لا تزال أحزاب المعارضة التركية تستغل حادثة مقتل المواطن التركي على يد لاجئين سوريين من أجل تأجيج الصراع والعنصرية ضد اللاجئين الأفغان والسوريين على حد سواء.
فقد كتب زعيم حزب الشعب الجمهوري على تويتر: “من الواضح أنه تتم عمليات استفزاز في الأيام الأخيرة عبر اللاجئين الأفغان والسوريين، رفع العلم الأفغاني، والرسائل التي وجهها صحفي محرض، ودعوة لاجئ سوري للتضامن ضد حزب الشعب الجمهوري، الاعتداءات ومقتل مواطنين على أثرها من بين هذه الاستفزازات”.
وهدد أوغلو السوريين بالطرد والمحاسبة فكتب في تغريدة أخرى: “أدرك أن الجميع حساسون للغاية، لكن علينا أولا أن نبقى هادئين، سنحاسب أولئك الذين هم مسؤولون عما حدث، وليس الضحايا، لا تدعهم يستفزونك اليوم في قضية سنعالجها غدا، وسنرسل ضيوفنا بسعادة” في إشارة إلى اللاجئين السوريين.
اقرأ أيضا/ هذا ما تجنيه تركيا من اللاجئين السوريين.. هل الاستفادة متبادلة؟
محللون أتراك ذكروا أن حزب الشعب الجمهوري وبقية المعارضين يتوافق مع الخط الذي تنتهجه إيران وبشار الأسد فيما يخص المسألة السورية.
وذكر الكاتب التركي، سلجوق ترك يلماز، قال في مقال له: “أن واللافت أن المعارضة المحافظة” كما يصفها باتت تنتهج وتتبنى نفس الأفكار”.
وأضاف أن تركيا تبذل جهودا كبيرة لوقف الحرب في سوريا، خاصة بعد عام 2016، وأظهرت في بداية العام الماضي، أنها مستعدة حتى للمخاطرة بمعركة كبرى في إدلب، كما أنها دخلت بتوتر كبير مع روسيا التي توصلت معها إلى تهدئة في شمال غرب سوريا.
وأوضح الكاتب أنه منذ البداية، اتخذ حزب الشعب الجمهوري و”حزب الجيد”، نهجا سلبيا تجاه السوريين الذين لجأوا إلى تركيا، ومع مرور الوقت انضمت إليهم “المعارضة المحافظة”.
وتابع بأن هناك تشابها كبيرا بشكل الخطاب الذي تتبناه المعارضة، ونهج الأمريكيين أو اليمين الأوروبي التطرف تجاه المهاجرين، وهو لافت، ولذلك أطلق عليهم “المحافظين الجدد في تركيا”.
العدالة والتنمية ترد بخصوص اللاجئين السوريين
وطالب المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك الشعب التركي بعدم الانجرار وراء الاستفزازات والمنشورات التحريضية، منتقدا موقف المعارضة التركية.
وقال تشليك: “لن نسمح لأي أحد بأن يقوم باستفزازات تحت غطاء لاجئ، ولن نسمح للذين يسعون لإثارة الكراهية ضد اللاجئين”.
وأضاف: “تجري بعض الاستفزازات من خلال هذا الحادث المؤلم والمحزن للغاية، والهدف منها هو إلحاق الضرر ببلدنا وشعبنا”، مشددا على أن “الجريمة فردية”، وأنه سيحاسب الجناة أمام العدالة وسينالون العقوبة التي يستحقونها.
وشدد على أن المحرضين المعادين للاجئين، وأولئك الذين يقومون بأعمال استفزازية والتستر تحت غطاء لاجئ هم وجهان لعملة واحدة، ويريدون إيذاء تركيا.
وأضاف، أن “أمتنا العظيمة ستبطل كل الاستفزازات بقيمها الأخلاقية العالية وخبرتها التي جاءت عبر التاريخ”، مطالبا بتوخي الحذر من المنشورات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: “إن دولتنا التي كانت ملجأ للمظلومين على مر التاريخ، ستحميهم وتحارب جميع المحرضين”.
وفي حديثه للمعارضة قال المسؤول التركي: “المنافسة في السياسة ضرورية بالطبع، ولكن لغة الكراهية والتمييز العنصري وحالة الاستقطاب بهذ الشأن لا يمكن اعتبارها معارضة”.
وشدد على أن لغة الكراهية التي يستخدمها بعض السياسيين منذ فترة طويلة تجاه اللاجئين لها مخاطر كبيرة.