في الرابع عشر من آب من كل عام يحتفل حزب العدالة والتنمية التركي بذكرى تأسيسه بعدما تربع على عرش السياسة في تركيا، لا سيما أنه الحزب الحاكم فيها منذ 19 عاما بشكل مستمر دون انقطاع.
20 عامًا على إنشاء الحزب صاحب المرجعية الدينية، واجه خلالها تحديات كبيرة وعديدة داخلياً وخارجيًا، بدءًا من تحدي التأسيس والتواجد، مروراً بتحدي الإنجاز، وليس انتهاءً بتحدي البقاء والاستمرار، ولعل أخطر ما واجهه العدالة والتنمية هي محاولات الانقلاب عليه وحظره.
اليوم، تحول العدالة والتنمية إلى حزب حاكم استمر على رأس السلطة في البلاد، لكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة من أهمها الوضع الاقتصادي المتراجع في البلاد في السنوات الأخيرة، وكذلك غياب الشخصيات المؤثرة وأصحاب الكاريزما بعد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
ويقول الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج في مقال له إن من التحديات المستجدة التي لم يواجهها العدالة والتنمية سابقًا؛ تأسيس أحزاب خرجت من عباءته، تشاركه تقريباً نفس الخلفية والأفكار والمرجعية، وتقودها شخصيات كانت يوماً من أبرز الأسماء الناجحة في مسيرته، ونقصد تحديداً حزبَيْ الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان؛ والمستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو.
وأضاف: “صحيح أن تجربة تركيا مع الأحزاب المنشقة عن أحزاب كبيرة وقوية غير مشجعة، وصحيح أن الحزبَيْن الوليدَيْن ما زالا ضعيفَيْ الأثر حالياً في الساحة التركية، في ظل وجود أردوغان وقوة حزبه وتماسكه، إلا أن ذلك لا يقلل من حجم التحدي في الانتخابات المقبلة أولاً، ثم في مرحلة ما بعد أردوغان بالنسبة للعدالة والتنمية على المدى البعيد، وهو التحدي الحقيقي”.
وأشار الحاج إلى أن مرحلة ما بعد أردوغان تعد أحد أهم وأصعب التحديات التي ستواجه العدالة والتنمية على المدى البعيد “فمن جهة يمثل أردوغان رئيساً وقائداً وزعيماً في الحزب، ويملك الكاريزما ورمزية الإنجاز وقيادة الحزب أمام مختلف التحديات التي واجهته منذ التأسيس، فضلاً عن تفرده في القيادة والإدارة للحزب والدولة”.
وتابع أنه في لحظة غياب أردوغان عن الحزب في المستقبل ستكون الأزمة جذرية وشديدة الوطأة على الحزب، في ظل حضور الرئيس في كافة التفاصيل وضعف مؤسسية الحزب في السنوات الأخيرة.
وأكمل الباحث أنه لم يبق في هيئات الحزب القيادية من المجموعة المؤسِّسة البارزة للحزب إلا القليل، ربما يُذكر منهم رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدرم ووزير الخارجية الحالي مولود تشاووش أوغلو، بينما لا وجود اليوم للثلاثة الذين كانوا إلى جانب أردوغان في النواة الصلبة الضيقة لتأسيس الحزب، وهم عبد الله غل وبولند أرينتش وعبد اللطيف شنار، ولا وجود كذلك لعدد كبير من الوزراء الناجحين والمؤثرين، وفي مقدمتهم باباجان وداود أوغلو وحسين تيشليك وبشير أتالاي وغيرهم.
وختم: “يعني ذلك أن العدالة والتنمية يفتقد اليوم لوجود شخصية قيادية ذات كاريزمة عالية وإجماع عليها داخل الحزب، بحيث يمكن أن تقوده وتحافظ على وحدته وقوته بعد أردوغان، وهو الحزب الذي تنضوي داخله تيارات عديدة تتنافس فيما بينها على النفوذ في الحزب والدولة والحظوة لدى الرئيس والفرصة في خلافته”.
المصدر: تركيا الآن+وكالات
تتخذ تركيا سلسلة من التدابير لمكافحة التضخم المرتفع، حيث انخفض التضخم السنوي إلى 47.09% مع…
بعد تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية التركية الأخيرة، تأثرت مختلف أنحاء البلاد بهطول أمطار غزيرة، عواصف،…
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية التركية تقريرها الأخير حول حالة الطقس، محذرة من تقلبات جوية شديدة…
تمكنت فرق مكافحة الإرهاب التابعة لجندرمة سيفاس التركية من القبض على إ.ش.ز. (49 عامًا)، رئيس…
اتخذت الحكومة التركية خطوات جديدة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، حيث أصدرت وزارة التجارة…
شهد مركز يلدز داغي للرياضات الشتوية والسياحة، الذي يقع على بُعد 58 كيلومترًا من ولاية…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
حزب العدالة والتنمية ليس مجرد حزب سياسي تحركه شخصيات محددة مهما كانت كاريزمية ولو بثقل الزعيم أردوغان ، بل رؤية حضارية ونهضوية للأمة التركية بكافة أطيافها وبالتالي يحمل في داخله أسس بقائه السياسية والاجتماعية للقيم والمبادئ والطموحات المشروعة التي أسس عليها ، هناك ضبابية في مرحلة ما بعد الزعيم أردوغان حيث لا يماثله في كفاءته السياسية ولا مشواره أحد -نوعا ما يضاهيه الرئيس السابق عبدالله غل وهو إنسان نزية وفاضل- وبدلاً من الإحساس بالعجز والخواء القيادي ، يجب على الحزب خلق قيادة جديدة وشبابية وهناك أسماء واعدة مثل مولود جاويش أوغلو وعمر جيليك وأخرون