كشفت تقارير إخبارية بريطانية عن بنود تفصيلية لاتفاق محتمل بين حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي وبين تركيا، في الوقت الذي تخطط فيها تركيا للإبقاء على تواجدها بعد إجراء مشاورات حول الموضوع مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبشكل رئيسي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل موقع ميدل إيست أي عن مسؤولين قال إنهما على إطلاع كبير على الموضوع قولهما إن تركيا وقطر معا ستشغلان مطار كابول الدولي، حيث ستوفر أنقرة الأمن عبر مؤسسة خاصة، وذلك بموجب مسودة اتفاق مع طالبان في أفغانستان.
اقرأ أيضا/طالبان تقدم عرضا جديدا لتركيا وأردوغان يؤكد: لن نطلب إذن أحد
وأوضح المسؤولان أن تركيا تخطط للإبقاء على تواجدها في كابول، لضمان مصالحها السياسية والتجارية بدعم من قطر، بينما تسعى طالبان للحصول على اعتراف بها، في حين لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحاجة لإقرار الصفقة.
وكانت تركيا تعمل لأسابيع في استكشاف إمكانية أن تضطلع بمهمة توفير الأمن في مطار كابول بمجرد انسحاب القوات الأمريكية.
بنود تفصيلية للاتفاق
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح الجمعة أن حركة طالبن قد قدمت بالفعل لبلاده عرضا مفاده ان تشغل تركيا المطار وأن يوفر مقاتلو الحركة الامن، إلا أن الطرفين توصلا مؤخرا إلى صياغة مسودة اتفاق من شأنه أن يحل الموضوع.
تشتمل النقاط الرئيسة في مسودة الاتفاق على ما يلي:
أولا اعتراف تركيا بطالبان حكومة شرعية لأفغانستان، ثانيا أن تشغل تركيا وقطر المطار بشكل مشترك، ثالثا أن توفر تركيا الأمن عبر شركة خاصة عاملوها يتكونون من جنود وعناصر شرطة سابقين، رابعًا أن تعمل القوات الخاصة التركية بملابس مدنية في ضمان أمن الفنيين الأتراك ولا تغادر محيط المطار.
اقرأ أيضا/ طالبان تنهي استعدادها لتسلم المطار وأمريكا تتغنى بتركيا
لكن إحدى القضايا التي ما زالت تقف حجر عثرة في طريق الصفقة هي أن الحكومة الأفغانية السابقة كانت قد أبرمت عقداً يتعلق بالمطار في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع مجموعة تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، وتحتاج الطالبان إلى إبرام صفقة منفصلة معها.
وذكر أن الموقع البريطاني أن ناطقي طالبان رفضوا الحديث عن هذه القضية نهائيًا
القوات الخاصة التركية
وأوضح الموقع أن تركيا لم تخلِ الطاقم الأساسي من موظفيها الدبلوماسيين ومنهم السفير وأبقت على سفارتها مفتوحة في كابول، مشيرا إلى وجود عدد من عناصر القوات الخاصة التركية في كابول لحماية السفارة، ويوجد عدد منهم أيضاً في إسلام آباد، العاصمة الباكستانية، لأي طوارئ محتملة.
يذكر أن تركيا خلال السنوات القليلة الماضية تقوم بحراسة القسم العسكري من مطار كابول ضد أي هجمات خارجية، غير أنه في وقت مبكر من هذا الصيف كانت أنقرة على وشك إبرام صفقة مع الولايات المتحدة تخولها الاستمرار في تنفيذ تلك المهمة إلا أن اكتساح طالبان السريع للبلاد غير الظروف بشكل دراماتيكي.
وذكر الموقع نقلا عن مسؤولين أتراك أنهم يعتقدون بأن الإبقاء على تواجد لتركيا في أفغانستان سوف يساعدهم على حماية المصالح التجارية والسياسية التركية في البلد، بما في ذلك منع موجة من اللاجئين من دخول تركيا سعيا لطلب اللجوء في أوروبا، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الخارجية والاستثمارات إلى البلاد خلال المرحلة الانتقالية .
المصدر: تركيا الان + وكالات