ذكرت تقارير إعلامية أن حركة طالبان اختارت شخصية لقيادة حكومتها الجديدة في أفغانستان، في حين كشفت أمريكا وبريطانيا عن موقفها من هذه الحكومة.
وأوضحت التقارير أن مصادر في حركة طالبان قد كشفت أن الملا بردار، رئيس المكتب السياسي للحركة، سيقود الحكومة الجديدة في أفغانستان.
وقالت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن المصادر أن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان مناصب بارزة في الحكومة.
في حين أعلنت حركة طالبان الخميس أنها تقترب من تشكيل حكومة.
اقرأ أيضا/ الأفغانيون ينتظرون الحكومة الجديدة لطالبان.. أمريكا ستضطر للتعاون معها عبر تركيا
وأضافت الوكالة أن هذا الاعلان سيأتي بعد أيام على انسحاب فوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان أنهى أطول حروب أمريكا، مع انتصار عسكري للحركة، إلا أن أحد مسؤولي الحركة قد أكد أنه لا جديد سيحصل قبل يوم السبت.
وأوضح المسؤول البارز شير محمد عباس ستانكزاي، أن النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل، لكن “قد لا يكون لهن مكان” في الحكومة المستقبلية، أو في مناصب أخرى عالية.
عدم سيطرة كاملة لحركة طالبان
من جانب آخر كشفت تقارير أن معظم الإدارات الحكومية المهمة، باستثناء الأمن على مستوى الشوارع، لا تعمل بالشكل المطلوب، موضحة أن طالبان حثت المسؤولين في الحكومة السابقة على البقاء في مناصبهم، وبعضهم فعل ذلك.
واشارت التقارير إلى وجود أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، بما في ذلك نقص السيولة المتفاقم الذي فرض ضغوطا على توافر الوقود والغذاء والسلع الأساسية الأخرى، ما دفع بطالبان لإثبات وجودها، سواء في نظر الجمهور. وعمليا، بوصفهم حكام البلاد الجدد.
كما لفتت إلى أنه لا يزال الكثير من الشعب الأفغاني يشعر بارتياب عميق، بالنظر إلى قسوة حكومة طالبان السابقة، في حين أوضحت مصادر أن الحركة كانت تستعد لتولي السلطة لأكثر من عقد من الزمان، وتوسع بشكل مطرد حكومة الظل في الانتظار.
وعلى مر السنين، شكلت الحركة لجانا وطنية لقطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم، وقاموا بتعيين المسؤولين حتى على مستوى المقاطعات في معظم أنحاء البلاد.
أول رد غربي
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة إن بريطانيا لن تعترف بحكومة طالبان الجديدة في كابول.
وأشار دومنيك إلى أنه سيتعين على بلاده التعامل مع الواقع الجديد في أفغانستان مضيفا أنها لا تريد أن تشهد انهيار النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وتابع: “ندرك بالفعل أهمية أن نظل قادرين على الحوار ووجود خط مباشر للاتصالات”، غير أن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قد صرح بانه: “سيتعين على الاتحاد التحاور مع الحكومة الأفغانية الجديدة لكن هذا لا يعني الاعتراف بها”.
أما الولايات المتحدة، فاوضحت أنها لا تدرس في الوقت الحالي مسألة تخفيف العقوبات المفروضة على حركة “طالبان”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي: “يجب ألا يعتقد أحد أننا ندرس في الوقت الراهن تخفيف العقوبات على طالبان، هذا الأمر لا يجري بحثه بشكل نشط، ونحن لا نسعى إلى ذلك”.
وأضافت بساكي أن عدد المواطنين الأمريكيين الذين لا يزالون في أفغانستان ويريدون مغادرة البلاد يبلغ قرابة 100 شخص.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة ستنظر في موضوع تقديم مساعدات إلى أفغانستان بعد تشكيل حكومة جديدة واتخاذها إجراءاتها الأولى.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال إن بلاه ستتابع أفعال حركة طالبان وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
يذكر أنه في 15 أب/ أغسطس، استطاعت “طالبان” السيطرة على العاصمة الأفغانية، كابول، دون مقاومة تذكر من الجيش الأفغاني، فيما بقيت “بنجشير” الواقعة شمال شرق العاصمة، الولاية الوحيدة الخارجة عن سيطرة الحركة.