أكدت تركيا أنها ملتزمة بمذكرة التفاهم التي وقعتها مع روسيا فيما يخص شمال سوريا، في الوقت الذي قالت فيه إن الولايات المتحدة الأمريكية تزود الإرهابيين بالسلاح والذخائر.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده تتابع بدقة التطورات الأخيرة في الشمال السوري، مؤكدا احترام تركيا لأمن حدود الدول الجارة وحقوقها السيادية.
وأضاف في اجتماع عسكري عبر الفيديو كونفرنس أن الجيش التركي يواصل بشدة وحزم نشاطاته المكافحة للإرهاب سواء داخل البلاد أو خارجها.
اقرأ أيضا/ من يقف خلف الهجوم الذي استهدف الجنود الأتراك في إدلب؟
وحضر الاجتماع كل من نائب وزير الدفاع التركي يونس إمره قره عثمان أوغلو، ورئيس هيئة الأركان يشار غولر، وقادة القوات البرية موسى أوسوار، والبحرية عدنان أوزبال، والجوية حسن كوجوك آق يوز.
وأكد أكار عدم وجود وجود فرق بين تنظيمي “بي كا كا” و “ي ب ك” الإرهابيين، مشيرا إلى وجود صور وأدلة لا حصر لها ويعلمها الجميع في هذا الشأن.
وكشف أن من يدعون أنهم حلفاؤنا (الولايات المتحدة الأمريكية) “مع الأسف يزودونهم بالأسلحة والذخائر والمعدات بطريقة لا تليق مع روح التحالف”.
وفي سياق متصل، أشار وزير الدفاع التركي إلى أن بلاده لا تزال متمسكة بما جاء في مذكرة التفاهم الروسية التركية وملتزمة بالمبادئ المنصوص عليها في المذكرة.
وأشار إلى” وجود تصاعد كبير في الهجمات الجوية في الآونة الأخيرة، وقلنا إن ذلك لا يتوافق مع مذكرة التفاهم”.
وشدد أكار : “ينبغي أن نحقق النجاح من أجل أمن إخواننا السوريين هناك من جهة، ومن جهة أخرى من أجل أمن قواتنا وحدودنا، وحماية بلادنا التي لا تتحمل موجة هجرة جديدة”.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران، التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
اقرأ أيضا/ الكرملين: الرئيس الروسي و نظيره التركي سيبحثان الوضع في شمال سوريا
وتتجه أنظار المهتمين بالشان السوري نحو العاصمة الروسية موسكو يوم التاسع والعشرين من سبتمبر الجاري لمتابعة القمة التي ستقعد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في حين يرى محللون أن القمة ستشهد مناقشة قضايا كبيرة وتنتظرها تحديات مرتقبة.
وأوضح المحللون أن اللقاء المرتقب قد يسهم في تخفيف الهجمات الروسية على إدلب شمال سوريا لا إيقافها، مشيرين إلى وجود تشابك الملفات الجيوساسية بين أنقرة وموسكو في مناطق عدة.
واستبعدوا أن يتم التوصل إلى حل لتسوية الوضع في إدلب، في ظل استمرار العداء بين الجماعات المسلحة هناك، وقوات النظام السوري، وفي ظل استمرار الصراع الطائفي والفتنة الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق يوضح الخبير الأمني والاستراتيجي الجنرال عبد الله أغار، في تصريحات صحفية له أن الإشكالية تكمن الآن، في أن القوات الروسية زادت من هجماتها على إدلب وتفرض إرادتها على القوى الأخرى بما فيها قوات الأسد التي أصبحت وكيلا للأهداف السورية هناك.
وقال أغار : إن قوات النظام السوري قيدت إرادتها أو أهدافها بشأن إدلب بالمبادرة الروسية فقط، لافتا إلى ان روسيا لا تبدي أي رد فعل تجاه القصف الإسرائيلي والأمريكي للقوات السورية، ولاحتى إنها لا تشكل نظام حماية أو دفاع لتلك الجهات.
وأشار في المقابل إلى ان الهجمات الروسية على إدلب العام الماضي وصلت إلى أكثر من 30 هجمة، في حين أن عددها وصل خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي إلى حوالي خمسين هجمة.
واضاف الجنرال أنه في آخر ثلاثة أشهر فقط سجلت حوالي تسعين هجمة على إدلب، منوها إلى أن الكثير منها شنتها قوات الأسد بأوامر روسية، مشدد على أن صانع القرار في الصراع المحتمل في إدلب ليس نظام الأسد بل روسيا.
وفيما يخص لقاء القمة المرتقب بين الزعيمين التركي والروسي لفت إلى أن الهدف منه هو بحث سبب الهجمات الروسية المتزايدة في إدلب والأحداث التي نجمت عنها.
المصدر: تركيا الان