليل الفلسطينية بقرار من البرلمان التركي. على خلفية المجزرة التي وقعت عام 1994 داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل الواقعة جنوبي الضفة الغربية.
ووقعت عملية قتل جماعي ارتكبها مستوطن عام 1994 داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، ما أسفر عن استشهاد 29 مصليا وجرح 15. واستغلت سلطات الاحتلال الحادث لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود. وممارسة سياسات التهويد والاستيطان بالمدينة ومحيطها.
وعقب هذه الاحداث، أرسلت العديد من الدول، بينها تركيا، قوات عسكرية تتمتع بصفة المراقب إلى الخليل إثر التوصل إلى اتفاق. وقد دخل قرار إرسال الجنود الأتراك حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية التركية يوم 22 شباط/فبراير عام 1997.
وجرى التوقيع على بروتوكول الخليل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، في 15 يناير/كانون الثاني 1997، بهدف إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الخليل، وفي عام 2019. ألغت إسرائيل البروتوكول وبذلك لم يبق حق للقوات الدولية بالتواجد بالمدينة إطلاقا.
وبعد أسبوع واحد فقط من قرار أربكان، نفذ الجيش انقلابًا على حكومته ببيان صادر عن مجلس الأمن القومي. ما أثار تساؤلات كثيرة حول خفايا هذا التحرك، لكن على الرغم من الانقلاب ذهبت القوات التركية إلى الخليل. واستمرت مهامها لغاية عام 2019.
وتحيي تركيا في 28 شباط/ فبراير من كل عام ذكرى انقلاب عام 1997، حيث عقدت قيادة مجلس الأمن القومي التركي في ذلك التاريخ. اجتماعا مهد لبداية ما بات يشار إليه في التاريخ السياسي باسم “انقلاب ما بعد الحداثة”
وواجهت الحكومة الائتلافية التي تأسست في 28 يونيو/ حزيران 1996، برئاسة الراحل نجم الدين أربكان، اتهامات بـ “تشكيل خطر على النظام” و”دعم الرجعية”، بعد فترة وجيزة من تسلمها مهام عملها، حيث أرغم أربكان على تقديم استقالته بعدها.
وتسعى إسرائيل إلى الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي بشكل كامل، وهو ما ينتهك القوانين الدولية. ويؤكد الفلسطينيون أن من يمتلك الصلاحيات في الحرم الإبراهيمي هي بلدية الخليل، وليست إسرائيل، وذلك بناءً على اتفاقات أوسلو لعام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
ويوم الأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “حماية شرف وعزة مدينة القدس دين في رقبة كل مسلم. فالعالم الذي يعجز عن حماية القدس والمسلمين، قد خان نفسه بنفسه، ونزع فتيل قنبلة من شأنها أن تدمره”.
وقال في هذا الصدد إن “المقصود بهذا الهجوم الاسرائيلي الذي تشهده القدس إلى جانب أخوتنا الموجودين هنالك. كل مسلم يطوف بالكعبة في مكة، وموجود بحضرة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام في المدينة”.
وأضاف قائلا “المعني بهذا الهجوم أيضًا كل مسلم يعيش في إسطنبول، وديار بكر، وبغداد، والقاهرة. وإسلام آباد(عاصمة باكستان)، وجاكرتا(عاصمة إندونيسيا)، وكوالالمبور(عاصمة ماليزيا)، وباكو(عاصمة أذربيجان)”.
واستطرد أردوغان قائلا “أدعو العالم بأسره وفي مقدمته بلدان العالم الإسلامي إلى التحرك بشكل فعّال لمواجهة هذه الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، والقدس، ومنازل الفلسطينيين”.
بواسطة/حسناء جوخدار