تركيا تتخلى عن حلف الناتو وتحلّق وحدها في أفغانستان
أكد مراقبون وخبراء في الشأن التركي أن تركيا تسعى للحفاظ على دور لها في مستقبل أفغانستان، وذهبوا بعيدا بأنها ستنشئ علاقات جيدة ومتنامية معها، وذلك بعد مرور أقل من شهر على سيطرة حركة طالبان على المشهد هناك، رغم استمرار عملية الإجلاء التي تجريها الحكومة التركية لمواطنيها المتواجدين في ذلك البلد الجبلي.
اقرأ أيضا/ قتلى في اشتباكات جديدة في مطار كابل وطالبان تستعد للتطبيع
وأوضح المراقبون أن الوجود التركي في مطار كابول لم تطو صفحته بشكل نهائي على الأقل في المستقبل القريب وفق تصريحات طالبان الرافضة لذلك.
بدورها نقلت صحيفة “حريّت” التركية عن مصدر لم تسمّه أن تركيا قوله إن تركيا تتواصل مع طالبان نفسها من خلال ثلاث قنوات، بحيث تجري مباحثات مع جناحها السياسي عبر قطر، وجناحها العسكري عبر باكستان، ومباحثات مباشرة معها بواسطة جهاز الاستخبارات.
وذكرت الصحيفة أن الطرفين ينظران لبعضهما البعض وللعلاقات البينية بأهمية بالغة.
تركيا لن تترك مصالحها في أفغانستان
وأشارت إلى انه لا يتصور أن تزهد أنقرة بمصالحها بسهولة، تدرك طالبان حاجتها للأخيرة لا سيما فيما يتعلق بالقبول الإقليمي والدولي الذي يمكن أن تلعب تركيا بخصوصه دوراً محورياً بالنظر لعلاقاتها وعضويتها في الناتو وكذلك فيما يتعلق بعمل الشركات التركية وخبرة أنقرة في التنمية والإعمار والبنى التحتية.
وفي هذا السياق يؤكد سعيد الحاج السياسي والخبير في الشأن التركي إذ توقع أن تجري تركيا لاحقاً حوارات مباشرات مع حركة طالبان، وبشكل أدق مع النظام الجديد الذي سيتشكل في أفغانستان.
وأوضح أن أنقرة أكدت في تصريحات مختلف مسؤوليها على ضرورة إشراك كافة الأطراف في العملية السياسية في هذه المرحلة.
ولفت الحاج إلى أن الناطق باسم طالبان سهيل شاهين في لقاء مع قناة A Haber التركية، حيث أكد أن حركته تريد العمل مع “الدولة الشقيقة” تركيا، قائلاً “نريد إنشاء علاقات جيدة مع تركيا .. ونريد التعاون والمساندة منها”.
وأشار إلى أن أعداد الأفغان المستمرين في دخول الأراضي التركية عبر الحدود مع إيران ملفاً إضافياً ستحاور أنقرة بخصوص الأطراف الأفغانية ومنها طالبان، إذ يشكل الأمر لها إزعاجاً وقلقاً وترتفع أصوات المعارضة الداخلية برفض الأمر واتهام الحكومة بإبرام اتفاق مع إدارة بايدن بخصوصه، وهو ما نفته الرئاسة التركية والسفارة الأمريكية على حد سواء.
وأوضح الحاج أن تركيا ستبقي على اهتمامها بتطورات الأوضاع في أفغانستان، وما ستؤول إليه الأوضاع التي من ضمنها شكل الحكومة التي ستنتج عنها عاملاً مهماً في تحديد شكل الدور التركي في أفغانستان مستقبلاً، وعليه فإنه
من المرجح أن تركيا ستبقى في أفغانستان دوراً و/أو وجوداً ولكن في إطار معادلة مختلفة.
وختم بأن تركيا ستبقى في أفغانستان ممثلة عن نفسها فقط ولن تكون نيابةً عن حلف الناتو وبالاتفاق المباشر مع طالبان أو الحكومة المقبلة في البلاد، وهو أمر يمكن رصد موافقة الطرفين عليه بين طيات تصريحات قيادات طالبان وكذلك على لسان الرئيس التركي الذي أشار لإمكانية إبرام اتفاق مع أفغانستان “شبيه بالاتفاق الثنائي مع ليبيا”.
إجلاءات مستمرة
من جانب آخر فقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده أجلت حتى اليوم 1404 أشخاص من أفغانستان، بينهم 1061 مواطنا تركيا والآخرون من دول عدة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير خارجية الأوروغواي فرانسيسكو بوستيلو بوناسو، في العاصمة أنقرة، الثلاثاء.
وقال تشاووش أوغلو: “أجلينا حتى اليوم 1404 أشخاص من أفغانستان، بينهم 1061 مواطنا تركيا والآخرون من دول عدة”.
وأشار إلى أن حوالي 200 مواطن تركي يريدون العودة من أفغانستان.