“فرقاطة أرطغرل” لا تزال حاضرة بين اليابان وتركيا.. علاقات وطيدة

لاتزال تركيا واليابان تحافظان على علاقة وطيدة منذ نهايات القرن التاسع عشر، وتزداد يوما بعد يوم في تحسين العلاقة الثنائية بين الطرفين على جميع الأصعدة.

فقد التقى اليوم وزيرا الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والياباني توشيميتسو موتيجي في إسطنبول اليوم الجمعة لبحث العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية تهم البلدين.

وقال الوزير التركي في تغريدة له اليوم على تويتر إنه التقى الوزير الياباني وبحث معه العلاقات الثنائية، مضيفًا: “يسعدني أن أرحب بوزير الخارجية الياباني في بلادنا.. بحثنا علاقاتنا الثنائية مع اليابان شريكتنا الاستراتيجية، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية مستجدة”.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن اللقاء شهد توقيع مدير العلاقات الاقتصادية الخارجية في وزارة الخزانة والمالية التركي سرهات كوكسال، والسفير الياباني لدى أنقرة كازوهيرو سوزوكي، اتفاقية “مشروع التنمية البيئية للإدارات المحلية” برعاية الوزيرين.

السفارة اليابانية توضح

من جانبها قالت السفارة اليابانية في تركيا إن تشاووش أوغلو وموتيجي اتفقا على إطلاق مفاوضات بحرية بين البلدين، كما أن الوزير الوزير الياباني قدم إحاطة لنظيره التركي حول مفهوم “منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة” (FOIP).

وتسعى اليابان إلى تعزيز استقرار وازدهار المنطقة بكاملها من خلال تحسين التواصل بين آسيا وإفريقيا عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، وفق المفهوم الذي طرحته في 2016.

وفي سبيل ذلك أعرب الوزير موتيجي عن رغبة بلاده في تعميق المحادثات بين اليابان وتركيا حول مختلف القضايا البحرية، بما في ذلك النظام القانوني للبحار، حسب بيان السفارة.

وأشار البيان إلى اتفاق الطرفين على بدء المفاوضات البحرية بين اليابان وتركيا في هذا الإطار، موضحا ان الوزيرين تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية مثل أفغانستان والعراق وعملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن التطورات في آسيا كالصين وكوريا الشمالية.

وذكر البيان أنه عقب الاجتماع، وقع الوزيران وثائق رسمية متبادلة بشأن قرض ياباني بقيمة 45 مليار ين (حوالي 410 ملايين دولار) سيتم تقديمه لغرض تعزيز البنية التحتية الاجتماعية للإدارات المحلية في تركيا، المتأثرة باستقبال المهاجرين السوريين.

وقبل عام أبرمت تركيا واليابان اتفاقاً للتعاون التقني، بهدف تسريع فعاليات التعاون والمشاريع القائمة بينهما.

اقرأ أيضا

غرامات ضخمة لعام 2025: التجارة في تركيا تدخل حقبة جديدة من…

وجرى توقيع اتفاق التعاون في مقر وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، بمراسم رسمية حضرها الوزير مولود تشاووش أوغلو، والسفير الياباني بأنقرة، أكيو مياجيما، والمدير العام لشؤون آسيا والمحيط الهادئ في الخارجية التركية، نامق غونار أربول.

وفي كلمة له خلال مراسم التوقيع، شدد تشاووش أوغلو على أهمية علاقات الصداقة بين تركيا واليابان، واصفاً إياها بالعلاقات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن أنقرة تعمل على تطوير علاقاتها مع طوكيو على مختلف الأصعدة، لافتاً إلى أن اليابان ثالث أكبر شريك تجاري لتركيا في شرقي آسيا.

أصل العلاقة بين الطرفين

ويرجع أصل العلاقة بين البلدين إلى نهايات القرن التاسع عشر وبالتحديد سنة 1890 عندما أرسل السلطان عبد الحميد الثاني فرقاطة أرطغرل المحملة بالهدايا للإمبراطور الياباني، ردا على الهدايا التي أرسلها هذا الأخير إلى السلطان في إسطنبول.

ولكن السفينة تعرضت في طريق عودتها للأعاصير، فتحطمت الفرقاطة العثمانية عند ساحل (واكاندا) الياباني، وهَب القرويون بشجاعة لنجدة الأتراك رغم خطورة الإعصار وهوان الإمكانيات البسيطة وتم في الصباح الباكر، إنقاذ 69 فيما غرق 527 شخصاً.

اقرأ أيضا/ تركيا تتضامن مع اليابان إثر الفيضانات غربي طوكيو

وظلت تزداد أواصر الصداقة بين الشعبين يوماً بعد يوم، ففي عام 1985 كانت إيران والعراق في أوج حرارة حربهما مما أوقع المواطنون اليابانيون في مأزقٍ مميت. فلقد أعلن صدام حسين قراره بقصف كل طائرة حربية ومدنية بعد 48 ساعة، فأمسى الأجانب من سائر الجنسيات في حالة ذعر لا يحسدون عليها.

وكان أفراد البعثة الدبلوماسية اليابانية البالغ عددهم 215 في موقف صعب للغاية، إذ أن حكومة اليابان كانت قد أعلنت صعوبة إرسال طائرة لإجلاء رعاياها، وكانت المدة التي أعلنها صدام حسين قد شارفت على الانتهاء. أغلب الدول سعت لتهريب رعاياها من العراق، إلا اليابانيين إذ نقلتهم طائرتان حكوميتان تركيتان إلى اليابان مباشرة قبل موعد رحلتهم، بعدها قال الناطق التركي الرسمي “كنا فقط نرد الجميل لفرقاطة أرطغرل”.

وفي عام 1990 تم إصدار طابع بريد مشترك بين اليابان وتركيا إحياء للذكرى الـ 100 لحادث الفرقاطة أرطغرل.

ثم في ديسمبر 2015 تم إنتاج عمل سينمائي مشترك (ياباني-تركي) عن علاقة البلدين.

ولا يزال البلدان في علاقة ثنائية هي الأقوى في العصر الحديث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.