تجذب مدينة أسبندوس الأثرية بولاية أنطاليا التركية اهتمام الزوار بطرازها المعماري الفريد وبجمعها بين التاريخ والطبيعة، كما تجذب اهتمام نجوم ومخرجي هوليوود وتأخذ زوارها في رحلة عبر التاريخ.
وتقع أسبندوس في قضاء سيريك، وتتميز ببنيتها المعمارية الأثرية القديمة التي ظلت باقية حتى الآن، وباحتوائها على أحد المسارح القديمة النادرة، بالإضافة إلى قنوات المياه.
وما زالت المدينة باقية تتحدى الزمن حتى أصبحت واحدة من أكثر الأماكن التي يزورها السياح في أنطاليا (مركز السياحة في تركيا)، مع الاهتمام بتطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة وباء كورونا.
جدير بالذكر أنه جرى تصوير جزء من الفيلم الأمريكي “Five Eyes” (العيون الخمسة) لمخرج هوليوود غاي ريتشي وبطولة الممثل الشهير جيسون ستاثام في مدينة أسبندوس التاريخية.
وقد أثارت أسبندوس العتيقة إعجاب كل من ريتشي وستاثام، وعبرا عن ذلك في منشوراتهما على صفحاتهما بمواقع التواصل الاجتماعي مما زاد من الاهتمام بالمدينة وبدأ الكثيرون بالتوجه إليها لالتقاط الصور في المناطق التي تم تصوير الفيلم فيها.
وتشتهر أسبندوس بمسرحها القديم وبقنوات جر المياه التي يبلغ طولها نحو كيلومتر، كما كشفت أعمال التنقيب المستمرة في المنطقة عن وجود محلات من طابقين وممرات من أعمدة كبيرة يصل عمرها إلى 2000 عامًا، وهو ما يكشف عن الأهمية التجارية والسياسية للمدينة في تلك الفترة.
– جمال المناظر يزيد من سحر المدينة
وفي تصريحات للأناضول، قال ولي كوسا، أستاذ الآثار الكلاسيكية بكلية اللغة والتاريخ والجغرافيا جامعة أنقرة، إن آثار المدينة تمثل نماذج فريدة من الناحية الهيكلية، تعبر عن التناغم بين العناصر الهندسية والأثرية وكذلك الديكورات والزخارف.
وأوضح كوسا الذي يترأس أيضًا أعمال التنقيب في أسبندوس، أن ما يميز المدينة القديمة عن بقية الأماكن المعاصرة لها هو المسرح وقنوات المياه.
وأضاف أن المسرح يلفت الانتباه لأنه تم الحفاظ عليه جيدًا إلى اليوم، ولتميزه عن بقية المسارح الأثرية المشابهة له في الأناضول.
وذكر أنه عند ذكر مدينة أسبندوس، فأول ما يتبادر إلى الذهن هو المسرح الأثري وقنوات المياه، إلا أن الأبنية الموجودة في آغورا تعد من الأعمال الهندسية المهمة أيضًا.
ولفت كوسا إلى أن المخرج الشهير غاي ريتشي استخدم في تصوير فيلمه الجديد، أبنية آغورا، مبينًا أن لطبيعة وتضاريس المدينة تأثير كبير لاختياره تصوير بعض أجزاء الفيلم بها.
وأضاف أن بقاء العديد من الآثار القديمة بالمدينة مثل أسبلة المياه والدكاكين ذات الطابقين وممرات الأعمدة والبازيليكا الرومانية على حالتها إلى اليوم يعد مهماً جداً ومؤثراً من الناحية الفنية والهندسية.
وأشار خبير الآثار التركي إلى أن الآثار التي عثروا عليها أثناء عمليات التنقيب أتاحت لهم التوصل الى معلومات جديدة بشأن المدينة.
وذكر أنهم اكتشفوا العديد من القطع الأثرية كالتماثيل والعملات وكميات كبيرة من السيراميك والزجاج والعظام والمعادن وغيرها، وأن هذه الاكتشافات قدمت نماذج من الثقافة المادية في أسبندوس من العصر النحاسي والعصر الحديدي المبكر.
وأكد كوسا أنهم يباشرون أعمال الحفر والبحث بالحد الأدنى من العمال والخبراء بسبب جائحة كورنا، وأنهم يلتزمون بارتداء الأقنعة الطبية والحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة أثناء عملهم.