أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “أسفه” فيما يخص الحكومة التي شكلتها حركة طالبان في أفغانستان عقب سيطرتها على البلاد، في حين تحدث عن علاقة غير جيدة مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الحالي جو بايدن.
وقال أردوغان: “نأسف لعدم تشكيل حركة طالبان إدارة شاملة وحاضنة للجميع في أفغانستان، بالنظر إلى النهج الحالي لطالبان، للأسف لم يتم تشكيل إدارة شاملة وحاضنة للجميع”.
وأشار الرئيس إلى ان “بعض الإشارات” تصل إليه حول احتمال إحداث تغييرات في الإدارة بحيث تكون شاملة وحاضنة لجميع الأطياف.
اقرأ أيضا/ رفضت الوجود العسكري واعتبرتها شريكا أساسيًا للإعمار.. علاقة طالبان وتركيا بين المد والجزر
وأكد أنه يمكن الجلوس مع طالبان ونتحاور معها حول ما يمكن فعله من أجل أفغانستان، ولكن إذا أحدثت تغييرات جوهرية على حكومتها.
وجدد تأكيده أن بلاده لا يمكن أن تفتح أبوابها في وجه موجات الهجرة التي قد تأتي من أفغانستان، مشيرا الى أن واشنطن لا يمكنها أن تطالب بذلك.
وفي سياق آخر أوضح أردوغان أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بحاجة إلى إصلاح هيكليتهما، لافتا إلى أن العالم اليوم ليس كما كان في فترة الحرب العالمية الأولى والثانية، “.
ولفت إلى أن الإصلاح يبدأ بإلغاء حق النقض “الفيتو” من الأعضاء الدائمين، مشيرا الى أنه لا يمكن أن يكون مصير العالم مرتبط بما ستتفوه به الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وفيما يخص ملف تغير المناخ أكد أردوغان أن بلاده ستعبر عن أفكارها بشأن تغير المناخ من خلال رسائل تعتزم توجيهها في مؤتمر غلاسكو المرتقب، موضحا أن “اتفاقية باريس للمناخ” سيتم عرضها على البرلمان التركي للمصادقة عليها مطلع أكتوبر/تشرين الأول القادم.
علاقة غير جيدة مع أمريكا
من جانب آخر أشار الرئيس أردوغان إلى أن العلاقة مع أمريكا كانت غير جيدة في بداية ولاية الرئيس الحالي جو بايدن، آملا أن يسود جو من الصداقة مع الولايات المتحدة.
وقال الرئيس في تصريحاته اليوم إن: “ما نتمناه هو أن تسود الصداقة علاقاتنا مع الولايات المتحدة عوضا عن الخصومة كوننا حليفين في (حلف) الناتو”.
وأوضح أن إدارته عملت بشكل جيد مع الرؤساء السابقين جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب، لافتا إلى ان بداية العمل مع (جو) بايدن كانت غير جيدة، لافتا إلى أن عدة أسباب في هذا الأمر.
وبين أن أهم سبب هو أن إدارة بايدن عملت على نقل الأسلحة والذخائر والمعدات إلى المنظمات الإرهابية (في سوريا)، ومؤكدا أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد ذلك.
ولفت إلى أن الأسلحة الموجودة في أيدي طالبان هي أسلحة الولايات المتحدة الأمريكية وعليها أن تتحمل وتدفع ثمن ذلك.
اقرأ أيضا/ ذهب وملايين الدولارات وأنظمة صواريخ بالستية في أفغانستان وأمريكا ترفعها من قائمة الإرهاب
وفيما يخص قرار واشنطن حجب مقاتلات “F-35” عن تركيا، قال أردوغان: “نتصرف بصدق وموقفنا صادق لكن الولايات المتحدة للأسف لم تتصرف كذلك”، مؤكدا أن أن بلاده ستقوم بما يلزم حيال امتناع الولايات المتحدة تسليم تركيا مقاتلات “إف-35″، وذلك استنادا إلى القانون الدولي.
أما بشأن صفقة شراء منظومة إس400 الروسية (الصاروخية) فأوضح انها اكتملت ولا عودة عنها، مجددا تأكيده أنه “لا يمكننا قبول الإملاءات بحجة هذه الصفقة”.
كما أعرب أردوغان عن رغبة بلاده في رفع حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا في هذا السياق إلى الخطوات المشتركة بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية.
وختم الرئيس : “على واشنطن أن تدرك بأن تركيا القديمة لم تعد موجودة، نحن الأن نتطور في مجال الصناعات الدفاعية والقطاعات الأخرى، وإذا امتنعت واشنطن عن تسليم مقاتلات “إف-35″ لتركيا، فإن أنقرة ستبحث عن موردين آخرين”.
المصدر: تركيا الان