في كارثة هي الأعنف في السنوات الأخيرة، ضربت فيضانات وسيول شديدة 3 ولايات تركية غربي البحر الأسود نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدها عموم البلاد في الأيام الأخيرة، مخلفة عشرات الضحايا والمصابين، في حين أعلنت القيادة التركية حزمة من المساعدات.
ومنذ اللحظة الأولى هرعت طواقم الإنقاذ والدفاع المدني وعناصر هيئة الكوارث والطوارئ “أفاد” إلى أماكن السيول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر، غير أنها لم تستطع منح الحياة لـ 62 شخصًا ممن قضوا نتيجة الكارثة.
وأعلنت “أفاد” في بيان لها مساء اليوم أن السيول والفيضانات أودت بحياة 52 شخصًا في قسطمونو، و9 في سينوب، و1 في بارطن، في حين لا يزال 8 مصابين يتلقون العلاج في المستشفيات.
وأشارت إلى أن الفيضانات والسيول تسببت في حدوث دمار كبير في قرى الولايات الثلاث، فيما ما زالت طواقم الإنقاذ تواصل أعمال البحث عن مفقودين.
وأظهرت مقاطع الفيديو، التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماع أن اندفاع السيول وارتفاع منسوب المياه بسرعة أدى إلى حدوث دمار كبير وانجراف للسيارات.
بدورها قالت وزارة الدفاع التركية أن القمر الصناعي التابع لها “غوكتورك-1” التقط صورًا عالية الدقة من الفضاء لمناطق الفيضانات التي تشهدها بعض الولايات شمالي تركيا.
وأوضحت الوزارة في بيان لها مساء اليوم أن الصور التي يلتقطها القمر الصناعي لمناطق الفيضانات يشاركها مع المؤسسات المعنية في البلاد، لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
وأكدت أن الصور الفضائية تساهم أيضاً في تحديد الأضرار الناجمة عن الفيضانات. ونشرت في تغريدة لها على الحساب الرسمي في موقع تويتر صورًا ملتقطة يوم 13 أغسطس/ آب الجاري، لمناطق بوزقورت، وأبان بولاية قسطمونو، وأيناجيق في ولاية سينوب.
وفي وقت سابق من اليوم ذكرت الوزارة عبر تويتر أنها أرسلت 3 مركبات عسكرية تتحول لجسور اصطناعية، إلى منطقة البحر الأسود التي تشهد فيضانات.
وأوضحت أن الجسور الاصطناعية ببعضها البعض لتشكل جسرًا بين منطقتين قطع الفيضان التواصل بينهما، ليصل طول الجسور الاصطناعية المذكورة 40 متراً، وهي قادرة على حمل 96 طنًا.
وسبق أن أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضية، الأماكن المتضررة من السيول في ولايات بارطن وقسطمونو وسينوب “مناطق منكوبة”.
وأكد الرئيس أنه “سنبذل قصارى جهدنا لتعويض كل الأضرار الناجمة عن الفيضانات في أسرع وقت ممكن”.
وكشف عن تطبيق حزمة من التسهيلات في المناطق المنكوبة لدعم المتضررين، مثل تأجيل دفع الضرائب والديون، وتعويض الخسائر المادية، وإعداد حزمة دعم عاجل لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة المتضررين.
قطر تعزي القيادة التركية
وبعث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في ضحايا السيول التي ضربت مؤخرا عدة ولايات بتركيا.
وذكر بيان للديوان الأميري القطري أن آل ثاني تمنى في البرقية للمصابين الشفاء العاجل.
من جانبها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأحد، تضامنها مع تركيا، جراء كارثة السيول والفيضانات التي شهدتها 3 ولايات تركية غرب البحر الأسود.
وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تغريدة عبر “تويتر”: “إننا نتابع بقلق شديد آثار السيول في منطقة البحر الأسود، ونتضامن مع تركيا”.
وفي وقت سابق أعلنت كل من الأردن والكويت وأوكرانيا والبوسنة والهرسك وصربيا وقرغيزيا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وروسيا والصين تضامنها مع تركيا، مقدمة التعازي في ضحايا الفيضانات.
استغلال إسرائيلي
بدورها استغلت إسرائيل وضع الكارثة في تركيا لتعرض مساعدتها على وزارة الدفاع، في أعمال إنقاذ ضحايا الفيضانات.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنه عرض على وزارة الدفاع التركية والملحق العسكري، تقديم المساعدة في أعمال التي ضربت تركيا الآونة الأخيرة.