قضايا مستجدة تجمع اليونان وتركيا في خندق واحد

بعد سنوات من الشد والجذب بين تركيا واليونان، برزت قضايا مستجدة قد تجمعهما في خندق واحد، خاصة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان والزيادة المتوقعة لأعداد المهاجرين، إضافة إلى قضية الحرائق التي عصفت بالبلدين مؤخرًا.

فقد ذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن اتصالا هاتفيًّا جمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أمس الجمعة.

وقالت الدائرة في بيان لها أن الزعيمان بحثابحثا خلاله العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية والهجرة غير النظامية، إضافة إلى التطورات الأخيرة في أفغانستان وتداعياتها على مسألة الهجرة في المنطقة.

بدوره أكد الرئيس التركي أن عدم تأسيس مرحلة انتقالية في أفغانستان سيؤدي إلى زيادة موجة الهجرة، ما يشكل تحديا كبيرا للجميع، مشيرًا إلى أن أفغانستان تمر بمرحلة حرجة من جديد في الوقت الراهن.

وأعرب أردوغان عن تمنيه في أن تنجح بتحقيق انتقال سلس للسلطة، مشددًا على ضرورة أن تكون الحكومة الأفغانية الجديدة موسعة، وتعكس تنوع الشعب الأفغاني.

في حين وصف أردوغان إجراء حركة طالبان لقاءات مع قادة الدولة من أجل المرحلة الانتقالية، بأنها خطوة تبعث الأمل، داعيًا الاتحاد الأوروبي لمساعدة دول جوار أفغانستان.

وطالب إيران، قائلاً: “إن لم يتم اتخاذ الخطوات اللازمة في أفغانستان وإيران فلا مفر من موجة هجرة جديدة”.

وأفاد أن بلاده على تواصل مع إيران، وأنها اتخذت تدابير إضافية على الحدود مع إيران.

اقرأ أيضًا/ تركيا: اليونان طلبت منا مساعدتها في إخماد الحرائق

وفي سياق آخر أكد أردوغان على ضرورة تعزيز التعاون (مع اليونان) في مجال الهجرة على أساس التفاهم والمصالح المتبادلة، ودعا لعقد اجتماعات مجلس التعاون التركي اليوناني رفيع المستوى من جديد.

كما طلب الرئيس أردوغان من الاتحاد الأوروبي الالتزام بتعهداته تجاه تركيا فيما يتعلق باتفاقية “إعادة القبول” المتعلقة بالهجرة المبرمة بين الطرفين في 18 مارس/ آذار 2016.

وتبادل الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني مشاعر المواساة إثر اندلاع حرائق الغابات في البلدين في الآونة الأخيرة والتي خلفت ضحايا وخسائر مادية كبيرة.

توتر قائم على الحدود

جاء هذا الاتصال بعد أيام من تقديم أنقرة مذكرة احتجاج لأثينا على خلفية مقتل مواطن تركي في ولاية أدرنة الحدودية جراء إطلاق النار من الجانب اليوناني.

فقد أفادت وسائل إعلام تركية أنه تم استدعاء القائم بالأعمال في السفارة اليونانية في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، وطالبت الخارجية اليونان بالتحقيق في الحادثة وتقديم مطلقي النار للمحاكمة وإبلاغ تركيا بنتائج التحقيقات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرارها وتقديم التعويضات لعائلة القتيل.

وتحدثت التقارير أن مواطنا تركي يبلغ من العمر 43 عاما قُتل أمس السبت جراء إطلاق نار من الجانب اليوناني للحدود، فيما نجا رفيقه من الموت “بأعجوبة”، مشيرة إلى أن الحادث وقع على ضفة نهر إيفروس التي تعتبر الفاصل الطبيعي بين قرى في اليونان وتركيا.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام يونانية نقلا عن مصادرها أن الحادث طال مواطنين تركيين كانا متورطين في تهريب المهاجرين عبر الحدود، وأن “أحدهما كان مخمورا على ما يبدو”.

وأكدت المصادر نفسها أن الجيش والشرطة اليونانيين قد أجريا تحقيقا في الحادث.

ورجحت المصادر أن ترفض اليونان أي شكوى من تركيا، بحجة أن مثل هذه الحوادث لم تكن لتحدث لو قام الجانب التركي بواجبه في وقف الهجرة غير الشرعية.

هدوء دبلوماسي بين تركيا و اليونان

وقبل ذلك سادت حالة من الهدوء الدبلوماسي بين البلدين، ففي مايو الماضي أجرى وزيرا الخارجية التركي واليوناني محادثات في أثينا هدفها التطبيع التدريجي بينهما.

وقال وزير الخارجية اليوناني ديندياس آنذاك إنه تم الاتفاق أيضا خلال المحادثات بين الوزيرين على “لائحة محدودة” من الشراكات الاقتصادية بدون اعطاء توضيحات.

من جهته أكد مولود تشاوش أوغلو أن تركيا تريد مواصلة المحادثات مع اليونان “بدون شروط مسبقة” بحسب الترجمة الرسمية اليونانية لتصريحاته بالتركية.

وبحسب محللين يونانيين فان الرئيس التركي يؤيد حاليا إجراء محادثات مع اليونان خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي سيحضرها أيضا الرئيس الأميركي لأن جو بايدن متحفظ حيال أنقرة أكثر من سلفه دونالد ترامب.

وبعدها أعلنت تركيا أنها تلقت طلبا من اليونان للمساعدة في إخماد حرائق الغابات الواسعة التي تعاني منها حاليا، وذلك على الرغم من الخلافات القائمة بين الجارتين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.