أفادت مصادر إعلامية أن مدينة اسطنبول التركية استضافت لقاء دوليا بين الأمم المتحدة والمعارضة السورية، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدم قدرة بلاده على تحمل موجة لجوء جديدة.
وقالت المصادر، وفق متابعة تركيا الان، إن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون التقى قيادات المعارضة السورية في مدينة إسطنبول، عقب زيارة له قبل أيام أجراها للعاصمة السورية دمشق.
وأوضحت المصادر أن من بين القيادة التي التقاها بيدرسون كان رئيس الائتلاف السوري سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض أنس العبدة، كما شارك في الاجتماع عبر تقنية فيديو كونفرنس، الرئيس المشارك للجنة الدستورية السورية عن المعارضة هادي البحرة.
في حين حضر الاجتماع الذي تناول مستجدات العملية السياسية في سوريا وكافة المواضيع المتعلقة بالشأن السوري، نائب رئيس الائتلاف ومنسق العلاقات الخارجية عبد الأحد اسطيفو، فضلا عن مساعدي المبعوث الأممي.
ولفتت إلى ان بيدرسون أجرى زيارة إلى دمشق، التقى خلالها مسؤولي النظام السوري، حيث يبذل جهودا لعقد جولة جديدة من أعمال اللجنة الدستورية السورية.
وفشلت خمس جولات من أعمال اللجنة الدستورية في مدينة جنيف السويسرية بتحقيق أي تقدم، بسبب مواقف النظام الرافض للدخول بأعمال صياغة مسودة الدستور، فيما عقدت الجولة الخامسة في كانون الثاني/يناير الماضي، ولم تحقق نتيجة مذكورة.
الوضع غير مناسب
وفي وقت سابق من اليوم أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا أعلنت أن الوضع غير مناسب لعودتهم.
وقالت اللجنة في تقريرها اليوم إن الوضع غير مناسب من أجل عودة “آمنة وكريمة” للاجئين، مشيرةً إلى تصاعد وتيرة العنف شمالي البلاد وجنوبها.
اقرأ أيضا/ بعد دعوات لترحيل اللاجئين من تركيا .. لجنة تحقيق دولية تعلن: “الوضع غير مناسب”
بدوره أوضح رئيس اللجنة البرازيلي باولو بينهيرو، أن الأطراف في سوريا مستمرة في ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 سنوات.
جاء ذلك في تقرير نشرته اللجنة، حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في الفترة بين 1 يوليو/ تموز 2020، و30 من نفس الشهر للعام الجاري 2021.
واشارت اللجنة أنه من الممكن أن تندرج جرائم التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، وروسيا، ونظام الأسد، وتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، إلى جرائم حرب، مشيرة الى أنه من الصعب على المدنيين إيجاد ملاذ آمن في هذه البلاد التي دمرها الحرب.
وأضاف بينهيرو أن نظام الأسد يحكم السيطرة على 70 بالمئة من أراضي سوريا، وحوالي 40 بالمئة من عدد المواطنين، في حين أن النظام لم يتخذ أي مبادرة من أجل التفاوض وتوحيد البلاد.
وأكد رئيس اللجنة استمرار نظام الأسد في الاعتقالات التعسفية بنفس الوتيرة، وأن اللجنة تواصل توثيق حالات الانتهاكات والتعذيب والعنف والقتل ضد المعتقلين والمختفين قسريا.
الوضع يزداد قسوة
من جانبها، أوضحت عضو اللجنة كارين كونينغ أبو زيد، أن الوضع في سوريا يزداد قسوة باستمرار، مع ارتفاع وتيرة العنف، وانهيار الاقتصاد.
وأردفت أن انهيار النظام الصحي بسبب الحرب يزيد من صعوبة مكافحة جائحة كورونا، واعتبرت أن الوقت لم يحن من أجل الاعتقاد بأن الوضع في سوريا مناسب لعودة اللاجئين السوريين.
كما أكدت “أبو زيد” على أن الوضع يزداد سوءًا يوما بعد يوم في مناطق سيطرة تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي.
وفي سياق متصل آخر أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في أتصال هاتفي، أن “بلاده غير قادرة على تحمل أعباء موجة لجوء جديدة”.
وأن الرئيس أردوغان ناقش هاتفيا مع نظيره الألماني، العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا إقليمية في مقدمتها أفغانستان والهجرة.
وأبلغ الرئيس التركي شتاينماير بـ”ضرورة إسراع الاتحاد الأوروبي في الإجراءات اللازمة حيال عضوية تركيا، وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، ورفع تأشيرة دخول المواطنين الأتراك”.