تعد الوساطة بين السودان وإثيوبيا التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قبل أيام إلى تركيا خطوة على طريق تمتين العلاقات بين تركيا ودول قارة إفريقيا بشكل عام.
وخلال الزيارة أكد زعيما البلدين رغبتهما في توسيع التعاون الاقتصادي والعلاقات التجارية بين البلدين، فقد قال أردوغان: إن تركيا مستعدة للعب دور وسيط من أجل إنهاء النزاع الدامي في إقليم تيغراي، والإسهام في “وحدة” إثيوبيا.
وأشار وقتها إلى الأهمية التي توليها بلاده لـ”سلام ووحدة” إثيوبيا، مضيفًا: “نحن على استعداد لتقديم أي نوع من المساهمة في حل المشكلة، بما في ذلك الوساطة”. وتابع: “في حال تدهور الوضع، ستتأثر كل دول المنطقة”.
هذه الوساطة ليست وليدة اليوم، وليست أولى العلاقات بين تركيا وقارة إفريقيا وإنما امتدادًا لإستراتيجية العلاقات الاقتصادية التي وضعتها في عام 2003، ومهدت تركيا لتلك الإستراتيجية من خلال توسيع رقعة تمثيلها الدبلوماسي في أفريقيا، فارتفع عدد سفاراتها بأفريقيا من 12 سفارة فقط عام 2003 إلى نحو 39 سفارة الآن.
اقرأ أيضا/ ما سر الزيارات المكثفة إلى أنقرة في هذه الفترة؟
كما مهدت تركيا لبسط علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية من خلال إنشاء العديد من المجالس الاقتصادية في إطار ثنائي، حيث بلغ عدد هذه المجالس نحو 31 مجلسا مع 31 دولة، كما تصل الخطوط الجوية التركية إلى نحو 48 جهة في 31 دولة أفريقية.
تضاف إلى ذلك تطوّر العلاقات الخاصة بالجانب التعليمي وتقديم المنح التعليمية من قبل تركيا لأبناء الدول الأفريقية، وكذلك الجانب الصحي والعمل الخيري من قبل منظمات خيرية تركية، سواء كانت تلك المنظمات تابعة للحكومة أو تابعة للمجتمع المدني.
ففي عام 2014 أعلنت تقارير المؤسسات الأهلية التركية العاملة في مجال تقديم الخدمات الطبية المجانية في 20 دولة أفريقية، أنها قدت خدماتها من خلال 500 طبيب تركي ونحو 100 فرد من فرق الرعاية الصحية، وقد استفاد من الفحوصات الطبية لهذه المؤسسات نحو 280 ألف مريض من الدول الأفريقية، من بينهم نحو 53 ألف مريض استفادوا من إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء من العين لتتحسن لديهم الرؤية بشكل كبير.
ويلاحظ أن هذا الأداء التركي لا يمكن اعتباره مجرد تطلع لزيادة حجم التجارة والاستثمار، بل ينمّ عن وعي بالمتغيرات التي سيشهدها العالم، وأن تركيا أرادت أن يكون لديها خيارات إستراتيجية بعيدة عن خريطة القوى الدولية القائمة على نظرية “المركز والفروع”، فالإستراتيجية التركية تهدف للتخلص من التبعية لأميركا والغرب، ولذلك وجدنا تركيا منذ عام 2005 تتوسع في علاقاتها شرقا في مجالات مختلفة، وتأتي الشراكة التركية مع أفريقيا ورسم إستراتيجية جديدة للتعامل معها في هذا الإطار.
وأقيمت أول قمة اقتصادية لتركيا مع أفريقيا عام 2008 في إسطنبول، والتي شاركت فيها 49 دولة أفريقية، وفي العام نفسه أعلن الاتحاد الأفريقي أن تركيا شريك إستراتيجي للقارة، وفي أواخر عام 2014 عقدت القمة الاقتصادية الثانية بين الطرفين في غينيا الاستوائية.
وتظهر البيانات الخاصة بمعهد الإحصاء التركي أن قيمة التبادل التجاري بين تركيا وأفريقيا قد بلغت في عام 2019 نحو 22.42 مليار دولار، مقارنة بنحو 20.67 مليار دولار في عام 2014، وقرابة 5.3 مليارات دولار في عام 2003، ويلاحظ أن دول شمال أفريقيا تستحوذ على نحو ثلثي قيمة التبادل التجاري مع تركيا، كما يلاحظ أن تركيا تركز خلال الفترة الأخيرة على دول القرن الأفريقي ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
وتقدر الاستثمارات التركية في أفريقيا بنحو 7 مليارات دولار، وتتميز الاستثمارات التركية في أفريقيا بحرصها على توظيف اليد العاملة المحلية، ففي عام 2014 بلغ عدد فرص العمل التي أوجدتها الاستثمارات التركية نحو 16.5 ألف فرصة عمل، إلا أن بعض التقديرات تذهب إلى أن الاستثمارات التركية التراكمية في أفريقيا نجحت في توفير نحو 100 ألف فرصة عمل.
ويعد سوق مشروعات البنية الأساسية في أفريقيا من الأسواق الواعدة التي تركز عليها شركات المقاولات التركية، فالتقديرات تذهب إلى أن استثمارات مشروعات البنية الأساسية في أفريقيا تقدر سنويا بنحو 170 مليار دولار.
وتركز الشركات التركية في استثماراتها في أفريقيا على قطاعات بارزة، منها: البناء والتشييد، والبنية التحتية، وتجارة الجملة والتجزئة، وصناعة الملابس والمنسوجات، والطاقة، والصناعات المعدنية. إلا أن قطاع البناء والتشييد والبنية التحتية يعتبر صاحب النصيب الأكبر من الاستثمارات التركية في أفريقيا، وتقدر أعمال المقاولين الأتراك في أفريقيا بنحو 20% من إجمالي أعمالهم الخارجية على مستوى العالم.
وتركزت الاستثمارات التركية خلال الفترة من 2010 إلى 2019 في أفريقيا في مجموعة من الدول منها الجزائر وإثيوبيا والسنغال وليبيا وغينيا وموزمبيق والغابون ونيجيريا والكونغو ورواندا وتونس والكاميرون.
ومن أبرز المشروعات التي نفذتها الشركات التركية في أفريقيا، إنشاء وإدارة مطار دولي في كل من ساحل العاج وتونس، وإنشاء مصنع للإسمنت في كل من الغابون وساحل العاج، ومصنع للحديد في الجزائر، ومجموعة من الفنادق الكبيرة في الجزائر والغابون ورواندا، ومجموعة من الطرق السريعة في السنغال، ومحطات توليد الطاقة في ليبيا، ومحطات تحلية المياه في الغابون.
المصدر: تركيا الان + وكالات
اندلع حريق في ساحة انتظار الحافلات العامة بمدينة بوردور عند منتصف الليل، حيث انتشرت النيران…
بدأت شركة "ترموسان تشيليك"، أكبر منتج للأكواب الحرارية في تركيا وأوروبا، استثمارًا جديدًا في مدينة…
يترقب السوق التركي قرار البنك المركزي بشأن الفائدة المقرر الإعلان عنه في 26 ديسمبر، وسط…
تتزايد متابعة أسعار الذهب في 23 ديسمبر 2024 من قبل المستثمرين، حيث تشهد الأسواق تحركات…
تستمر أسعار الصرف في تركيا في التحرك بشكل ملحوظ مع بداية يوم 23 ديسمبر 2024،…
من المتوقع أن يشهد اجتماع مجلس الوزراء اليوم، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، مناقشة عدد…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.