بعد أن سيطرت حركة طالبان على أفغانستان عقب انتهاء الوجود الأمريكي في البلاد الذي استمر 20 عامًا، بعثت الحركة عدة رسائل تطمينية لكل دول العالم ودول الجوار مفادها بأن طالبان 2021 ليست طالبان 2001 في كثير من القضايا، في حين أن القيادة التركية لم تتخذ موقفها بعد في بعض الأمور المتعلقة في أفغانستان.
فقد ذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مسؤول في طالبان أن حركته قد اتخذت قرار مصيريًا بخصوص قادتها، مؤكدًا أنها ستنهي حالة السرية والتخفي لا سيما بالنسبة لقادتها، وأنها ستكون واضحة أمام العالم أجمع، وأنها ستحقق بشكل فوري في أي انتهاك لأعضائها.
وقال المسؤول الذي لم تسمّه الوكالة: “أي شكاوى يتقدم بها مدنيون ضد أي عضو من أعضاء الحركة سيتم التحقيق فيها سريعا”.
وأضاف أن “أعضاء الحركة سيشاركون في حوار مع مسؤولي الحكومة السابقين لضمان شعورهم بالأمان”، مشددًا على أنه “سيرى العالم بالتدريج كل قادتنا ولن يكون هناك أي تخف أو سرية”.
وسبق أن خرج أمس الثلاثاء ولأول مرة المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان ذبيح مجاهد، في مؤتمر صحفي على مرأى من الناس، حيث كان يعد “رجل ظل” لا يعرف أحد وجهه ولا ملامحه.
وتابع المسؤول من طالبان بأنه تقرر أن “على أعضاء الحركة ألا يحتفلوا ليثبتوا تفوقهم فالنصر ملك لأفغانستان”.
الموقف التركي
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده تجري تقييماتها بشأن تشغيل قواتها لمطار كابول، لافتا إلى أنهم لم يتخذوا القرار اللازم بعد، والأمر ما زال مبكرا.
جاءت تلك التصريحات في مقابلة أجرتها معه صحيفة “حرييت” التركية”، تحدث فيها عن التطورات الجارية في أفغانستان، وردًا على مزاعم بأن تركيا قررت إلغاء مهمة حماية مطار كابول.
وأوضح الوزير أنه من المبكر الحديث عن ذلك، لأن هناك ظروفًا جديدة قد طرأت، مشيرًا إلى أن القوات التركية الآن متواجدة على الجناح العسكري للمطار، وهناك فوضى عارمة في الجناح المدني، وواجهت الطائرات مشاكل في الهبوط والإقلاع، ولسوء الحظ مات العديد من الأفغان”.
وأكد أن أولوية بلاده الآن، هي إجلاء المواطنين الأتراك لمن أراد من أفغانستان، وأما بشأن القوات التركية فسيتم اتخاذ القرار بالتوافق مع الرئيس (رجب طيب أردوغان).
ولفت إلى أن مجلس التنسيق الذي تشكل من عبدالله عبدالله وقلب الدين حكمتيار وحامد كرزاي، يجري مفاوضاته مع طالبان، بشأن الاتفاق على إدارة البلاد، مضيفا: “نأمل أن يتوصلوا إلى اتفاق بالطرق السلمية، وبمجرد الانتهاء من ذلك فإن من الممكن التحدث بشأن تأمين المطار”.
اقرأ أيضًا/ طالبان تسعى لكسب ود العالم.. تركيا أولًا
وحول عدم وجود لقاءات مباشرة مع طالبان، قال تشاووش أوغلو: “إن أمريكا تجلس مع طالبان وتوقع اتفاقية معها ولا مشكلة في ذلك، لكن عندما تلتقي تركيا مع طالبان فيوجد مشكلة، ونحن بحاجة للقاء الجميع من أجل مصالحنا الخاصة، وهذا لا يعني أننا معها (طالبان)، أو أننا نقبل أيدلوجيتها، الصين وروسيا وإيران تجري لقاءات مع طالبان، ويعد ذلك أمرا براغماتيا وطبيعيا”.
وردًا على سؤال أن تركيا قد قبلت بحكم طالبان، فقد نفى الوزير ذلك موضحا أن “طالبان أعطت رسائل إيجابية بعدم التدخل بالأجانب في أفغانستان، وأن الجميع يمكن أن يعيش هنا، وأنهم لن يتعرضوا للبعثات الدبلوماسية التي يمكنها مواصلة نشاطها، كما أنهم ليس لديهم أي تدخل حالي بمطار كابول”.
وأوضح تشاووش أوغلو أن بلاده تتوخى الحذر وتنظر بإيجابية إزاء رسائل الحركة.
وجدد الوزير انتقاده للمغادرة المفاجئة لأشرف غني للبلاد، والانسحاب الأمريكي غير المخطط له، مضيفا أن “هناك العديد من الدروس التي يمكن أن نتعلمها من ذلك”.